اليمن: عشرات القتلى والجرحى في تصعيد عسكري واسع بالحديدة

اليمن: عشرات القتلى والجرحى في تصعيد عسكري واسع بالحديدة

17 يناير 2021
تصعيد هو الأعنف على الإطلاق منذ أشهر بمحافظة الحديدة (Getty)
+ الخط -

لا موعد واضحاً لعقد مشاورات الأسرى

دعوة أممية لضبط النفس

سقط عشرات القتلى والجرحى اليوم الأحد، في معارك دامية بين القوات اليمنية المشتركة وجماعة الحوثيين، وذلك في تصعيد هو الأعنف على الإطلاق منذ أشهر بمحافظة الحديدة المشمولة باتفاق استوكهولم الذي ترعاه الأمم المتحدة منذ عامين، يأتي ذلك، في وقت قالت مصادر يمنية مطلعة إنه ليس هناك موعد واضح لعقد مشاورات ملف الأسرى والمعتقلين جراء عدد من الصعوبات الفنية واللوجستية. 

وقال مصدر ميداني لـ"العربي الجديد" إن رقعة المعارك تصاعدت في عدد من مديريات محافظة الحديدة، وتحديدا حيس والدريهمي والجبلية، وسط تحشيد واسع للطرفين، ما يهدد بانهيار الهدنة الهشة لوقف إطلاق النار. 

وأعلن الناطق الرسمي لـ"ألوية العمالقة السلفية"، التي تدعمها الإمارات، مأمون المهجمي، عن مقتل أكثر من 40 عنصرا حوثيا وإصابة 55 آخرين في المعارك التي دارت بجبهات حيس والدريهمي. 

وأشار المهجمي، وهو قائد للواء الحادي عشر عمالقة، في بيان صحافي، إلى أن القوات المشتركة تمكنت من التصدي لعدة هجمات حوثية جنوب محافظة الحديدة، لافتا إلى أن التصعيد الحوثي يعد مؤشرا خطيرا لنسف الجهود الأممية وعملية السلام بالمحافظة. 

وأقرت القوات اليمنية المشتركة بمقتل 2 من عناصرها وإصابة 10 آخرين في المعارك التي تشتد بشكل خاص في مدينة حيس، فضلا عن مقتل مدني بقصف منسوب لجماعة الحوثيين. 

وذكرت القوات المشتركة أن الهجوم الحوثي على مدينة حيس من 3 محاور هو الثاني من نوعه خلال 48 ساعة، بعد هجوم أوسع في قطاع الدريهمي انتهى دون تحقيق أي اختراق على الأرض. 

وكشفت القوات المشتركة أن المعارك أسفرت أيضا عن تدمير 3 دوريات عسكرية تابعة للحوثيين، محملة بالعتاد، فضلا عن محاصرة مجاميع حوثية حاولت التسلل إلى الخطوط الأمامية لجبهات القتال في مديرية حيس. 

ولم تعلن جماعة الحوثيين رسميا سقوط قتلى لها في معارك الحديدة، لكن وكالة "سبأ" التابعة لها، أذاعت، اليوم الأحد، بيانات تشييع 4 عسكريين في العاصمة صنعاء، قالت إنهم سقطوا في جبهات القتال، دون تحديد الموقع على وجه الدقة. 

وفي السياق، أعلن الجيش اليمني الموالي للحكومة المعترف بها دوليا، الأحد، إسقاط طائرة مسيرة بدون طيار أطلقتها جماعة الحوثيين على مواقعه في مديرية الصفراء بمحافظة صعدة، شمالي البلاد. 

ونقل موقع وزارة الدفاع اليمنية، عن قائد لواء حرب 1، محمد الغنيمي، قوله إن وحدة الاستطلاع بقوات الجيش الوطني رصدت عملية اختراق لطائرة مسيرة حاملة لمتفجرات مفخخة، كانت تحاول اختراق أجواء المنطقة (الإدارية) للجيش في مديرية الصفراء بصعدة.

 

إصابات جماعية 

وأعربت منظمة أطباء بلا حدود الدولية، مساء الأحد، عن قلقها إزاء تصاعد حدة القتال على امتداد خطوط المواجهة في جنوب محافظة الحديدة اليمنية. 

وقالت المنظمة، في بيان على حسابها الرسمي بموقع "تويتر"، إن فريقها في مستشفى المخا للحوادث، يقوم بوضع خطة الإصابات الجماعية للاستجابة لتدفق الجرحى، في إشارة إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات المشتركة. 

وفيما أكدت أنها تشعر بقلق شديد على المدنيين الذين يعيشون بالقرب من مناطق خطوط المواجهة، كشفت المنظمة الدولية أنها عالجت، أواخر عام 2020، أعدادا كبيرة من المدنيين من منطقة خط المواجهة هذه. 

وقال البيان "ينبغي ألا يُستهدف المدنيون أو يتضرروا في النزاع، وعلى جميع الأطراف المتحاربة أن تحترم القانون الإنساني الدولي وقوانين الحرب (..) العام الماضي كان غير مقبول ولا ينبغي تكراره ". 

دعوة أممية لضبط النفس 

وفي أول تعليق على التصعيد الحاصل بالساحل الغربي، دعت البعثة الأممية لمراقبة اتفاق الحديدة، مساء الأحد، الأطراف المتصارعة إلى ممارسة ضبط النفس والالتزام بوقف إطلاق النار. 

وأعربت البعثة، في بيان على حسابها بموقع "تويتر"، عن قلقها إزاء الاشتباكات المكثفة وخروقات وقف إطلاق النار في المديريات الجنوبية من محافظة الحديدة، بما في ذلك في حيس والدريهمي، والتي تفيد التقارير أنها تؤدي إلى خسائر في الأرواح وسقوط ضحايا مدنيين. 

وذكّرت البعثة، الأطراف اليمنية، بالتزاماتهم بحماية السكان المحليين، ومنع أي زيادة تؤدي حتماً إلى مزيد من المعاناة والتأثير على المدنيين.

 

لا موعد واضحاً لعقد مشاورات الأسرى 

في غضون ذلك، قالت مصادر يمنية مطلعة، إنه ليس هناك موعد واضح لعقد مشاورات ملف الأسرى والمعتقلين بين الحكومة وجماعة الحوثيين، جراء عدد من الصعوبات الفنية واللوجستية. 

وذكرت المصادر المقربة من طاولة المشاورات لـ"العربي الجديد" أن الأنباء المسربة حول رفض الأردن دخول وفد جماعة الحوثيين المفاوض إلى أراضيه على خلفية القرار الأميركي بتصنيف الجماعة منظمة إرهابية "غير دقيقة". 

وأشارت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن هويتها، إلى أن الترتيبات لعقد جولة جديدة من المفاوضات تتم منذ نحو شهر ونصف، لكن صعوبات مختلفة كانت تحول دون عقدها، وعلى رأسها تعثر تشكيل الحكومة اليمنية واستكمال بعض كشوفات التبادلات مروراً بالتفجير الذي ضرب مطار عدن والتطورات السياسية الأخرى. 

وأكدت المصادر أنه لم يكن هناك تاريخ واضح لعقد المشاورات، وأن الأنباء عن رفض الأردن دخول وفد جماعة الحوثيين، الثلاثاء المقبل، غير دقيقة إطلاقا. 

وفد من الحوثيين مكون من 9 أشخاص سيصل إلى عمان الثلاثاء 

ونفى مصدر رسمي أردني رفيع المستوى لـ"العربي الجديد" رفض الحكومة الأردنية دخول وفد مليشيا الحوثي المفاوض في ملف الأسرى إلى الأردن.

وأكد المصدر أن وفدا من الحوثيين مكونا من 9 أشخاص سيصل إلى عمان الثلاثاء المقبل للمشاركة في المباحثات.

وفي وقت سابق، اليوم الأحد، تناقلت وسائل إعلام يمنية خبراً عن رفض المملكة الأردنية دخول وفد الحوثيين المفاوض جراء القرار الأميركي بتصنيف الجماعة ضمن المنظمات الإرهابية الأجنبية، بالإضافة إلى 3 من قياداتها. 

ومن المتوقع أن يدخل القرار الأميركي حيز التنفيذ، في اليومين القادمين، لكن الحكومة اليمنية الشرعية والأمم المتحدة أكدتا أن القرار المرتقب لن يؤثر على سير المشاورات السياسية والإنسانية. 

واستضاف الأردن، في سبتمبر/ أيلول الماضي، جولة مشاورات بين الأطراف اليمنية في ملف الأسرى، أثمرت عن تبادل 1056 أسيرا من الجانبين، بينهم 15 جنديا سعوديا و4 سودانيين. 

وكان من المقرر أن تعقب الجولة الناجحة مشاورات لإتمام المرحلة الثانية بتبادل 300 أسير من الجانبين، منتصف نوفمبر الماضي، لكن الأمم المتحدة أبلغت طرفي الأزمة اليمنية تأجيلها إلى أجل غير مسمى. 

وكان العام الماضي قد شهد أكبر عمليات تبادل للأسرى بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين، منذ بدء الحرب، حيث نجحت الوساطة الأممية في إبرام صفقة تبادل 1056 أسيرا، فيما نجحت وساطات قبلية محلية بتبادل أكثر من 800 أسير. 

وكانت آخر عملية تبادل قد تمت، أول من أمس الجمعة، وذلك بواقع 20 أسيرا من القوات الحكومية وجماعة الحوثيين في محافظة الجوف، عبر وسيط محلي.