انقسام حاد في مجلس الشيوخ بشأن مرشحة ترامب للمحكمة العليا

انقسام حاد في مجلس الشيوخ بشأن مرشحة ترامب للمحكمة العليا

12 أكتوبر 2020
الطريق أمام الجمهوريين معبدة لتمرير تعيين باريت (شون ثيو بول/Getty)
+ الخط -

بدأت جلسة الاستماع إلى القاضية إيمي كوني باريت، التي اختارها دونالد ترامب لعضوية المحكمة العليا، الاثنين في مجلس الشيوخ بخلاف حاد بين الجمهوريين، الذين أشادوا بقاضية "لامعة"، والديمقراطيين الذين نددوا بعملية تعيين متسرعة قبل 22 يوماً من الانتخابات الرئاسية ووسط تفشي الوباء.

وصرح السناتور ليندسي غراهام، المقرب من ترامب، والذي يرأس اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ والمكلف استجواب القاضية: "سيكون هذا أسبوعاً صعباً تملأه المشاجرات".

وأضاف: "لنحاول أن نكون محترمين، لنتذكر أن العالم يشاهدنا"، معتبراً أن القاضية باريت "موهوبة" و"نزيهة".

واعتبر أنها "امرأة رائعة" دعيت لتحل محل "امرأة رائعة أخرى"، في إشارة إلى القاضية التقدمية المدافعة عن حقوق النساء روث بادر غينسبورغ، التي توفيت في 18 سبتمبر/ أيلول بعد 27 عاماً في المحكمة العليا.

وللقاضية باريت صورة مناقضة تماماً لصورة القاضية السابقة، إذ ينظر إليها في شكل إيجابي في الأوساط المسيحية التقليدية التي تشاركها قيمها، بدءاً بمعارضة معلنة للإجهاض. وهي كاثوليكية متدينة وأم لسبعة أولاد، بينهم اثنان بالتبني، وآخر مصاب بمتلازمة داون، وأعلنت يوماً أن "قضيتها هي خدمة ملكوت الله".

وإذا صادق مجلس الشيوخ على اختيارها، تنضم باريت إلى خمسة قضاة محافظين آخرين، وثلاثة قضاة تقدميين في المحكمة العليا، ما سيزيد من ميل المحكمة إلى اليمين.

ويخشى بعض التقدميين أن تؤثر معتقداتها الدينية على طريقة تعاملها مع القانون، لكن، في بلد ربع سكانه ملحدون علناً أو لا يتبعون أي ديانة، حرص الديمقراطيون على عدم مهاجمة باريت في هذه النقطة تحديداً.

وأعلن خصم دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية جو بايدن للصحافة على هامش نشاط انتخابي: "يجب ألا يؤخذ إيمانها في الاعتبار"، لكنه علق على الانتقادات الموجهة من القاضية إلى قانون صدر في عهد الرئيس السابق باراك أوباما يؤمن الرعاية الصحية لملايين الأميركيين.

وصرح بايدن: "قالت إنها تريد التخلص" من "أوباما كير"، مضيفاً "الرئيس يريد إلغاءه أيضاً. لنركز على الأمور الأساسية: خلال شهر، سيخسر الأميركيون ضمانهم الصحي!".

ليندسي غراهام، المقرب من ترامب: "سيكون هذا أسبوعاً صعباً تملأه المشاجرات"

وبعد أسبوع من الانتخابات، على المحكمة العليا أن تدرس طعناً مقدماً من نواب جمهوريين بالقانون.

وسلط الديمقراطيون الضوء على التقدم المحرز منذ إقرار القانون، مقدمين أمثلة عن مستفيدين منه وواضعين صورهم على لوحات كبرى مواجهة للقاضية باريت، التي يفترض أن تدلي بإفادتها بعد النواب.

وكتب ترامب في تغريدة: "على الجمهوريين أن يقولوا بالصوت العالي وبوضوح أننا سنوفر نظاماً صحياً أفضل بسعر أقل".

انقلاب

 

وتفادى الديمقراطيون مهاجمة باريت شخصياً وركزوا هجماتهم على الجمهوريين، متهمين إياهم بأنهم يستخفون بالناخبين.

 

وقالت السناتورة ديان فينستين إن التصويت "بدأ في 40 ولاية والجمهوريون يدفعون بكامل قوتهم للسيطرة على محكمة من شأنها أن تؤمن استدامة لسياساتهم".

 

وبعد نحو عشرة أيام من تبين إصابة ثلاثة سناتورات جمهوريين بكوفيد-19، اعتبرت السناتورة الديمقراطية كامالا هاريس أن عقد الجلسة أمر "غير مسؤول".

 

وقالت هاريس، التي أدلت بتصريحها عبر الأنترنت، إن الجمهوريين "يعرضون للخطر" العاملين في الكونغرس، مضيفةً "ينبغي أن تكون أولوية الكونغرس بدل ذلك لخطة مساعدة العائلات" المتضررة من كوفيد-19.

 

وخطاب هاريس مرتقب بشدة كونها المرشحة لنيابة الرئاسة إلى جانب بايدن.

 

واعتبر السناتور شلدون وايتهاوس من جهته أنه من "غير المسؤول" جمع الأعضاء في مجلس الشيوخ.

 

وقال إن "الأميركيين يدركون معنى هذا الانقلاب المخادع والمتسرع والمنافق على إمكان وصولهم للعناية الطبية وسط تفشي الوباء".

 

 

وتحدث بعده السناتور مايك لي، الذي أعلنت إصابته قبل عشرة أيام بفيروس كورونا، لكنه أكد أنه حصل على تصريح من طبيب الكونغرس للمشاركة في الجلسة.

 

وأعرب عن ثقته بأن القاضية "تتعاطف" مع الأشخاص الذين عرضت صورهم في الجلسة، مضيفاً "لكن ليست هذه هي المسألة". وتابع "نحن نتفهم أنه ليس من وظيفتك كقاضية" أن تعطي رأياً.

 

وأكدت القاضية باريت أكثر من مرة أنها تميز بين آرائها الشخصية وعملها كقاضية.

 

وجاء في نسخة من تصريحاتها الأولية أمام مجلس الشيوخ: "المحاكم لم تنشأ من أجل حل كل المشاكل وتصحيح كل الثغر في حياتنا العامة. يحب أن تتخذ القرارات السياسية العامة.. من المؤسسات السياسية المنتخبة والمسؤولة أمام الشعب".

 

ويهمين الجمهوريون على مجلس الشيوخ، إذ لهم 53 مقعداً من أصل مائة، وبذلك ليس أمام الديمقراطيين فرصة لعرقلة هذا التعيين.

 

(فرانس برس)

 

المساهمون