انتقادات حادة لطريقة إدارة الأمم المتحدة لعملياتها الإنسانية باليمن

انتقادات حادة لطريقة إدارة الأمم المتحدة لعملياتها الإنسانية في اليمن

22 يوليو 2022
الحصول على المساعدات في اليمن صعب للغاية (Getty)
+ الخط -

وجهت دراسة صدرت مؤخرا عن "معهد دراسات التنمية"، ومقره بريطانيا، انتقادات حادة لطريقة إدارة الأمم المتحدة لعملياتها الإنسانية في اليمن، فيما قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق لـ"العربي الجديد" إن الأمم المتحدة تراجع حاليًا نتائج الدراسة بالتفصيل. 

وجاءت الدراسة المطولة في أكثر من 130 صفحة وشملت تقييما للعمليات الإنسانية في اليمن والإشكاليات في طرق عمل الأمم المتحدة هناك. ورصدت الدراسة العمليات الإنسانية ما بين الأعوام 2015 إلى 2021.

وخلصت إلى أنه على الرغم من أن العمليات الإنسانية للأمم المتحدة في اليمن "أنقذت الأرواح، وحسنت الأمن الغذائي وقللت من سوء التغذية... لكنها كانت ذات نوعية رديئة بشكل غير مقبول".

وتشير الدراسة كذلك إلى وجود "طرق لم يكتمل تشييدها أو نصف مكتملة ومدارس سيئة البناء". ويورد التقرير أمثلة إضافية عن سوء التنظيم ويقول إنها منتشرة على نطاق واسع ومن بينها "عدم وجود مراحيض في مخيمات للنازحين داخليا، ومعدات زراعية معيبة/ معطلة تم توريدها، ومدارس جديدة بنيت بشكل سيئ".

وذكرت الدراسة "أن الحصول على المساعدات في اليمن صعب للغاية، إضافة إلى عدم معرفة كيفية الحصول على "القائمة الصحيحة" للمساعدة، التي تفتقر إلى التنسيق الشامل والإشراف عبر وكالات الأمم المتحدة المختلفة، وتُركت الفئات الأكثر ضعفًا عرضة لخطر عدم تلقيها للمساعدات بسبب الثغرات".

وتنتقد الدراسة كذلك ما تسميه "تحصن" موظفي الأمم المتحدة في مكاتبهم بسبب "تدابير أمنية مفرطة"، مما يمنعهم من زيارة المجتمعات اليمنية للإشراف على معايير جودة المساعدات أو تحديد احتياجاتهم الحقيقية. 

وخلصت الدراسة كذلك إلى أنه "ونظرا للتخطيط قصير الأمد، وميزانيات استجابة الأمم المتحدة للطوارئ الإنسانية، وضعف الرقابة وضعف التنسيق بين وكالات الأمم المتحدة، فإن التمويل غير المسبوق الذي تم إنفاقه منذ عام 2015 كان بمثابة إجراءات منقذة للحياة، لكنه فشل في تحقيق تحسينات كبيرة في حياة اليمنيين العاديين".

ويعلق أحد الباحثين في الدراسة: "أنقذت عملية الأمم المتحدة في اليمن الأرواح، ولكن على الرغم من التكلفة غير المسبوقة للعمليات الإنسانية وإنفاق 16 مليار دولار، وعلى الرغم من أنها منعت الانهيار الكامل للخدمات الأساسية، إلا أن الوضع لا يزال هشًا بشكل لا يصدق بالنسبة لمعظم اليمنيين". 

وردا على أسئلة مراسلة "العربي الجديد" حول الدراسة، قال نائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، فرحان حق، خلال المؤتمر الصحافي اليومي إن "التقرير أشار إلى الإيجابيات في مساعي الأمم المتحدة وما حققته، ولكنه كذلك أورد بعض الانتقادات الجوهرية لعملنا في اليمن".

وأضاف حق أن الأمم المتحدة "ملتزمة بالعمل مع شركائنا لحل هذه المشكلات وتعزيز استجابتنا. ونحن نقدر المناقشات رفيعة المستوى الأخيرة حول معالجة تحديات الوصول والموارد في استجابة اليمن".

وقال إن الأمم المتحدة وفريق العمل الإنساني في اليمن "يراجعون حاليًا نتائج هذا التقرير بالتفصيل. وسيقومون بوضع خطة تنفيذية بناءً على النتائج، والعمل جارٍ بالفعل بشأن العديد من القضايا المحددة في التقرير". 

المساهمون