انتقادات إسرائيلية لـ"مظاهر الضعف" في مواجهة غزة والمقدسيين

انتقادات إسرائيلية لـ"مظاهر الضعف" في مواجهة غزة والمقدسيين

11 مايو 2021
أمر بتجنيد خمسة آلاف جندي احتياط بجيش الاحتلال (مؤمن فايز/ Getty)
+ الخط -

في ظل انتقاد جنرالات احتياط ومعلقين ما سموه "مظاهر الضعف" الإسرائيلي، أصدر وزير الأمن الإسرائيلي بني غانتس، اليوم الثلاثاء، أمراً بتجنيد خمسة آلاف من جنود الاحتياط. 

وذكرت صحيفة "معاريف" أنّ قرار غانتس جاء بهدف تعزيز قدرة جيش الاحتلال على مواصلة تنفيذ عملية "حارس الأسوار" التي شرع في شنها، مساء أمس الإثنين، على قطاع غزة، مشيرة إلى أن قوات الاحتياط سيتم توجيهها لتأمين مستوطنات "غلاف غزة"، إلى جانب إسهامها في الجانب العملياتي ضمن العدوان.

من ناحية ثانية، انتقد جنرالات في الاحتياط ومعلقون في تل أبيب "مظاهر الضعف" الإسرائيلي كما تعكسها المواجهة المتواصلة مع حركة "حماس" في غزة. 

وقال الجنرال عاموس جلعاد، الرئيس السابق للدائرة السياسية والأمنية في وزارة الأمن الإسرائيلية، إنّ المواجهة الحالية أثبتت أن "حركة حماس تحولت إلى طرف هائل التأثير بات بإمكانه أن يملي علينا شروطه".

وفي مقابلة مع إذاعة "إف إم 103"، نقل نصها موقع صحيفة "معاريف"، أوضح جلعاد، الذي يرأس حالياً "معهد الدراسات السياسية والاستراتيجية"، التابع لـ"مركز هرتسيليا متعدد الاتجاهات"، أنّ إسرائيل فقدت القدرة على التفكير الاستراتيجي، مما جعلها تنقاد خلف مخططات "حماس"، وهذا ما سمح للأخيرة بمحاولة فرض معادلات حسب شروطها، و"مكّن الحركة من تعزيز مكانتها السياسية والاستراتيجية في مواجهة السلطة الفلسطينية"، وفق قوله.

الجنرال عاموس جلعاد: المواجهة الحالية أثبتت أن حركة "حماس" تحولت إلى طرف هائل التأثير بات بإمكانه أن يملي علينا شروطه

وهاجم جلعاد ما سماه "غياب القيادة"، كما يعكس ذلك سلوك المستوى السياسي في إسرائيل، مشيراً إلى أن "هذا المستوى يدير سياساته تجاه الفلسطينيين من دون إجراء الاستشارات اللازمة، وفي حالة انعدام الثقة بين الأحزاب التي تشكل الحكومة الحالية".

بدوره، قال القائد السابق في جهاز "الموساد" دفيد ميدان إن اعتماد إسرائيل الخيار العسكري في التعامل مع غزة "سيمنى بالفشل، ولن يؤدي إلى خدمة مصالحها".

وفي مقابلة مع الإذاعة العبرية الرسمية "كان"، لفت دفيد ميدان، الذي تولى في السابق قيادة شعبتي "تجنيد العملاء" و"العلاقات الخارجية" في الموساد، الأنظار إلى أن إسرائيل جربت في الماضي كل الوسائل العسكرية، قائلا: "لقد رمينا غزة بالنار والكبريت، لكن هذا ذهب سدى".

وشدد على أن الخيار الوحيد المتاح أمام إسرائيل هو التوصل إلى "حل سياسي وإرساء دعائم هدنة طويلة الأمد برعاية مصرية"، متهماً دوائر صنع القرار في تل أبيب بأنها "تهرب" من هذا المسار.

القائد السابق في جهاز "الموساد" دفيد ميدان إن اعتماد إسرائيل الخيار العسكري في التعامل مع غزة "سيمنى بالفشل، ولن يؤدي إلى خدمة مصالحها"

من ناحيتها، نقلت الصحافية الإسرائيلية ليئات ستينز، في تغريدة على حسابها في "تويتر"، عن رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق يعكوف إنجل قوله: "إنه لا يمكن لإسرائيل أن تحقق حسماً في المواجهة الدائرة في غزة".

وتبنى الموقف ذاته أوري غولدبرغ، الباحث في "مركز هرتسليا متعدد الاتجاهات"، محذراً من مغبة الرهان على استخدام القوة في مواجهة غزة.

وفي تغريدة على حسابه على "تويتر"، كتب غولدبرغ: "عندما يزداد عدد الصواريخ التي تطلقها "حماس" في كل جولة قتال عن الجولة التي سبقتها فهذا يدل على أننا فشلنا في ردعها، مع أننا في كل مرة نقتل ونجرح أكثر... نحن نقتل الآلاف لكن هذا لا ينجح.. لقد حان الوقت للاعتراض على هذا الكذب المتفق عليه عندنا".

أما الكاتب الإسرائيلي نداف شرغاي فقد حذّر، في مقال نشرته صحيفة "يسرائيل هيوم" اليمينية، من أن "الخضوع الإسرائيلي" في القدس، كما عكس ذلك الاستجابة لمطالب الفلسطينيين المتعلقة بالمدينة، يفسر على أنه "مظاهر ضعف وخضوع" سيدفع نحو مزيد من التصعيد والتدهور، مدعياً أنّ استجابة الاحتلال الإسرائيلي للمطالب الفلسطينية في المسجد الأقصى والقدس الشرقية "أغرت الفلسطينيين بتجاوز الخطوط الحمراء".

 

من جهته، اعتبر الكاتب بن كاسبيت، في مقال نشرته "معاريف"، أن استهداف القدس بصواريخ غزة هو "صورة الانتصار لحماس"، مشدداً على أن هذا التطور جاء نتاج سياسات بنيامين نتنياهو "الذي تجنّب استئصال حركة حماس".

من ناحيته، دعا إليكس فيشمان، المعلق العسكري في صحيفة "يديعوت أحرونوت"، إلى عدم السماح لحركة "حماس" بتحقيق هدفها الاستراتيجي بأن يتم إضفاء شرعية على قيادتها "الأمة الفلسطينية". 

وفي تحليل نشرته الصحيفة، لفت فيشمان إلى أن الحركة بهدف تحقيق هذا الهدف عمدت إلى تكثيف مجال عملياتها ليس في غزة فحسب، بل في الضفة الغربية والقدس ومناطق الداخل. ودعا فيشمان لتكثيف عمليات استهداف "حماس" بهدف ثنيها عن محاولة تحقيق هدفها الاستراتيجي.

وفي السياق، دعا بتسلال سموتريتش، زعيم تحالف "الصهيونية الدينية" و"الحركة الكهانية"، إلى السماح للجيش باقتحام المدن الإسرائيلية المختلطة التي يقطن فيها يهود إلى جانب عرب، وفرض حظر التجول فيها بهدف منع التظاهرات التي ينظمها فلسطينيو الداخل. 

ونقلت صحيفة "يسرائيل هيوم" عن سموتريتش قوله: "لا يدور الحديث عن أعمال شغب، بل هذه علميات إرهابية يتوجب اجتثاثها والقضاء عليها"، وفق مزاعمه.