باريس تندد بـ"استيلاء" روسيا على السلطة في أفريقيا الوسطى

باريس تندد بـ"استيلاء" روسيا على السلطة في أفريقيا الوسطى

18 يونيو 2021
جمّدت فرنسا مساعدتها لموازنة أفريقيا الوسطى وعلّقت التعاون العسكري الثنائي (Getty)
+ الخط -

أعلن وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لودريان، اليوم الجمعة، أنّ روسيا شرعت في "الاستيلاء على السلطة" في جمهورية أفريقيا الوسطى عبر مرتزقة مجموعة "فاغنر"، مع استبعاده تهديداً مماثلاً في الساحل الأفريقي.

وقال الوزير الفرنسي، عبر قناة "بي.أف.أم.تي.في" التلفزيونية: "في جمهورية أفريقيا الوسطى، عبر المرتزقة الروس، ثمة نوع من أنواع الاستيلاء على السلطة، والسلطة العسكرية على وجه الخصوص. هذا ما نكافحه، وهذا ما دفعنا نحو اتخاذ تدابير لسحب عدد من أفرادنا العسكريين".

وجمّدت فرنسا مساعدتها لموازنة أفريقيا الوسطى، وعلّقت التعاون العسكري الثنائي، وسط اتهام حكومتها بـ"التواطؤ" مع حملة مناهضة لفرنسا تقودها روسيا.

ورغم ذلك، لا ترى باريس ظاهرة مشابهة في الساحل، إذ قال لودريان: "لا أعتقد أن الأمر يشكل خطرا"، لافتا إلى عدم الوقوف "حتى الآن" على "خرق كبير" لروسيا هناك.

جمّدت فرنسا مساعدتها لموازنة أفريقيا الوسطى، وعلّقت التعاون العسكري الثنائي، وسط اتهام حكومتها بـ"التواطؤ" مع حملة مناهضة لفرنسا تقودها روسيا

وكان محور القلق الكولونيل أسيمي غويتا، الذي قاد انقلابين في الأشهر الأخيرة في مالي، وكان قد تلقى تدريبه في روسيا، إلا أن لودريان قال: "ليس لأن البعض تدربوا في موسكو فهم يتماشون معها الآن".

وتندد فرنسا رغم ذلك بحملة مناهضة لها في الساحل، خصوصا على وسائل التواصل الاجتماعي، وتحشد جزءا منها مجموعات تزعم أنها روسية. وتابع: "ما هو أكيد أن دول مجموعة الخمس في الساحل على وجه الخصوص، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا، يقظة للغاية بشأن رغبتها في حفظ السيادة والإجراءات الاحترازية التي تتخذها تجاه أطراف ثالثة".

وأوضح مصدر دبلوماسي أنّه على عكس أفريقيا الوسطى "لا وجود" في الساحل للألماس، ولا موارد طبيعية من شأنها تمويل الجهد العسكري.

وكانت فرنسا قد تدخلت في أفريقيا الوسطى في إطار عملية "سانغاريس" بين 2013 و2016 بهدف وقف أعمال العنف الأهلية.

ودخلت روسيا هذا "المربع" الفرنسي السابق عبر توريد أسلحة للقوات المسلحة وإرسال مئات العناصر شبه العسكريين.

وانزلقت أفريقيا الوسطى، التي لا يتجاوز عدد سكانها خمسة ملايين والمصنّفة من بين أكثر الدول عوزاً في العالم، إلى العنف والفوضى عام 2013، إثر الانقلاب الذي أطاح الرئيس فرنسوا بوزيزيه على يد حركة "سيليكا".

وتتنافس الجماعات المسلحة في هذا البلد، حيث لا تسيطر السلطات الرسمية سوى على جزء من مساحته، لوضع اليد على الموارد المتراوحة بين الألماس والذهب والماشية وغيرها.
(فرانس برس)

المساهمون