انتقادات لصمت الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان

اتهامات للرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان بالصمت عن "انتهاكات السلطة"

29 ديسمبر 2021
أكدت الرابطة موقفها من رفض إضرابات الجوع مهما كانت أسبابها (فتحي بليد/فرانس برس)
+ الخط -

انهالت الانتقادات الخارجية على الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، وكذلك الانتقادات من داخل هيئتها المديرة، بسبب عدم تفاعلها مع عديد من القضايا الحقوقية التي تهم سجناء رأي وسياسين، وانتهاكات للحريات وللحقوق المدنية.
وتزايد الغضب من أداء الرابطة، خصوصاً بسبب عدم إصدارها مواقف من الحكم بالسجن على الرئيس السابق، المنصف المرزوقي، أو من المضربين عن الطعام من نواب وسياسيين، ومن سجناء المحاكمات العسكرية، أو من ضحايا الانتهاكات التي تفاقمت بعد 25 يوليو/تموز.
 


 ودوّن عضو تنفيذية "مواطنون ضد الإنقلاب"، جوهر بن مبارك، على صفحته بفيسبوك، "الرابطة العشائرية للدفاع عن الحقوق الفئوية" تغتصب روح وتاريخ "الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان".

وانتقد نائب رئيس الرابطة، بسام الطريفي، صمت المنظمة قائلا "موقف شخصي يلزمني لأن مواقف الرابطة مجمدة"، موضحا " لا لتوظيف القضاء لتصفية الخصوم السياسيين أيا كان من يقف وراء هذا التوظيف: النهضة، النقابات الأمنية والحاكم بأمره الحالي والحاكم بأمر بعد الحالي والحاكم بأمره إلى يوم يبعثون. كل التضامن مع بشرى بلحاج حميدة ومريم البريبري وكل من تمت محاكمتهم من أجل التعبير عن رأي أمام القضاء المدني أو العسكري".

وكتب الإعلامي، هيثم المكي، ساخرا على حسابه بفيسبوك "حسنا، تلك الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان وما أدراك، أين هي؟ هل سمعوا بالأحكام التي تصدر والخروقات الإجرائية وإضرابات الجوع؟ هل هم في عطلة؟ أم توجهوا نحو ممارسة الرياضات الشتوية؟".

من جانبها، أكدت نائبة رئيس الرابطة التونسية للدفاع عن حقوق الإنسان، أميمة جبنون، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الجانب الاتصالي منقوص ولكن الرابطة بصدد القيام بواجبها الطبيعي في علاقة بالمحاكمات السياسية وبتقديم مدنيين أمام المحاكم العسكرية ورفضنا المبدئي لإضرابات الجوع لأنها تمس بالحق في الصحة والحق في الحياة وهي مسائل مبدئية متفق عليها في الرابطة، ولكن يبقى العمل الداخلي بطيئا والمشاورات والاستشارات الداخلية تتطلب وقتا حتى يتم صياغة موقف جماعي متوافق حوله كما عهد الجميع من الرابطة".
وأضافت جبنون، "إننا بقدر تحركاتنا ونشاطاتنا فإننا لا نسلط عليها الضوء بسبب إيماننا بأننا بصدد القيام بدورنا ولا ننتظر جزاء ولا شكرا" مشيرة إلى أن "الرابطة بصدد القيام بزيارات إلى المساجين السياسيين وحاولنا أن نقوم بواجبنا ونتدخل كما يجب"
وتابعت أن " الموقف مما حدث مع بشرى بالحاج حميدة أو مريم البريبري موقف معروف من رفضنا للمحاكمات ذات البعد السياسي وخصوصا لرموز الحركة النسوية والحقوقية، وتوجهنا كأفراد وقمنا بمراسلات للجهات المعنية".
وحول عدم التفاعل مع الحكم على الرئيس السابق، المنصف المرزوقي، قالت "نرفض التدخل في السلطة القضائية" مشددة على أن "الجانب الاتصالي منقوص ولكن سنعمل على التحسين".

وحول عدم التدخل إثر إضراب الجوع الذي يخوضه نواب وشخصيات وتدهور حالة المناضل اليساري عزالدين الحزقي، قالت جبنون "تربطني علاقة صداقة مع العم عزالدين الحزقي، وحاولت أن أتواصل معه"، وتابعت "أستطيع أن اختلف سياسيا مع عزالدين الحزقي لكن لا أحد يستطيع أن ينفي تاريخه النضالي، والذي تربطني به علاقة إنسانية كمدافعة وناشطة وخضت معه تجارب".
وأكدت أن "موقف الرابطة واضح من إضرابات الجوع ونحن ضدها مهما كانت أسبابها" متسائلة "هل يجب أن نشاركهم ونقاسمهم نفس الموقف أم تصبح الرابطة عشائرية؟!" 
وردا على تعليق جوهر بن مبارك، بيّنت جبنون أن "من المضحك أن يتهم بن مبارك الرابطة بالتحرك حسب الأهواء لأنه يعلم كيفية عمل الرابطة". 
وحول توصيف الطريفي، بأن الرابطة "مجمدة" قالت جبنون "هناك بطء في موقف الرابطة حتى وإن اتفقنا عليه داخليا وهو ما يفسر موقف الطريفي الذي اعتبره مبالغا فيه نوعا ما، باعتبار أن تركيبة الهيئة المديرة للرابطة من 23 عضوا يفرض عليها التشاور بين الجميع".


 

المساهمون