اليمين الفرنسي يقترب من اختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية

اليمين الفرنسي يقترب من اختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية بأطروحة مكافحة التطرف والهجرة

02 ديسمبر 2021
سيتواجه إريك سيوتي وفاليري بيكرس في المرحلة الثانية من انتخابات الحزب الجمهوري (Getty)
+ الخط -

يقترب الحزب الجمهوري الفرنسي، الممثل ليمين الوسط، من اختيار مرشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة في النصف الأول من العام المقبل، مع تأهل النائب عن منطقة ألب مرتنييم ايريك سيوتي، ورئيسة منطقة ايل دو فرانس فاليري بيكرس، اليوم الخميس، إلى الجولة الثانية من الانتخابات التمهيدية المقرر أن تنطلق الجمعة، على أن يعلن اسم المرشح الفائز ظهر السبت مع انتهاء التصويت.

وشكل فوز سيوتي على رأس القائمة التي ضمت، إلى جانب بيكرس، ميشال بارنييه وكزافييه برتران وفيليب جوفان، مفاجأة لدى الكثير من الفرنسيين، إذ كان يحل رابعاً في استطلاعات الرأي، فضلاً عن أنه يوصف باليميني الذي يقف على يمين الحزب الجمهوري بسبب مواقفه المتشددة ضد الإسلام والمهاجرين، بالإضافة إلى تصريحات كثيرة مثيرة للجدل، خصوصاً تلك التي أعلن فيها أنه سيصوّت لصالح المرشح اليميني المتطرف إيريك زيمور إذا ما انحصرت المواجهة بين زيمور والرئيس الحالي إيمانويل ماكرون في الجولة الثانية من الانتخابات، كما أنه لطالما تفاخر خلال مقابلاته التلفزيونية بأنه "اليميني الوحيد" الذي لم يصوّت لصالح ماكرون خلال الجولة الثانية من انتخابات عام 2017 في مواجهة زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان.

وتأهل إيريك سيوتي للجولة الثانية من مؤتمر حزب الجمهوريين بحصوله على 25.59% من الأصوات، وفقًا للنتائج التي كشف عنها كريستيان جاكوب، زعيم الحزب، اليوم الخميس. وسيواجه فاليري بيكريس، التي حصلت من جانبها على 25% من الأصوات، في تصويت جديد عبر الإنترنت مفتوح ابتداء من يوم غد الجمعة 3 ديسمبر/ كانون الأول، الساعة الثامنة صباحًا؛ وسيكون أمام أعضاء الحزب البالغ عددهم 139918 شخصاً حتى يوم السبت، 4 ديسمبر، الساعة 2 ظهرًا، للتصويت واختيار مرشحهم للانتخابات الرئاسية لعام 2022.

ويعتبر سيوتي شخصية إعلامية وكادرا مؤثرا في الحزب الجمهوري، لطالما حلم بمنصب وزير الداخلية، لكنه الآن يقترب من رئاسة الجمهورية، وقد وضع منذ فترة طويلة ثلاثية الهجرة والأمن والسلطة في صميم برنامجه لفرنسا الذي طرحه خلال المناظرات التي جمعته مع منافسيه في الحزب قبل الجولة الأولى من الانتخابات التمهيدية، إذ قال في المناظرة التي جرت في 15 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، إن "الهجرة العربية-الإسلامية تهديد للحضارة اليهودية المسيحية في فرنسا"، متعهداً بإعادة فرنسا كما كانت "بلد التنوير"، وبأن يصبح حق الحصول على الجنسية الفرنسية "مكتسباً بالدم كما كان في عهد نابليون"، في إشارة إلى أن الشخص يصبح فرنسياً عن طريق أصله.

وخلال المناظرة، اعتبر سيوتي أن الحجاب "رمز وعلم للإسلام السياسي" في فرنساً، متعهداً بحظر ارتداء الحجاب من قبل "القاصرين ومرافقيهم في المدارس وفي الخدمات العامة وفي الجامعة وفي مراكز الاقتراع"، كما أنه تعهد بفتح "غوانتانمو فرنسي بحق الجهاديين الأكثر خطورة".

في المقابل، لا يبدو برنامج بيكرس مختلفاً إلى حد كبير عما يطرحه سيوتي، لكنه أقل تشدداً في ما يخص المهاجرين والإسلام في فرنسا. وتطرح بيكرس فكرة سن قانون دستوري يحدد عدد المهاجرين الذي سيتم استقبالهم في فرنسا بناء على دولهم الأصلية ومهنهم مع وضع إتقان اللغة الفرنسية شرطاً للحصول على الإقامة في فرنسا وفرض إجراءات ضد الدول التي سترفض استعادة مواطنيها الذين تصدر بحقهم أحكام ترحيل، من بينها وقف إصدار تأشيرات الدخول إلى فرنسا.

وفي ما يخص محاربة التطرف، تضع فاليري بيكرس على الطاولة مجموعة من الإجراءات، أبرزها "عقوبات على الآباء الذين يفرضون الحجاب على الأطفال"، أو "طرد كل أجنبي يثبت قيامه بسلوك يدعم الإسلام الراديكالي"، كما تقترح استخدام تكنولوجيا التعرف إلى الوجه عند مداخل وسائل النقل العام ومقارنتها مع ملفات مكافحة الإرهاب. 

المساهمون