الوفد الإيطالي ينفي انسحابه من أسطول الصمود العالمي.. كل العيون على غزة

27 سبتمبر 2025   |  آخر تحديث: 22:06 (توقيت القدس)
سفن مشاركة في أسطول الصمود أثناء رسوها في ميناء جنوة، 30 أغسطس 2025 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- يواصل الوفد الإيطالي في أسطول الصمود العالمي جهوده لكسر الحصار البحري عن غزة، رغم التوترات والتهديدات الإسرائيلية، مع عودة بعض الأعضاء لإيطاليا لأسباب شخصية.
- دعا الرئيس الإيطالي النشطاء لتسليم المساعدات لبطريركية القدس، لكن المتحدثة باسم الأسطول أكدت استمرار المهمة، مقترحة فتح ممر بحري شهري عبر سفن الأمم المتحدة.
- يستعد أسطول جديد للإبحار من صقلية لدعم الجهود، بينما أكد الرئيس التركي استمرار جهود تركيا لوقف الهجمات الإسرائيلية وضمان وصول المساعدات.

أكد الوفد الإيطالي المشارك في أسطول الصمود العالمي الذي يواصل الإبحار نحو قطاع غزة، في محاولة لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع، في بيان مساء اليوم السبت، "عدم صحة ما جرى تداوله في بعض وسائل الإعلام الإيطالية خلال الساعات القليلة الماضية بخصوص أن المكوّن الإيطالي قرر الترجل من السفن"، موضحاً أن "الوفد الإيطالي يضم نحو 50 شخصاً، لا يزال نحو 40 منهم على متن السفن، فيما قرر آخرون ــ وبشكل مشروع ــ العودة إلى إيطاليا لمواصلة العمل مع الفريق البري، ومن بينهم المتحدثة ماريا إلينا ديليا".

وشدد على أنّ مهمة أسطول الصمود العالمي "حساسة ومعقّدة للغاية"، مشيراً إلى تعرض القوارب مراراً لهجمات من مسيّرات عسكرية، وإلى تهديد الحكومة الإسرائيلية منذ أسابيع بشنّ هجمات، ما أدى إلى رفع مستوى التوتر والضغط النفسي على الأطقم. وأضاف البيان أنّ "الخارجية الإيطالية أبلغت أمس الجمعة أسر المشاركين الإيطاليين في المهمة أنّها لن تضمن لهم أي حماية في حال تعرّضهم لهجوم إسرائيلي"، واصفة المهمة بأنها "عمل تخريبي بالغ الخطورة".

وتابع: "بالنظر إلى هذه الأسباب، علاوة على أسباب أخرى شخصية، فإننا نرى أنه من المشروع جداً التفكير في النزول إلى اليابسة. كما أنه من المشروع أيضاً وجود الرؤية الشخصية والمنظور الجماعي من أجل التوصل معاً إلى قرار المضي قدماً في المهمة. هذا ما حدث مع معظم أفراد الوفد الإيطالي الذي ما زال يواصل المهمة على متن القوارب". وأوضح البيان أن "حصر (مهمة) أسطول الصمود العالمي فقط على هدف إيصال المساعدات الإنسانية، على أهميته البالغة، يصب في صالح مقاطعة المهمة، وبالتالي إلى دعم ما ترتكبه إسرائيل من أفعال غير قانونية"، مشيراً إلى أن "الاهتمام الأكبر لأسطول الصمود منذ البداية كان موجهاً نحو (كسر) الحصار البحري لسواحل غزة من قبل إسرائيل، وعلى حصار الشعب الفلسطيني وعلى الاحتلال الاستيطاني والإبادة الجماعية التي تتمخض كل يوم عن معاناة ومجاعة ودمار وموت لمليوني إنسان".

وختم البيان بأن "الوفد الإيطالي يواصل الإبحار مع باقي مكونات أسطول الصمود العالمي صوب غزة… كل العيون على غزة"، فيما أكد الناشط الإيطالي أنطونيو لابيتشيريلا، في حديث لـ"العربي الجديد"، "مغادرة المتحدثة الإيطالية باسم أسطول الصمود ماريا إلينا ديليا من أجل مساعدتنا على الأرض، ومعها 10 آخرون". وأوضح لابيتشيريلا أن أسباب مغادرة هؤلاء الأسطول "تتنوع بين التوتر والخوف ودواعٍ تتعلق بالعمل أو لعدم توفر مساحات كافية على القوارب"، مؤكداً أنه وباقي أعضاء الوفد الإيطالي "يبحرون الآن من المياه الإقليمية اليونانية متوجهين نحو غزة".

وكان الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا حث، في بيان أمس الجمعة، نشطاء أسطول الصمود العالمي على قبول مقترح تسليم المساعدات التي يحملونها على متن سفنهم لبطريركية القدس اللاتين، على أن توزع لاحقاً إلى سكان قطاع غزة. وفي السياق، توجهت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني في منشور على فيسبوك، أمس الجمعة، بالشكر "إلى أحزاب وقيادات المعارضة التي رحبت بالنداء الحكيم للرئيس ماتاريلا، الذي نعرب له عن امتناننا، ودعت نشطاء أسطول الحرية إلى قبول الحلول البديلة المقترحة، لا سيما تسليم المساعدات الإنسانية في قبرص إلى بطريركية القدس".

من جهتها، ردّت المتحدثة الإيطالية باسم أسطول الصمود العالمي، أمس الجمعة، على نداء الرئيس الإيطالي، مؤكدة أنّ المهمة ستتواصل. ومع ذلك، عادت ديليا إلى روما لمواصلة الحوار مع المؤسسات الرسمية، مع إشارة بعض المواقع إلى أنها اضطرت للعودة إلى إيطاليا نظراً لانتهاء رصيد إجازاتها حيث تعمل معلمةً. وفي حديث لصحيفة "كوريري ديلا سيرا" اليوم السبت، أعربت ديليا عن تقديرها مقترح الرئيس، لكنها أوضحت أن قبول الاقتراح المطروح كان سيؤدي إلى "صرف الأنظار عن الهدف الجوهري للمهمة" المتمثل في كسر الحصار عن قطاع غزة.

واختتمت ديليا بطرح مقترح مفاده أنه "يمكن لإسرائيل أن تضمن فتح ممر بحري مرة كل شهر لنقل المساعدات عبر سفن تابعة للأمم المتحدة وليس عبر سفن الأسطول"، مشددة على أن "ثمة العديد من الخيارات، لكن لا بد من عمل ما هو أكثر من مجرد مطالبتنا بعدم التوجّه إلى غزة".

من جهة ثانية، وتحديداً في ميناء "سان جوفاني لي كوتي" في مدينة كاتانيا بجزيرة صقلية، يستعد أسطول جديد مكون من 10 قوارب للإبحار نحو غزة واللحاق بأسطول الصمود العالمي لدعمه قبل مساء اليوم السبت. يذكر أن الأسطول الجديد، الذي يحمل مساعدات إنسانية، من تنظيم ائتلاف "أسطول الحرية" وحركة "ألف مادلين إلى غزة"، وسوف ينطلق في محاولة جديدة لكسر الحصار المفروض على غزة، ويضم نحو 70 ناشطاً من أكثر من 20 جنسية مختلفة، بينهم مشروعون من بلجيكا والدنمارك وأيرلندا وفرنسا وإسبانيا والولايات المتحدة.

في سياق متصل، أعلن مكتب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه أبلغ رئيس وزراء إسبانيا بيدرو سانشيز عبر الهاتف بأن تركيا ستواصل جهودها لوقف الهجمات الإسرائيلية على غزة وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى هناك دون انقطاع. وجاء في بيان للرئاسة التركية اليوم: "عبّر رئيسنا عن ارتياحه لموقف رئيس الوزراء سانشيز تجاه أسطول الصمود، وقال إن تركيا تراقب الوضع من كثب".

المساهمون