انتخاب الرفاعي مفتياً عاماً لسورية.. ردّ لم يتأخر على الأسد

انتخاب الرفاعي مفتياً عاماً لسورية.. ردّ لم يتأخر على الأسد

20 نوفمبر 2021
الشيخ أسامة الرفاعي (فيسبوك)
+ الخط -

انتخب "المجلس الإسلامي السوري" المعارض مساء السبت الشيخ أسامة الرفاعي مفتياً عاماً للجمهورية العربية السورية، في ردّ على إلغاء النظام السوري هذا المنصب ونقل صلاحياته لما يسمّى بـ"المجلس العلمي الفقهي"، وهو ما اعتبر لدى قطاع واسع من السوريين مسّا مباشرا بالهوية الدينية لبلادهم.

وأعلن مطيع البطين، وهو المتحدث باسم "المجلس الإسلامي السوري" الذي يضم علماء معارضين للنظام ومقره إسطنبول، أن المجلس "باعتباره المرجعية الممثلة للعلم والعلماء انتخب بالإجماع الشيخ العلامة أسامة عبد الكريم الرفاعي مفتيا عاما للجمهورية العربية السورية".

ودعا البطين، في بيان مصور، السوريين إلى الالتفاف حول "مرجعيتهم الدينية الموحدة"، مشيرا إلى أن الرفاعي سيلقي "كلمة جامعة" خلال أيام.

وجاءت هذه الخطوة من قبل المجلس الذي تأسس في عام 2014 في تركيا، بعد أيام قليلة من إلغاء النظام السوري منصب المفتي العام في سورية بعد أكثر من مائة عام على وجوده، ونقل الصلاحيات إلى مجلس يضم رجال دين من الأديان والمذاهب والطوائف المختلفة.

وبيّن البطين في كلمته أن لـ"مقام الإفتاء مكانة مرموقة في تاريخ الحضارة الإسلامية"، مضيفا: "لم يجرؤ على المساس بها أحد حتى تحكمت هذه العصابة الطائفية في سورية، ففرغته من مضمونه وجعلته تعيينا بعد أن كان انتخابا لمن يستحق". وتابع: "اكتملت حلقات التآمر على هذا المنصب حتى قامت هذه العصابة بإلغائه بالكلية".

وحول دلالات انتخاب الشيخ الرفاعي، رأى الباحث الإسلامي معتز الخطيب، في حديث مع "العربي الجديد"، أنها "خطوة ذكية من المجلس السوري.. استثمر المجلس فرصة (فراغ) خلّفه النظام فملأه وبطريقة الانتخاب (من مجموعة محددة ذات تمثيل ديني وجماعاتي) في حين أن النظام كان يعينه تعيينا".

ويرى الخطيب أن "النظام وفّر بإلغائه المنصب فرصة ذهبية لخصومه"، مضيفا: الخطوة (انتخاب الرفاعي) تأتي بعد غضب واسع من إلغاء المنصب الذي استُقبل على أنه إلغاء السنّة كمكون رسمي وأغلبي لسورية مع إيكال الفتوى لمجلس فقهي (بالتعيين)، ويمثل مكونات طائفية عديدة". ويرى الخطيب أن منصب المفتي في سورية "سياسي من قبل النظام وإلغاؤه سياسي واستعادته من المجلس سياسية أيضا"، وفق الخطيب.

ويعد الشيخ أسامة الرفاعي المولود في العاصمة السورية دمشق عام 1944 من أبرز العلماء الذين أيدوا الثورة في عام 2011، حيث جهر على المنابر بانتقاد النظام وممارساته العنيفة مع المتظاهرين، فاضطر الى مغادرة سورية نتيجة مضايقات أمنية من أجهزة النظام تهدد حياته، حيث تعرض للضرب من قبل عناصر أمنية في الشهور الأولى من الثورة. ترأس المجلس الإسلامي السوري منذ تأسيسه، كما يترأس رابطة علماء الشام.

من جانبه، يعتقد الباحث الإسلامي محمد خير موسى أن الخطوة "إيجابية"، مضيفا، في حديث مع "العربي الجديد": "سد المجلس الفراغ، وأشار إلى أن الشيخ الرفاعي بات مفتيا لكل سورية، وهذه خطوة ممتازة"، مضيفا: "على الشيخ الرفاعي أن يخرج من حالة ردة الفعل إلى الفعل والتأثير، ومن الرمزية إلى تكريس المرجعية للشعب السوري كله المساند للثورة أو الموجود في مناطق سيطرة النظام".

المساهمون