انعدام الثقة يهدد محادثات جنيف اليمنية... واعتقالات في حضرموت

انعدام الثقة يهدد محادثات جنيف اليمنية... وقوات مدعومة إماراتياً تقمع محتجين في حضرموت

20 سبتمبر 2020
بوادر فشل محادثات جنيف تلوح بالأفق (Getty)
+ الخط -

تهدّد الثقة المعدومة بين الأطراف اليمنية، محادثات ملف الأسرى التي ترعاها الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، بعد دخولها اليوم الثالث من دون تحقيق أي اختراقات جوهرية، في واحد من أكثر الملفات الحساسة في  الأزمة المتصاعدة منذ 6 سنوات، فيما شنت قوات مدعومة إماراتياً حملة اعتقالات طاولت محتجين ضد الفساد وانعدام الخدمات في حضرموت، بعد تفريقهم بالرصاص الحي.
وبدأت بوادر فشل المحادثات تلوح في الأفق، بعد اتهامات جماعة الحوثيين للحكومة المعترف بها دولياً بتقديم كشوفات تضم أسماء وهمية وغير معروفة، وهو السبب ذاته الذي أدى إلى تعثّر مشاورات الكويت وجنيف سابقاً.
ونقلت قناة "المسيرة"، الناطقة بلسان الحوثيين، عن مصدر وصفته بالمطلع، لم تسمه، أن الوفد الحكومي "قدّم أسماء وهمية وغير معروفة ضمن الكشوفات التي رفعت من جانبهم"، لافتة إلى أنهم قدموا ملاحظاتهم على تلك الكشوفات الأولية، وأن الساعات المقبلة ستكون حاسمه.
ولم تفصح المصادر الحوثية عن تفاصيل إضافية حول هوية الأسماء الوهمية وغير المعروفة، لكن جماعة الحوثيين كانت ترفض سابقاً الكشف عن مصير عدد من المخفيين قسرياً الموالين للشرعية وتقول إنهم ليسوا لديها، وعلى رأسهم القيادي السياسي البارز في حزب التجمع اليمني للإصلاح، محمد قحطان.

ويتخوف الوفد الحكومي المفاوض من أن تكون التصريحات الحوثية مقدمة لإفشال المفاوضات التي يعول عليها المجتمع الدولي أن تكون مقدمة لوقف الحرب. وقال مصدر مقرب من الوفد لـ"العربي الجديد"، إن ذلك ليس ببعيد.
ونفي المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن يكون الوفد الحكومي قد قدّم أسماء وهمية، أو غير معروفة في الكشوفات التي ما يزال العمل جاريا على تبادلها، لليوم الثالث على التوالي.
وأضاف "قدمنا لهم كشوفات بأسماء أسراهم لدينا ولكن الوفد الحوثي لا يريد جميع الأسرى، بل يبحث عن أسماء محددة لقيادات ميدانية ويتجاهل مقاتليهم العاديين الذين يصفهم بالوهميين".

وعلى الرغم من التسريبات التي نشرتها وسائل الإعلام الحوثية، أكد المصدر الحكومي، أن وفد الشرعية "لم يتسلم بعد أي رد رسمي من قبل الوفد الحوثي رداً على الكشوفات التي قدمتها الحكومة"، لافتاً إلى أن عملية التبادل لازالت قائمة حتى نهاية جلسات اليوم الأحد.
وانطلقت محادثات الأسرى، الجمعة الماضية، في مدينة جنيف، وتشهد أيام المحادثات التي من المتوقع أن تستمر لمدة أسبوع، 3 جلسات منفصلة بشكل يومي، برئاسة نائب المبعوث الأممي إلى اليمن، معين شُريم.
وتأمل الأمم المتحدة، أن تنجز الأطراف اليمنية تفاهمات نهائية لتنفيذ أكبر صفقة تبادل بواقع 1420 والتي كانت قد تمت التفاهمات حولها في مشاورات عمّان، منتصف فبراير/شباط الماضي.

قوات إماراتية تقمع احتجاجات بالمكلا
وفي سياق آخر، فتحت قوات مدعومة إماراتياً، اليوم الأحد، الرصاص الحي على احتجاجات نددت بالفساد وارتفاع الأسعار وانعدام الخدمات في مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، شرقي البلاد.
وقال مصدر إعلامي شهد التظاهرة بالمكلا، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النخبة الحضرمية المدعومة إماراتياً، أطلقت النار لتفريق المتظاهرين الذين رددوا هتافات ضد محافظ المحافظة، فرج البحسني، متهمين إياه بالفساد وسوء الإدارة.
وأشار المصدر إلى أن إطلاق النار جاء رداً على قطع المحتجين عددا من الشوارع الرئيسية بالإطارات المشتعلة احتجاجاً على انعدام الخدمات وتدهور حاد في خدمة التيار الكهربائي، كما قامت القوات المدعومة إماراتيا باعتقال عدد من المتظاهرين واقتيادهم إلى أماكن مجهولة.
ويقول سكان في مدينة المكلا، إن انطفاءات التيار الكهربائي وصلت إلى نحو 17 ساعة في المدينة الساحلية التي تشهد ارتفاعا قياسيا في درجة الحرارة، خصوصاً خلال فصل الصيف تقارب الـ40 درجة مئوية.

المساهمون