اليمن | قتيلة في صعدة جراء غارة أميركية واستهداف مواقع بعدة محافظات

25 ابريل 2025
مشهد من التظاهرات في صنعاء تضامناً مع غزة، 25 إبريل 2025 (محمد حمود/الأناضول)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- استهدفت الغارات الأميركية مواقع حوثية في اليمن، مما أدى إلى سقوط ضحايا وتدمير بنى تحتية، واتهم الحوثيون الإدارة الأميركية بدعم العدوان الإسرائيلي على غزة.
- شهدت صنعاء ومحافظات أخرى تظاهرات دعماً لغزة ورفضاً للعدوان الأميركي، مع دعوات لتصعيد المقاطعة الاقتصادية ضد البضائع الأميركية والإسرائيلية.
- أعلنت مؤسسة الكهرباء في عدن عن خروج محطة الرئيس عن الخدمة بسبب نقص الوقود، مما يهدد بانقطاع كامل للكهرباء، وناشدت الجهات المعنية لتوفير الوقود بشكل عاجل.

شن الطيران الأميركي عدة غارات على مناطق متفرقة في صنعاء

غارة أميركية تستهدف أحد المنازل شرق مديرية سحار بمحافظة صعدة

كثف الطيران الأميركي غاراته على محافظة مأرب الغنية بالنفط

واصل الطيران الأميركي، اليوم الجمعة، استهداف مواقع وثكنات عسكرية تابعة لجماعة الحوثيين في عدد من محافظات اليمن الواقعة تحت سيطرة الجماعة، شمالي وغربي البلاد. وأفادت وسائل إعلام تابعة للحوثيين بأن طيران الجيش الأميركي استهدف بغارة منزل مواطن في مناطق البدو الرحل شرق مديرية سحار بمحافظة صعدة "ما أدى إلى استشهاد امرأة وإصابة مواطن".

وشن الطيران الأميركي عدة غارات على مناطق متفرقة في صنعاء، أبرزها معسكر الحفاء بجبل نقم شرقي صنعاء، والذي يحوي خنادق ومستودعات لتخزين الأسلحة تحت الأرض. وواصل الطيران الأميركي شن غاراته على مواقع وثكنات عسكرية تابعة للحوثيين في مديرية بني حشيش شرقي صنعاء، حيث تُعدّ المديرية من أكثر المناطق استهدافاً بالغارات الأميركية التي بدأت منتصف الشهر الماضي، كما شنّ سلسلة غارات استهدفت ثكنات عسكرية ومخازن أسلحة في مديريتي الحيمة الداخلية ومناخة بمحافظة صنعاء. وأيضا، شن غارات عنيفة على مواقع وثكنات عسكرية تابعة للحوثيين في مديرية بني مطر جنوب غربي صنعاء.

واستهدفت عدة غارات مواقع عسكرية ومخازن أسلحة تابعة للحوثيين في منطقة طخية بمديرية مجز بمحافظة صعدة شمالي اليمن، التي تعد المعقل الرئيس للحوثيين. واستهدف الطيران الأميركي بست غارات مواقع عسكرية تابعة للحوثيين في مديرية باجل بمحافظة الحديدة، غربي البلاد. وفجر الجمعة، جدد الطيران الأميركي شنّ سلسلة غارات على جزيرة كمران في البحر الأحمر، والتي تضم أنفاقاً وثكنات عسكرية، ومواقع قيادة وسيطرة تابعة لجماعة الحوثيين. وفي سياق استهدافه لمحافظة الحديدة، شنّ الطيران الأميركي عدة غارات على مديرية الصليف، التي تضم واحداً من الموانئ الرئيسية في المحافظة الساحلية.

وكثف الطيران الأميركي غاراته على محافظة مأرب الغنية بالنفط شمال شرقي اليمن، حيث شن عدة غارات على مواقع وأهداف عسكرية تابعة للحوثيين في مديرية مدغل الواقعة على خطوط التماس مع مناطق سيطرة القوات الحكومية. وشنّت المقاتلات الأميركية سلسلة غارات استهدفت مخازن أسلحة تابعة للحوثيين في مديرية حرف سفيان، بمحافظة عمران شمالي صنعاء.

في سياق متصل، اتهم رئيس المجلس السياسي الأعلى للحوثيين مهدي المشاط الإدارة الأميركية بممارسة التضليل والكذب منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن، مضيفاً أن العدوان الأميركي على اليمن "يأتي في سياق الدعم الأميركي للإجرام الإسرائيلي بحق الأشقاء في غزة". وقال المشاط إن "العدو الأميركي عبر وسائله الإعلامية حاول إثبات أن حاملة الطائرات ترومان لم تتعرض لعملية من قواتنا المسلحة أخرجتها عن الجاهزية وأفقدتها زمام المبادرة في الأيام الأولى من مشاركتها في العدوان على بلدنا".

وأشار المشاط إلى أن من ضمن التضليل الأميركي نشر مقاطع بتاريخ 22 إبريل/نيسان، مضيفا: "حتى وإن صحت المشاهد التي نشرها الأميركي، فذلك لا ينفي ما أعلناه، فالفترة كافية لترميم ما أحدثته ضربات أبطال قواتنا المسلحة". ودعا المشاط وسائل الإعلام الدولية، بما فيها الأميركية، إلى "مطالبة المجرم ترامب وقياداته الفاشلة بنشر بيانات الحاملة ترومان للفترة من 20 إلى 23 من مارس/آذار 2025، بما فيها تصوير الكاميرات المثبتة على جوانبها وداخل غرفة قيادتها". وقال إن على الرأي العام الأميركي مطالبة إدارة الرئيس الأميركي بذلك والضغط بإرسال وفد من الكونغرس لأخذ تلك البيانات من الحاملة "ليعرف الشعب الأميركي حقيقة ما تتعرض له قواته وجنوده وزيف ما يدعيه ترامب وإدارته الفاشلة"، وفق تعبيره.

كلام المشاط جاء بعد يوم واحد من تصريحات نقلتها وكالة "رويترز" عن مسؤول في الجيش الأميركي قال فيها إن الانفجار الذي وقع يوم الأحد بالقرب من موقع مدرج في قائمة اليونسكو للتراث العالمي في العاصمة اليمنية صنعاء "نجم عن صاروخ حوثي وليس عن غارة جوية أميركية". وقال متحدث باسم القيادة المركزية الأميركية إن الأضرار والخسائر التي تحدث عنها مسؤولون حوثيون في اليمن "وقعت على الأرجح"، لكنها لم تكن ناجمة عن هجوم أميركي.

وأضاف المتحدث أن أقرب ضربة أميركية من الموقع في تلك الليلة كانت على بعد أكثر من خمسة كيلومترات منه. وقال المتحدث باسم الجيش الأميركي إن تقييم الجيش للأضرار خلص إلى أن سببها "صاروخ دفاع جوي حوثي" بناء على مراجعة "تقارير محلية شملت مقاطع فيديو توثق وجود كتابة باللغة العربية على شظايا الصاروخ في السوق"، مضيفا أن الحوثيين ألقوا القبض على يمنيين لاحقا. ولم يقدم أي أدلة.

وكانت وزارة الصحة التابعة لحكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا قد أفادت بمقتل 12 شخصاً وإصابة أكثر من 30 آخرين، نتيجة غارة جوية أميركية الأحد الماضي على سوق فروة الشعبي في حي شعوب وسط صنعاء.

تظاهرات في اليمن دعماً لغزة

في سياق متصل، احتشد عشرات الآلاف في العاصمة صنعاء والساحات الرئيسة في المحافظات الواقعة تحت سيطرة جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) تلبية لدعوة الاحتشاد التي أطلقتها الجماعة تحت عنوان "ثابتون مع غزة.. رغم أنف الأميركي وجرائمه". وتجمّع الآلاف في ميدان السبعين وسط صنعاء، وهم يرددون شعارات منددة بالعدوان الأميركي على اليمن، ومؤكدة الاستمرار في إسناد غزة، كما رفع المتظاهرون شعارات جماعة الحوثيين، والأعلام الفلسطينية واليمنية.

وجدد بيان المسيرة تأكيد الثبات بكل قوة في الموقف الإيماني في نصرة الإخوة في غزة، مؤكداً عدم السماح بالاستفراد بهم من قبل الأعداء، ومواصلة الجهاد المقدس ضد أئمة الكفر أميركا وإسرائيل. وخاطب بيان المسيرة الأميركيين والإسرائيليين بالقول: "أصبح هدفكم فقط هو اقتراف جرائم القتل بحق المدنيين، واستهداف معيشتهم، وأسباب رزقهم بعد فشلكم في إضعاف قدراتنا العسكرية، وعليكم أن تعرفوا بأننا مستعدون أن نواجهكم أنتم وكل من يتحرك معكم ويربط مصيره بكم".

ووجه البيان تحية إجلال للإخوة في قطاع غزة على صمودهم وصبرهم، على الرغم من جسامة التضحيات وحجم المعاناة، كما وجه تحية الوفاء والفخر والاعتزاز إلى مجاهدي المقاومة الباسلة في غزة، التي ما زالت تقاتل برغم طول المدة وقلة الإمكانات، وفق البيان. ودعا إلى الاستمرار بكل قوة في التعبئة العامة، والوقفات القبلية، وكل الأنشطة الداعمة للشعب الفلسطيني، كما دعا إلى استمرار تصعيد المقاطعة الاقتصادية بشكل فعال، ومقاطعة كل تاجر لا يقاطع البضائع الأميركية والإسرائيلية.

ومنذ منتصف الشهر الماضي، يواصل الجيش الأميركي استهداف مدن ومواقع في اليمن، ما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا، بينهم نساء وأطفال، وتدمير مبانٍ سكنية، وانقطاع التيار الكهربائي في بعض المناطق، فيما توعد الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأن إيران ستتحمل مسؤولية كل طلقة نار يطلقها الحوثيون في اليمن. وتشنّ جماعة الحوثيين، منذ نوفمبر/ تشرين الثاني 2023، هجمات بالصواريخ الباليستية والطيران المسيّر والزوارق البحرية ضد السفن الإسرائيلية والأميركية والبريطانية في البحر الأحمر وخليج عدن والبحر العربي، كما تستهدف مواقع إسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة رداً على حرب الإبادة المستمرة في غزة.

خروج محطة كهرباء عن الخدمة

من جهة أخرى، أعلنت المؤسسة العامة للكهرباء في عدن أن محطة الرئيس خرجت عن الخدمة فجر الجمعة، مضيفة أن جميع محطات التوليد العاملة بالديزل متوقفة حالياً، في ظل عدم توفر كميات الوقود اللازمة للتشغيل. وأشارت المؤسسة إلى أن محطة المنصورة لن تتمكن من الاستمرار لأكثر من ثلاثة أيام في حال عدم توفير مادة المازوت بشكل عاجل، ما ينذر بانطفاء كامل مرتقب. وجددت المؤسسة مناشدتها مجلس القيادة الرئاسي، ورئاسة الحكومة، وكافة الجهات المعنية، سرعة التحرك وتوفير الوقود لضمان استمرار الخدمة وتخفيف معاناة المواطنين.