أعلنت وزارة الخارجية العراقية، مساء اليوم الأربعاء، انطلاق الجولة الثالثة من الحوار الاستراتيجي مع واشنطن عبر تقنية الاتصال المرئي، فيما أكد رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي أن الحوار سيبحث ملف وجود قوات التحالف الدولي في العراق، فضلا عن ملفات أخرى أمنية وسياسية واقتصادية.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية أحمد الصحاف، في بيان، إن "جولة الحوار انطلقت عبر تقنية الاتصال المرئي"، مبينا أن "وزير الخارجية فؤاد حسين ونظيره الأميركي أنتوني بلينكن يفتتحان جلسة الحوار".
من جهتها، نقلت وكالة الأنباء العراقية (واع)، عن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن خلال افتتاح أعمال الجلسة، أن "اجتماعنا اليوم يأتي تأكيدا على علاقة الشراكة بين العراق والولايات المتحدة"، مبينا أن "الحكومة العراقيّة كرّست مبادئ الدستور من خلال منهاجها الحكومي، وأنها ماضية لإرساء دعائم الديمقراطيةِ".
وأشار إلى أن "العلاقة بين الحكومة الاتحادية والإقليم شهدت تطوراً باتجاه حلّ المشكلات العالقة، كما أن العراق يشهد انفتاحاً في علاقاته ضمن محيطه العربي وجواره الإسلاميّ وعلى الصعيد الدوليّ".
واعتبر أن زيارة البابا فرنسيس الأخيرة إلى العراق "تأكيد على أن العراق اليوم يُعد بوابة إقليميّة ودوليّة لإشاعة السلام".
من جهته، أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال الجلسة، أن "العراق يتطلع إلى استمرارِ الحوار الاستراتيجيّ بين البلدين في جولاتٍ لاحقة، ونأمل في محادثاتنا اليوم بالتوصّل إلى تفاهمات واتفاقاتٍ مشتركة لجميع قطاعات التعاون".
وأضاف أن "العراق حريص على التعاونِ وتعزيزِ الشراكةِ مع الولايات المتحدة الأميركية في جميع المجالات"، مشددا على "تعزيز مشاريع الشراكة في مختلف القطاعات المهمة والحيوية، ونؤكّد على أهميّة الشراكة في مجال الاستثمار في مختلف القطاعات، وأن حكومة العراق عازمة على تحقيق أمنها في مجال الطاقة".
ودعا الولايات المتحدة إلى "تعزيِز شراكتنا من خلال المذكرات والاتفاقات الموقعة بين البلدين".
وقبيل جولة الحوار، أكد رئيس الوزراء العراقي، خلال اجتماع ترأسه للمجلس الوزاري للأمن الوطني العراقي، أن ملف وجود قوات التحالف حاضر خلال جولة الحوار.
ووفقا لبيان أصدره مجلس الوزراء العراقي، فإن "الكاظمي أكد أن الحوار الاستراتيجي بين العراق والولايات المتحدة، الذي تعمل عليه فرق فنية منذ فترة، سيتطرق إلى ملفات متعددة بين البلدين، منها السياسية والاقتصادية والصحية والثقافية، فضلا عن التعاون الأمني، كذلك سيتم بحث وجود قوات التحالف الدولي التي استقدمت إلى العراق لمحاربة داعش، وكان لها دور مؤثر في هذا المجال".
وأضاف أن "التطور الكبير في قدرات قواتنا الأمنية وتغير شكل التهديد الإرهابي على الأرض، مهّد لمغادرة ما يقرب من 60% من قوات التحالف خلال الأشهر الماضية من عمر هذه الحكومة"، مبينا أن "هذا الأمر مكّن العراق من الانتقال قريبا إلى مرحلة انتفاء الحاجة للوحدات المقاتلة الأجنبية، والاقتصار على الأدوار التدريبية والاستشارية والدعم اللوجستي والتعاون الاستخباري، وذلك لحين وصول العراق إلى مرحلة الاكتفاء الذاتي بجهود أبنائه وتعاونهم وتكاتفهم".
يأتي ذلك في وقت صعّدت فيه المليشيات الموالية لإيران، اليوم، هجماتها على أرتال التحالف الدولي بالعراق، إذ انفجرت عبوة ناسفة برتل للتحالف قرب محافظة بابل، كما انفجرت عبوة أخرى برتل آخر قرب مدينة عفك بمحافظة الديوانية، وتعرض رتل ثالت لانفجار عبوة ناسفة على الطريق السريع بمحافظة الأنبار (غربي العراق)، ولم تسجل التفجيرات أي إصابات أو أضرار.
وفي وقت سابق من اليوم، أصدرت مجموعة من المليشيات العراقية المسلّحة الحليفة لطهران، بياناً مشتركاً بعد ساعات قليلة من زيارة زعيم "فيلق القدس" الإيراني إسماعيل قاآني إلى بغداد، وعقده سلسلة اجتماعات مع زعماء الفصائل المسلّحة وشخصيات سياسية، هدّدت فيه بالتصعيد بحال لم تطرح حكومة الكاظمي مطلب انسحاب القوات الأميركية من العراق خلال جلسة الحوار الجديدة مع واشنطن، مؤكدة أنها "ستردّ بكل قوة وصلابة"، وستوجّه ضربات كبيرة ودقيقة في حال لم يتضمن هذا الحوار إعلاناً واضحاً وصريحاً عن موعد الانسحاب النهائي لقوات الاحتلال".