Skip to main content
انصهار أحزاب تونسية تقدمية بهدف تأسيس "حزب وسطي قوي"
آدم يوسف ــ تونس
انعقاد سلسلة من اللقاءات التشاورية حول برنامج توحيدي لعدة أحزاب تونسية (فسبوك)

تستعد أحزاب سياسية ومجموعة من الشخصيات الوطنية التونسية، لإعلان انصهارها في "حزب وسطي تقدمي قوي"، ليكون بديلاً عن القوى اليمينية الشعبوية التي تسيطر على المشهد السياسي اليوم، على حد توصيفها.

وكشفت رئيسة حزب "أمل تونس" والوزيرة السابقة سلمى اللومي، أمس الإثنين، في تدوينة على صفحتها الرسمية بموقع فيسبوك، عن انعقاد سلسلة من اللقاءات التشاورية حول برنامج توحيدي لعدة أحزاب في حركة سياسية واحدة. 

وقال الوزير السابق والقيادي السابق بحزب "نداء تونس"، رضا بلحاج، في تصريح لـ"العربي الجديد" "انطلقنا من تقييم لنتائج انتخابات 2019 وما يجمع هذه الأحزاب المجتمعة عدم نجاحها في تحقيق نتائج إيجابية بسبب التشتت"، مشيراً إلى أن "هذه الأحزاب هي سليلة حزب نداء تونس أو تجمع شخصيات قريبة من عائلة النداء على غرار أحمد نجيب الشابي"، على حد تعبيره.

وأوضح بلحاج أن الهدف من اللقاءات هو "تجميع هذه الأحزاب والانصهار بينها دون خلق كيان جديد"، مشدداً على أن هذه الأحزاب تؤمن بمبادئ المجتمع التونسي؛ الحداثة والتمسك بالحركة الإصلاحية الوطنية وبمكاسب الثورة، وخصوصاً حرية التعبير، وما أنجزته تونس بعد الثورة، ومؤمنة بحساسية الوضع وخطورته، بحسب قوله. 

 وأضاف بلحاج  أن الوضع "تطلب تأسيس كيان يعتمد خطاباً معتدلاً وعقلانياً يراعي مصلحة البلاد ومستلزمات إنقاذها وتجنب الخطاب المتشنج والإقصائي"، مؤكداً أنه سيتم الإعلان عنه الأحد المقبل في بيان تأسيسي.

 

وبيّن بلحاج أن الحزب سيضم مناضلين ساهموا في بناء تونس خلال فترة الاستبداد وبعد الثورة، على غرار رئيس الحكومة الأسبق الحبيب الصيد.

ولفت إلى أن "الفضاء السياسي في تونس يفتقد إلى قوة وسطية عقلانية تلتف حولها كل هذه القوى، لأن الساحة منقسمة إلى قوى شعبوية يمنية احتلت الساحة السياسية".

وبيّن بلحاج أن الحزب سيكون مفتوحاً أمام جميع القوى التي تؤمن بمبادئه، سواء يساريين أو "تجمعيين" و"دستوريبن" و"بورقيبيين"، مضيفاً أنه "يمكن اعتباره النداء الجديد، لأن الخلطة التي تم بها تأسيس النداء تبقى خلطة صالحة لتوحيد القوى الديمقراطية".

ورجّح بلحاج أن الأقرب هو انصهار هذه الأحزاب بين حزب "الأمل" و"الحركة الوطنية" وجزء من حزب "نداء تونس" (غالبية حركة نداء تونس)، على حد تعبيره.

ويرى مراقبون أن الحزب الجديد، خلال محاولته إحياء مشروع نداء تونس الكبير، سيصطدم بـ"الحزب الدستوري الحر" الذي ابتلع القاعدة الشعبية لـ"نداء تونس" وللقوى اليسارية التي غادرت المشهد السياسي بخسارتها الانتخابات الماضية.

وتعدّ محاولات البناء على حطام نداء تونس وغيرها من مبادرات التجميع والتوحيد مهمة صعبة بسبب حرب الزعامة والخلافات على المناصب القيادية.