الاجتماع الرباعي في موسكو حول سورية.. خارطة طريق لعلاقات أنقرة ودمشق

الاجتماع الرباعي في موسكو حول سورية.. خارطة طريق لعلاقات أنقرة ودمشق وضمان عودة اللاجئين

10 مايو 2023
دعا لافروف إلى وضع خارطة طريق لتطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا (الأناضول)
+ الخط -

اختتم وزراء خارجية كل من روسيا وتركيا وإيران والنظام السوري، اجتماعهم الرباعي حول سورية، اليوم الأربعاء في موسكو، بالاتفاق على إعداد خريطة طريق لتطوير العلاقات بين تركيا والنظام في دمشق، بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات في الدول الأربع، وأشاد المجتمعون بـ"الأجواء الإيجابية والبناءة" في المحادثات، واتفقوا على مواصلة اتصالاتهم.

وأكد البيان الختامي للاجتماع الوزاري الأول من نوعه منذ 11 عاماً، الالتزام "بسيادة سورية ومحاربة الإرهاب بجميع أشكاله ومظاهره". وطالب البيان بزيادة المساعدة الدولية لسورية لصالح إعادة الإعمار في البلاد والمساعدة في عودة اللاجئين السوريين إلى وطنهم. ونص على "تكليف نواب وزراء الخارجية الأربعة لإعداد خريطة طريق لتطوير العلاقات بين سورية وتركيا والاتفاق على مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى والمفاوضات الفنية بشكل رباعي في الفترة المقبلة"، وفق وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري.

وبحسب "الأناضول"، اتفق المجتمعون على إعداد خريطة طريق للنهوض بالعلاقات التركية السورية، والتأكيد على تسهيل ضمان عودة اللاجئين السوريين إلى "وطنهم الأم بشكل طوعي وآمن ومشرف".

وبحسب بيان صادر، اليوم الأربعاء، عن وزارة الخارجية الروسية، نقلته وكالة "تاس"، فإن وزراء الخارجية الروسي سيرغي لافروف والسوري فيصل المقداد والتركي مولود جاووش أوغلو والإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اتفقوا على تكليف نوابهم بإعداد خريطة طريق لتطوير العلاقات بين دمشق وأنقرة.

وأوضح البيان: "اتفق المشاركون على تكليف نواب وزراء الخارجية بإعداد خريطة طريق لتطوير العلاقات بين تركيا وسورية بالتنسيق مع وزارات الدفاع والاستخبارات للدول الأربع".

وتابع: "أكد الوزراء الأجواء الإيجابية والبناءة التي سادت تبادل وجهات النظر واتفقوا على مواصلة الاتصالات رفيعة المستوى والمفاوضات الفنية الرباعية في الفترة المقبلة".

من جانبه أكد وزير الخارجية التركي جاووش أوغلو، في تغريدة له على "تويتر"، أن المجتمعين اتفقوا على "التعاون في مكافحة الإرهاب، التعاون على توفير البنية التحتية للعائدين، دفع العملية السياسية" وأنهم أكدوا "ضرورة حماية وحدة أراضي سورية".

ولاحظ المحلل السياسي محمد الجرار، في حديث مع "العربي الجديد"، أن اجتماع موسكو لم يحمل أي جديد، ويبدو أنه كان "مطلوبا بحد ذاته، من جانب بعض الأطراف المشاركة" بغض النظر عن نتائجه.

وأضاف الجرار أن صيغة البيان الختامي العمومية والتوافقية لا تعكس الخلافات العميقة بين تركيا والنظام السوري، بشأن مجمل النقاط المطروحة ورأى أن تركيا سوف تكتفي بهذا القدر في هذه المرحلة، بانتظار معرفة نتائج الانتخابات التي ستجري فيها في الـ14 من الشهر الجاري.

لافروف يقترح وضع خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا

وكان وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، قد اقترح خلال تصريحات أدلى بها في اللقاء الرباعي، وضع خريطة طريق لتطبيع العلاقات بين النظام السوري وتركيا.

ووفق وسائل إعلام روسية، قال لافروف: "قد تتمثل أفضل نتيجة لاجتماعنا اليوم في التوصل إلى اتفاق على توجيه الخبراء بإعداد مسودة خريطة طريق للتطبيع السوري التركي بحلول موعد الاجتماع الوزاري المقبل، على أن يتم رفعها بعد ذلك إلى رؤساء دولنا".

وأوضح لافروف أنه "يجب أن تتيح خريطة الطريق هذه تحديد مواقف النظام السوري وتركيا بوضوح بشأن القضايا ذات الأولوية بالنسبة لهما، مما يعني حل مشكلة استعادة سيطرة الحكومة السورية على جميع أراضي البلاد، وضمان الأمن الموثوق به للحدود المشتركة بطول 950 كيلومترا مع تركيا، ومنع وقوع هجمات عبر الحدود وتسلل إرهابيين".

وقال لافروف إن "تسهيل العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى وطنهم يشكل أولوية بالنسبة لروسيا والنظام السوري وتركيا وإيران".

وتدفع موسكو منذ أواخر العام الفائت نحو تقارب تركي مع النظام السوري، بعد قطيعة استمرت أكثر من عقد على خلفية الحرب التي شنها النظام على السوريين المطالبين بالتغيير، ورفضه التجاوب مع الجهود التركية التي بذلتها في عام 2011 لتجنيب سورية السيناريو الأسوأ.

واجتمع وزير الدفاع التركي خلوصي أكار ونظيره في النظام السوري علي محمود عباس مرتين في موسكو، الأولى أواخر العام الفائت والثانية أواخر الشهر الماضي، في سياق تهيئة الأجواء لتطبيع يبدو أنه يصطدم بعقبات تحاول موسكو تذليلها.

المقداد: منفتحون على العمل المشترك مع تركيا

من جانبه، قال وزير الخارجية في حكومة النظام السوري فيصل المقداد، خلال الاجتماع، إن دمشق "منفتحة" على العمل المشترك مع تركيا "رغم سلبيات السنوات الماضية"، بمساعدة ودعم روسيا وإيران. 

وأضاف: "نحن مستعدون للانخراط بشكل منفتح وبنّاء انطلاقاً من قناعتنا الدائمة بأن الحوار والنقاش هما السبيل الأفضل للوصول إلى الأهداف المرجوة، طالما أنّ ذلك يستند إلى الاحترام المتبادل لسيادة الدولة واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية".

ونقلت وسائل إعلام روسية عن المقداد قوله إن "الهدف الأساسي بالنسبة لنا هو إنهاء الوجود العسكري غير الشرعي على الأراضي السورية مهما كان شكله"، مشيرا إلى أن ذلك "يشمل القوات التركية".

وبحسب المقداد، فإنه "بدون التقدّم في هذا الموضوع (الوجود العسكري في سورية) سنبقى نراوح في مكاننا ولن نصل إلى أي نتائج حقيقية، وسنبقى نعمل ونطالب ونصرّ على موضوع الانسحاب".

ولتحقيق هدف النظام، يشترط الجانب التركي التوصل إلى حلّ سياسي "مرضٍ" بين النظام والمعارضة السورية يسمح بـ "تحييد" التهديد الذي تشكله "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد) التي تسيطر على جل الشمال الشرقي من سورية، على الأمن القومي التركي.

وفيما أكد جاووش أوغلو في تصريحات يوم الأربعاء الماضي أن الشروط المسبقة التي يطرحها النظام السوري في مناسبات مختلفة "ليست واقعية"، أشار بحسب "الأناضول" إلى عدم إمكانية مواصلة اللقاءات والمفاوضات في ظل وجود شروط مسبقة.

وشدّد على أن تركيا ليست هي العائق أمام إحلال السلام والاستقرار الدائمين في سورية، وأوضح أن "النظام يعلم أن تركيا تدعم وحدة حدود وتراب سورية، وأن المعارضة وجميع الأطراف الأخرى تعلم ذلك أيضاً".

إيران تدعو تركيا لسحب قواتها من سورية

بدوره، أكد وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، ضرورة خروج القوات التركية من الأراضي السورية باعتباره العنصر الأهم في حل الخلافات بين النظام وتركيا.

وبحسب بيان للخارجية الإيرانية، فإن عبد اللهيان التقى وزير خارجية النظام فيصل المقداد قبيل الاجتماع الرباعي، وأشار إلى أن عدم خروج القوات التركية يشكل مانعا أمام تطبيع العلاقات والتوصل إلى حلول لبقية القضايا.

ورحب أمير عبد اللهيان بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، معلنا عن استعداد بلاده للمساعدة في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق، مؤكدا أن عقد اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في روسيا "يمثل تقدما في المسار السياسي لحل الموضوعات المرتبطة بسورية".

المساهمون