استمع إلى الملخص
- يشهد المنتدى حضورًا عربيًا بارزًا، بما في ذلك الرئيس السوري، مما يعكس تحولًا في السياسة السورية ويتيح فرصة لبناء علاقات جديدة وتخفيف التحديات الاقتصادية.
- يوفر المنتدى منصة للقاءات ثنائية بين القادة، مع تعزيز الإجراءات الأمنية لضمان سلامة المشاركين.
تستضيف ولاية أنطاليا التركية، اليوم الجمعة، منتدى أنطاليا الدبلوماسي في وقت تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط توترات جيوسياسية على خلفية حرب الإبادة الإسرائيلية في قطاع غزة، والاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان وسورية، فضلاً عن التوترات في منطقة البحر الأحمر بين الولايات المتحدة وجماعة الحوثيين اليمنية وتداعيات الحرب التجارية التي فجر شرارتها الرئيس الأميركي دونالد ترامب بعد رفع الرسوم الجمركية، وأثرها على الفقر والجوع بالعالم.
وسيفتتح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ووزير خارجيته هاكان فيدان جلسات المنتدى الدبلوماسي في مركز المؤتمرات في "بيليك" بولاية أنطاليا، جنوبي البلاد، بحضور متوقع لنحو أربعة آلاف مشارك، بينهم أكثر من 20 رئيس دولة وحكومة، وما يزيد على 50 وزير خارجية، إلى جانب نحو 60 ممثلاً رفيع المستوى عن منظمات دولية.
وستُعقد خلال المنتدى، الذي يستمر إلى بعد غد الأحد، أكثر من 50 جلسة حول قضايا تهم مناطق جغرافية مختلفة تمتد من الشرق الأوسط إلى آسيا والمحيط الهادئ، ومن أفريقيا إلى أميركا اللاتينية، إلى جانب موضوعات بارزة على الأجندة العالمية، مثل تغيّر المناخ، ومكافحة الإرهاب، والمساعدات الإنسانية، والتحول الرقمي، والأمن الغذائي والذكاء الاصطناعي.
ويشهد المنتدى، الذي تحمل نسخته الرابعة عنوان "التمسك بالدبلوماسية في عالم منقسم"، حضوراً عربياً واسعاً، إذ أعلن المتحدث باسم حزب العدالة والتنمية التركي عمر تشليك عن حضور الرئيس السوري أحمد الشرع. كما أكدت وكالة "الأناضول" التركية حضور رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ووزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان، وممثل ولي العهد الكويتي صباح خالد الحمد الصباح الوزير عبد الله اليحيا، ووزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، ووزير الشؤون الخارجية التونسي محمد علي النفطي، والأمين العام لـ"تيار المستقبل" بلبنان أحمد الحريري، والوزير اليمني شائع الزبداني.
وتطرح هذه الدورة، بحسب بيان، "عدداً من القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، منها القضية الفلسطينية في ظلّ حرب الإبادة التي يشنّها الكيان المحتلّ، وأهمية استعادة دور المنظمات الدولية والإقليمية في حلّ الأزمات الدولية وتعزيز مقوّمات الأمن السيبراني في ظلّ التهديدات التي يفرضها تطوّر الذكاء الاصطناعي".
منتدى أنطاليا.. فرصة لسورية
وتلقى مشاركة الرئيس السوري أحمد الشرع أهمية خاصة بعد انتصار الثورة السورية وسنوات طويلة من العزلة السياسية التي فرضت على سورية خلال عهد رأس النظام المخلوع، وتشكل نقطة تحول مهمة في السياسة الخارجية للإدارة السورية الجديدة. وتسعى تركيا إلى تقديم رسالة واضحة عن دعمها للتحول السياسي في سورية، وإبراز دورها بوصفها وسيطا دوليا في حل الأزمات الإقليمية، كما يقول الباحث والمحلل التركي باكير أتاجان.
وقال أتاجان لـ"العربي الجديد"، إن المؤتمر يشكل فرصة لسورية لبناء علاقات وتفاهمات مع الدول المشاركة، بعد خطاب متوقع للرئيس الشرع من شأنه أن يبدد تساؤلات لدى بعض الدول ويخفف التحديات التي تواجهها سورية، سواء على صعيد استمرار فرض العقوبات، خاصة الأميركية، أو إعادة بناء الاقتصاد وتنظيم عودة اللاجئين ومحاربة تهريب المخدرات، وصولاً لكسر العزلة السياسية المفروضة منذ حكم نظام الأسد البائد، إضافة إلى تحسين العلاقات الإقليمية والدولية بهدف استعادة مكانة سورية.
وأضاف أتاجان أن مؤتمر أنطاليا فرصة مناسبة لعقد لقاءات ثنائية مع قادة الدول ورؤساء المنظمات الدولية، متوقعاً أن تساعد بلاده في تأمين لقاءات بين الرئيس الشرع وعدد من الزعماء وممثلي الدول المشاركة، بما فيها روسيا التي سيحضر وزير خارجيتها، وذلك "لتقدم سورية رؤيتها الشاملة حول المرحلة الانتقالية والإصلاحات الهادفة لتأسيس دولة مدنية على كامل الأراضي السورية".
ووصل الشرع إلى مدينة أنطاليا، اليوم، للمشاركة في المنتدى، وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السورية (سانا)، في زيارة هي الثانية له إلى تركيا عقب الزيارة الأولى التي أجراها في فبراير/ شباط الماضي، والتقى خلالها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في أنقرة. وقال الرئيس الشرع وقتها إنّ الشعب السوري "لن ينسى وقفة تركيا معه"، مؤكداً تحويل العلاقات التاريخية بين دمشق وأنقرة إلى شراكات استراتيجية في كل المجالات.
وأضاف الشرع أنه ناقش مع أردوغان ضرورة الضغط الدولي على إسرائيل للانسحاب من المنطقة العازلة في جنوب سورية، مردفاً: "نعمل معاً على ملفات استراتيجية كبيرة، على رأسها بناء استراتيجية مشتركة لمواجهة التهديدات الأمنية بما يضمن أمننا"، ودعا نظيره التركي لزيارة سورية قريباً.
وكانت وزارة الخارجية الروسية قد أعلنت أن الوزير سيرغي لافروف سيصل إلى تركيا غدا السبت، للمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي، وإجراء لقاءات ثنائية على هامشه. وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخروفا: "سوف يزور وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تركيا في 12 إبريل (نيسان) بناء على دعوة من وزير خارجية الجمهورية التركية للمشاركة في منتدى أنطاليا الدبلوماسي الرابع"، مضيفة أنه من المقرر أن يلقي لافروف كلمة أمام المنتدى ويعقد اجتماعات ثنائية مع عدد من نظرائه الأجانب.
ورفعت السلطات التركية مستوى الإجراءات الأمنية في مدينة أنطاليا السياحية إلى أعلى درجة استعدادا للمنتدى الدبلوماسي، وفق مصادر إعلامية تركية. وشملت الإجراءات تعزيز الأمن في المطار والطرق السريعة التي سيسلكها القادة والوزراء، بينما تم إعلان حالة التأهب القصوى (الدرجة الحمراء)، في المنشآت السياحية التي سيقيم فيها رؤساء الدول والحكومات والوزراء.