انطلاق انتخابات التجديد النصفي في اليابان وسط توقعات بتقدم المعارضة

20 يوليو 2025   |  آخر تحديث: 10:30 (توقيت القدس)
إيشيبا يلقي خطاباً انتخابياً في مدينة كوبي اليابانية، 3 يوليو 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- الناخبون اليابانيون يختارون نصف أعضاء مجلس المستشارين، مما يشكل اختباراً لرئيس الوزراء شيجيرو إيشيبا وسط تحديات اقتصادية واجتماعية.
- الحزب الديمقراطي الحر وحزب كوميتو يواجهان صعوبة في الاحتفاظ بالأغلبية، بينما تزداد فرص أحزاب المعارضة الأصغر، مثل حزب سانسيتو الذي يعارض العولمة.
- الأداء الضعيف للائتلاف الحاكم قد يؤثر على ثقة المستثمرين والمحادثات التجارية مع الولايات المتحدة، مما يضع إيشيبا في موقف صعب ويعوق أجندته التشريعية.

توجه الناخبون اليابانيون إلى مراكز الاقتراع، اليوم الأحد، لاختيار نصف أعضاء مجلس المستشارين، وهو المجلس الأعلى بالبرلمان، وسط تنافس شديد يمثل اختباراً حاسماً أمام رئيس الوزراء الياباني شيجيرو إيشيبا، الذي يواجه تحديات جراء ارتفاع الأسعار ومخاوف ترتبط بالهجرة. وتشير استطلاعات الرأي إلى أن الحزب الديمقراطي الحر بزعامة إيشيبا وشريكه في الائتلاف الحاكم، حزب كوميتو، قد لا يحصلان على الـ50 مقعداً اللازمة للاحتفاظ بالسيطرة على مجلس المستشارين، المكون من 248 مقعداً، في انتخابات التجديد النصفي.

وتظهر استطلاعات الرأي أن أحزاب المعارضة الأصغر، التي تطالب بتخفيض الضرائب وزيادة الإنفاق العام، تملك حظوظاً أكبر في تحقيق مكاسب. وينتهي التصويت في الثامنة مساء بالتوقيت المحلي (1100 بتوقيت جرينتش)، وعندها يُتوقع من وسائل الإعلام أن تعلن النتائج بناء على استطلاعات الرأي عند الخروج من مراكز الاقتراع.

ولكن انقسام أحزاب المعارضة يُضعف فرصها في تشكيل حكومة بديلة، ويتوقع أن يحقق حزب سانسيتو الذي يرفع شعار "اليابان أولاً" تقدماً مفاجئاً، اذ تشير استطلاعات الرأي إلى أنه قد يحصد أكثر من عشرة مقاعد في مجلس الشيوخ، مقابل شغله مقعدين حالياً. ويدعو الحزب إلى "قواعد وحدود أكثر صرامة" على الهجرة، ويعارض "العولمة" وسياسات النوع الاجتماعي "الراديكالية"، ويريد إعادة التفكير في اللقاحات وخفض الانبعاثات الكربونية. والأسبوع الماضي، اضطر الحزب إلى نفي أي ارتباط له بموسكو التي دعمت أحزاباً شعبوية في أماكن أخرى، وذلك بعد إجراء أحد مرشحيه مقابلة مع وسيلة إعلامية روسية رسمية.

وقال رينتارو نيشيمورا، وهو شريك في آسيا غروب الاستشارية في اليابان، إن إيشيبا قد يضطر إلى الاختيار بين إفساح المجال لزعيم جديد للحزب الديمقراطي الحر أو السعي لنيل دعم بعض أحزاب المعارضة من خلال تقديم تنازلات سياسية. وخسرت حكومة إيشيبا أغلبيتها في مجلس النواب، الأكثر نفوذاً من مجلس المستشارين، في أكتوبر/تشرين الأول، وكان ذلك أسوأ أداء للحزب الديمقراطي الحر منذ 15 عاماً، فقد أثارت هذه النتيجة اضطراباً في الأسواق المالية وجعلت رئيس الوزراء عرضة لاقتراحات حجب الثقة التي يمكن أن تطيح حكومته وتؤدي إلى إجراء انتخابات عامة جديدة.

ورجح تورو يوشيدا، أستاذ العلوم السياسية في جامعة دوشيشا، في حديث مع وكالة فرانس برس أن "يضطر إيشيبا إلى التنحي". وقال: "قد تدخل اليابان في المجهول مع وجود حكومة تملك أقلية في كل من مجلسي النواب والشيوخ، وهو أمر لم تشهده اليابان منذ الحرب العالمية الثانية". وحكم الحزب الليبرالي الديمقراطي من يمين الوسط الذي ينتمي إليه إيشيبا، اليابان بشكل شبه مستمر منذ عام 1955، مع تعاقب قيادات متعددة عليه.

ويقول محللون إن الأداء الضعيف للائتلاف يمكن أن يهز ثقة المستثمرين في رابع أكبر اقتصاد في العالم ويعطل المحادثات التجارية الحاسمة مع الولايات المتحدة، حيث تواجه اليابان موعداً نهائياً في الأول من أغسطس/آب للتوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة أو مواجهة رسوم جمركية قاسية في أكبر أسواقها التصديرية.

ووصل رئيس الوزراء الياباني البالغ 68 عاماً إلى قمة هرم الحزب في سبتمبر/أيلول الماضي، لكنه دعا فوراً إلى إجراء انتخابات. وجاء هذا القرار بنتائج عكسية، إذ تركت نتائج الانتخابات حزبه وشريكه الصغير في الائتلاف، حزب كوميتو، في حاجة إلى دعم أحزاب المعارضة، ما أعاق أجندتهما التشريعية.

(فرانس برس، رويترز)

المساهمون