استمع إلى الملخص
- شيّعت جماعة الحوثيين في صنعاء أربعة من مقاتليها، بينهم ثلاثة ضباط، قُتلوا في معارك مع القوات الحكومية، وسط استمرار الهدنة المعلنة في أبريل 2022.
- تصاعد التوترات العسكرية في مأرب يعكس تهرب الحوثيين من التزاماتهم الداخلية، خاصة مع تزايد الاستياء الشعبي بسبب توقف صرف مرتبات الموظفين منذ 2016.
قُتل جندي على الأقل وأُصيب آخرون السبت، خلال إفشال عدد من الهجمات التي شنها المسلحون الحوثيون على مواقع للقوات الحكومية في جبهات مأرب والجوف شمال شرقي البلاد. ونقل موقع وزارة الدفاع "سبتمبر نت" عن مصادر عسكرية قولها إن القوات المسلحة أفشلت عمليات عدائية للمليشيات الحوثية في جبهة "رغوان"، شمالي محافظة مأرب، وأجبروها على التراجع والفرار".
وأضافت المصادر أن "القوات المسلحة كبدت المليشيات خسائر في الأرواح والعتاد، فيما قُتل أحد أفراد الجيش وأصيب آخرون". وبينت أن الميليشيات الحوثية نفذت أعمالها العدائية باستهداف مواقع قوات الجيش في مختلف القطاعات وذلك بالمدفعية الثقيلة وصواريخ الكاتيوشا والطيران المسيّر وأسلحة القناصة. وذكرت المصادر أن القوات المسلحة نجحت في إعطاب وتدمير آليات ومعدات ثقيلة تابعة للميليشيات بعدة قطاعات في جبهات محافظتي مأرب والجوف، كانت تستخدمها المليشيات في استحداث تحصينات وشق طرقات جديدة في المناطق الأمامية.
في سياق آخر، شيّعت جماعة أنصار الله "الحوثيين"، السبت، في صنعاء، أربعة من مقاتليها، ثلاثة منهم يحملون رتباً عسكرية قُتلوا في معارك مع القوات الحكومية. وقالت وكالة سبأ بنسختها الحوثية، اليوم السبت، إنه جرى تشييع جثامين ثلاثة ضباط من عناصر الجماعة في صنعاء، بحضور عدد من القيادات العسكرية، وتشييع مقاتل تابع للجماعة في تعز.
ويحمل العسكريون الثلاثة الذين شُيّعوا في صنعاء رتباً عسكرية، أحدهم يحمل رتبة ملازم أول، واثنان يحملان رتبة ملازم ثاني. ولم تذكر الجماعة مكان وزمان مقتل عناصرها، واكتفت بالقول إنهم "قتلوا في جبهات الشرف والبطولة" في إشارة إلى المواجهات مع القوات الحكومية. وبلغ عدد مقاتلي الجماعة الذين قضوا منذ مطلع فبراير/ شباط الجاري 19 مقاتلاً معظمهم يحملون رتبا عسكرية. ويأتي إعلان الجماعة عن تشييع قتلاها الذين سقطوا في الجبهات العسكرية خلال معاركها مع القوات الحكومية على الرغم من الهدنة المعلنة في إبريل/ نيسان 2022 برعاية أممية.
ويرى مراقبون أن توجّه الحوثيين نحو التصعيد العسكري في جبهات مأرب يأتي في سياق تهرب الجماعة من التزاماتها نحو الداخل، إذ أتى التحشيد العسكري الحوثي في ظل تزايد حالة الاستياء والحنق الشعبي من استمرار الجماعة بالتلاعب بموضوع مرتبات الموظفين التي قامت بإيقاف صرفها منذ سبتمبر/أيلول 2016. وكان البرلمان التابع للجماعة قد أقر في ديسمبر/كانون الأول الماضي قانوناً لمصادرة حقوق الموظفين تحت مسمى "الآلية الاستثنائية المؤقتة لدعم فاتورة مرتبات موظفي الدولة وحل مشكلة صغار المودعين"، والذي يعيد تقسيم موظفي الدولة إلى ثلاث فئات حددها القانون، تستلم الفئة (أ) راتباً كاملاً شهرياً، والفئة (ب) تستلم نصف راتب شهرياً في الحد الأدنى، والفئة (ج) تستلم نصف راتب كل ثلاثة أشهر على الأقل.