بؤرة استيطانية لتهجير أم الخير في موقع استشهاد عودة الهذالين جنوبي الخليل

27 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 16:51 (توقيت القدس)
منازل في مستوطنة إسرائيلية قرب أم الخير، 7 أغسطس 2025 (مصعب شاور/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- بعد استشهاد الشاب الفلسطيني عودة الهذالين، قام مستوطنون من مستوطنة كرمل بتوسيع المستوطنة في قرية أم الخير، مدعين أن البناء غير القانوني يشكل خطراً، ومطالبين بفرض القانون وإنشاء منطقة أمنية.
- منظمة "سلام الآن" انتقدت الانتهاكات الإسرائيلية بحق سكان أم الخير، مشيرة إلى أن المستوطنين أقاموا البؤرة غير القانونية بدعم من السلطات، بهدف تهجير السكان الفلسطينيين.
- فيديو نشرته "بيتسيلم" يظهر لحظة إطلاق النار على الهذالين، مما ينسف ادعاءات الاحتلال، بينما أُفرج عن المستوطن ليفي رغم تورطه.

بعد مرور شهر على استشهاد الشاب الفلسطيني عودة الهذالين برصاص المستوطن يانون ليفي، في قرية أم الخير في مسافر يطا، جنوبي الخليل، جنوبي الضفة الغربية المحتلة، قامت مجموعة من المستوطنين من مستوطنة كرمل، ليل الثلاثاء - الأربعاء، بوضع أسس لأربعة مبانٍ في المنطقة التي وقعت فيها جريمة إطلاق النار.

ونقلت وسائل إعلام عبرية، عن مسؤولين في المجلس المحلي الاستيطاني جبل الخليل، لم تسمّهم، قولهم إن أعمال إقامة المباني تُنفذ كجزء من توسيع المستوطنة وضمن حدودها، وإنها تتم بالتنسيق مع الجهات العسكرية في جيش الاحتلال. وزعموا أن "البناء غير القانوني في أم الخير، الملاصق لسياج المستوطنة، يشكل خطراً فورياً لوقوع 7 أكتوبر آخر (في إشارة الى عملية طوفان الأقصى في السابع من تشرين الأول 2023)، من قبل سكان القرية". وأضافوا: "نحن نطالب الإدارة المدنية بفرض القانون فوراً وإنشاء منطقة أمنية. سنواصل توسيع وتنمية الاستيطان في كرمل وفي جميع أنحاء جبل الخليل".

من جانبها، علّقت منظمة "سلام الآن" في بيان، بأن "ما يحدث، يمثل ذروة سلسلة من الانتهاكات التي تمارسها حكومة إسرائيل بحق سكان أم الخير. بعد عشرات السنين من هدم المنازل ومنع التصاريح والبنى التحتية، وبعد تصاعد العنف من قبل المستوطنين والجيش، تأتي الضربة القاسية بإقامة بؤرة استيطانية دائمة بين منازل القرية". وأضافت المنظمة، أن "المستوطنين الذين أقاموا الليلة الماضية البؤرة غير القانونية فعلوا ذلك بتكليف من السلطات، وبدعم مباشر من مجلس جبل الخليل، ومن الجيش، والشرطة، والحكومة. منذ تشكيل حكومة (بتسلئيل) سموتريتش - (إيتمار) بن غفير، تم تهجير نحو 90 تجمعاً فلسطينياً على يد مستوطنين عنيفين أقاموا بؤراً استيطانية بالقرب منها. الهدف من البؤرة الجديدة واضح: تهجير سكان أم الخير من أرضهم".

وفي وقت سابق من الشهر الحالي، أظهر مقطع فيديو نشرته منظمة "بيتسيلم" الحقوقية التي تضم نشطاء يهوداً وعرباً، لحظة إطلاق المستوطن الإسرائيلي النار على الشهيد عودة الهذالين. الفيديو الذي قالت المنظمة إن عودة الهذالين صوّره بنفسه، يظهر تعمد المستوطن إطلاق النار على ناشط حقوق الإنسان في القرية البدوية، رغم بعده تماماً عن نقطة الشجار بين السكان والمستوطن القاتل الذي جلب جرافة لتجريف أراضي قريتهم الصغيرة. وينسف الفيديو تماماً ادعاء قوات الاحتلال بأن الضحية دخل بعراك مع المستوطن يانون ليفي "الذي وُضِع سابقاً تحت عقوبات أميركية (في عهد إدارة جو بايدن) لهجماته العنيفة ضد الفلسطينيين"، وفق المنظمة.

وفي الفيديو، ينسحب المستوطن من وسط العراك ويوجه سلاحه نحو الناشط الحقوقي الفلسطيني مطلقاً النار بشكل مباشر صوبه، لينتهي المشهد في اللحظة نفسها، إذ سقط الهذالين الذي كان يوثق بكاميرته حادثة استشهاده دون أن يعلم. وأفرجت شرطة الاحتلال الإسرائيلي، في اليوم التالي، عن ليفي ووضعته قيد الإقامة الجبرية، مُدّعيةً عدم كفاية الأدلة ومُقرةً ادعاءه بالدفاع عن النفس. لكن المستوطن عاد بعد إطلاق سراحه من الإقامة الجبرية عقب الجريمة بأيام، وصُوّر مرة أخرى وهو يقتحم أرض أم الخير، برفقة مستوطن مسلح آخر.

واحتجزت قوات الاحتلال الإسرائيلي جثمان الشهيد لمدة 10 أيام، بعدما رفض الأهالي الشروط التي وضعتها على عدد المشاركين بالجنازة. وكان الشهيد عودة الهذالين معلم لغة إنكليزية في المدارس الحكومية، وناشطاً رياضياً في نادي سوسيا المحلي، ومناصراً قوياً للسلام، وله علاقات متينة بالنشطاء الأجانب. وهو أب لثلاثة أطفال، أكبرهم يبلغ خمس سنوات، وأصغرهم لا يتجاوز ثمانية أشهر، فيما يُعتبر قاتله ليفي من الأكثر تطرفاً بين المستوطنين، إذ يسكن في مستوطنة ميترِيم، وهي بؤرة استيطانية غير قانونية أنشأها بنفسه في جنوب الخليل عام 2021، وقد فرضت الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي عقوبات عليه في وقت سابق، لكنّ القضاء الإسرائيلي لم يتعامل معه بناءً على ذلك، بل سارعت منظمة "حونينو" اليمينية المتطرفة إلى الدفاع عنه أمام القضاء.