انطلاق المشاورات اليمنية في الرياض بغياب الحوثيين... وهذه أجندتها

انطلاق المشاورات اليمنية في الرياض بغياب الحوثيين... وهذه أجندتها

30 مارس 2022
الحجرف: المشاورات اليمنية "ليست خيارا بل واقع يجب تحقيقه" (تويتر)
+ الخط -

انطلقت صباح اليوم الأربعاء، أعمال المشاورات اليمنية التي يستضيفها مجلس التعاون الخليجي في العاصمة السعودية الرياض، بحضور كبير للقوى والمكونات السياسية الموالية للتحالف الذي تقوده السعودية، وغياب جماعة الحوثيين المدعومة إيرانياً.

وشهد حفل افتتاح المشاورات الذي كان مقرراً أن يقام أمس الثلاثاء، حضور ثلاثة من المبعوثين الدوليين إلى اليمن، والأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، وهو ما يعكس اهتمام المجتمع الدولي بالمناسبة التي يعول عليها أن تمهّد نحو عملية سلام شاملة.

وافتتح الأمين العام لمجلس التعاون، نايف الحجرف، الجلسة الافتتاحية بالتأكيد على أن المشاورات اليمنية "ليست خيارا بل واقع يجب تحقيقه"، لافتا إلى أن الحل يمني وبأيدي اليمنيين.

المدير التنفيذي لجهاز استيعاب تعهدات المانحين، أفراح الزوبة، ألقت الكلمة الوحيدة في الحفل الافتتاحي عن الجانب اليمني، حيث دعت المنظومة الخليجية إلى تقديم حزمة مساعدات اقتصادية عاجلة لتلافي الانهيار الاقتصادي.

وقالت الزوبة، إن حاجة اليمنيين تتجاوز الغذاء إلى المواطنة المتساوية، وسلام دائم وليس حلولا مجزأة تحمل بذور صراع جديد.

من جهته، اعتبر المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، أن إعلان التحالف الذي تقوده السعودية، وقف العمليات العسكرية "خطوة في الاتجاه الصحيح". وفيما ذكر أن الإعلانات المنفردة لوقف العمليات القتالية تطور إيجابي، شدد غروندبرغ، على أن هناك حاجة إلى هدنة مع بداية شهر رمضان لتقديم المساعدات.

وأعلن المبعوث الأميركي إلى اليمن، تيموثي ليندركينغ، دعم بلاده القوي لمقترح الأمم المتحدة لهدنة كخطوة أولى لوقف النار، كما أعرب عن أمله في أن تمثل المشاورات فرصة لتحسين حياة اليمنيين.

أجندة المشاورات

وحسب أجندة المشاورات التي اطلع عليها "العربي الجديد"، من المقرر أن يعقب الجلسة الافتتاحية، نقاش للمبعوث الأميركي إلى اليمن، ليندركينغ، والسويدي بيتر سيمني، ثم جلسة نقاش أخرى حول الشراكة بين مجلس التعاون الخليجي واليمن.

وحدد القائمون على المشاورات، جلسات عامة منفصلة لمناقشة التحديات السياسية والاقتصادية والتنموية والأمنية والإنسانية والاجتماعية والإعلامية، التي تواجه اليمن والحلول المقترحة، سيتحدث خلالها مسؤولون في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، أبرزهم رئيس الوزراء معين عبدالملك، ووزير الخارجية أحمد عوض بن مبارك.

وسيتم رفع أعمال المشاورات يومي الجمعة والسبت، على أن يتم استئنافها الأحد القادم بجلسات يومية قصيرة تبدأ من بعد الظهيرة وحتى الرابعة عصرا، تماشياً مع الدوام الرسمي المتبع في السعودية، خلال أيام شهر رمضان المبارك.

وعلى طريقة المؤتمرات العامة، من المقرر أن تُختتم أعمال المشاورات في السابع من إبريل/ نيسان القادم باستعراض تقارير المحاور الستة التي تمت مناقشتها وأبرز نتائج المشاورات، بالإضافة إلى تبني المخرجات العامة وإقرارها.

ولا يزال الغموض يلف الهدف الرئيسي من المشاورات التي دعا إليها مجلس التعاون، وأكدت مصادر سياسية لـ"العربي الجديد"، أن التحالف الذي تقوده السعودية يسعى أولا إلى تصحيح الخلل داخل الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا على كافة المستويات.

لا يزال الغموض يلف الهدف الرئيسي من المشاورات التي دعا إليها مجلس التعاون

وتوقعت المصادر، أن تسفر المشاورات عن تشكيل مجلس رئاسي بمشاركة كافة المكونات اليمنية، بما فيها المجلس "الانتقالي الجنوبي المدعوم" إماراتيا والمكتب السياسي لقوات طارق صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني السابق، بما يؤدي إلى تقليص صلاحيات الرئيس عبدربه منصور هادي.

وتتخوف الأوساط اليمنية، من أن يكون المغزى من المشاورات، هو "فرض أجندة مسبقة تمس وحدة الأراضي اليمنية، من خلال التصويت على صيغة لشكل الدولة الاتحادية وتقسيم اليمن إلى إقليمين شمالا وجنوبا، في خطوة تنقلب على مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي اقترح 6 أقاليم، أربعة في الشمال واثنين في الجنوب".

المساهمون