اهتمام سياسي واسع باحتفالات النوروز شرقي سورية

اهتمام سياسي واسع باحتفالات النوروز شرقي سورية

21 مارس 2022
الأكراد يحتفلون اليوم بعيد النوروز (بكر قاسم/الأناضول)
+ الخط -

يحتفل الكرد في كافة أنحاء العالم وفي سورية، اليوم الاثنين، بعيد النوروز الذي أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، في فبراير/شباط من عام 2010، في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وأقرّت يوم 21 مارس/آذار يوماً عالمياً للاحتفال به.

وشهدت المناسبة هذا العام اهتماماً سياسياً واسعاً، إذ هنّأ الرئيس الأميركي جو بايدن وزوجته الكرد، وتقدّما بأطيب التمنيات لجميع المحتفلين في العالم. كما هنّأ التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي تقوده واشنطن، عبر حسابه الرسمي في "تويتر"، المحتفلين باللغتين الإنكليزية والكردية.

وبدورها، أوقدت "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، بمشاركة ممثل الخارجية الأميركية في شمال شرق سورية، بالإضافة إلى ضباط وجنود من التحالف الدولي، يوم أمس الأحد، شعلة نوروز في محافظة الحسكة أقصى شمال شرقي البلاد، وحضر الاحتفالية القائد العام لـ"قسد" مظلوم عبدي، وممثل الخارجية الأميركية في المنطقة ماثيو بيرل، وعضو الهيئة الرئاسية في حزب الاتحاد الديمقراطي (بي ي دي) صالح مسلم.

وبارك "مجلس سورية الديمقراطية" (مسد) عيد النوروز لعموم الكرد في سورية والمنطقة والعالم، وأكّد أن القضية الكردية قضية وطنية يجب حلها وفق العهود والمواثيق الدولية، ضمن وحدة البلاد وسلامة ترابها، وأن أحد أهم عوامل استقرار المنطقة وحل أزماتها، في مقدمتها الأزمة السورية التي دخلت عامها الحادي عشر، هو إيجاد حل عادل للقضية الكردية على اعتبارها جزءاً أساسياً من القضية الديمقراطية السورية.

وبدوره، توجه الائتلاف الوطني السوري بتهانيه لجميع أبناء الشعب السوري بعيد النوروز، وخص بالذكر الكُرد السوريين، بالإضافة للكرد في كل مكان، الذين يمثل هذا العيد بالنسبة لهم مناسبة عزيزة ذات أهمية قومية وثقافية واجتماعية بالغة.

ودعا الأهالي في شرق الفرات للتعاون والتعاضد من أجل تجديد روح الثورة السورية، والانتفاض مجدداً ضد نظام "الأسد المجرم"، وضد المليشيات الإرهابية، وطردها من سورية إلى حيث جاءت، كما دعا المجتمع الدولي إلى رفع أي غطاء عن هذه المليشيات التي تدّعي زوراً تمثيل الكرد، وهي من أكثر مَن مارس الانتهاكات ضدهم، وإلى وقف دعمها ومطالبتها بالإفراج عن المعتقلين، ووقف التعذيب، ووقف خطف وتجنيد الأطفال.

كما هنأ محافظ الحسكة التابع للنظام غسان حليم خليل، أبناء الشعب الكردي في سورية عموماً وفي منطقة الجزيرة خصوصاً، وتمنّى لهم عاماً جديداً مليئاً بالتقدّم والازدهار.

ويتشارك الكرد الاحتفال بعيد النوروز أو "اليوم الجديد" مع الفرس والأفغان منذ القدم، فمن خلاله يستقبلون السنة الشمسية الجديدة، وأدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، في فبراير/شباط من عام 2010، في القائمة النموذجية للتراث الثقافي غير المادي للبشرية، وأقرّت يوم 21 مارس/آذار يوم "نوروز العالمي".

وكان النظام السوري يمنع مظاهر هذا العيد بشكل واسع، لكن بعد عام 2011 وتراجع قبضته الأمنية عن بعض المناطق، صار الاحتفال به طقساً سنوياً. لكنّ مسلحي حزب الاتحاد الديمقراطي الذي يشكّل نواة "قسد"، وبعد تمكّنهم من مناطق واسعة في شمال شرق سورية في عام 2013، بدأوا كذلك يضيقون على المحتفلين ويحددون ضوابط للفعاليات.