الهستدروت تُعلن دعمها الإضراب العام في إسرائيل دون المشاركة في تنظيمه رسميا

11 اغسطس 2025   |  آخر تحديث: 18:57 (توقيت القدس)
تظاهرة لعائلات المحتجزين الإسرائيليين في تل أبيب، 9 أغسطس 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- التقى أرنون بار دافيد مع مسؤولين تجاريين وعائلات الأسرى الإسرائيليين في غزة لمناقشة إضراب عام للضغط على الحكومة، لكنه قرر عدم الانضمام للإضراب بشكل منظم لتجنب تسييس القضية، داعياً الهيئات العمالية لدعم الموظفين في الاحتجاجات.
- تعهد بار دافيد بدعم أنشطة هيئة العائلات وتوجيه الموارد لدعم جهودها، بينما شكك موقع "واينت" في مشاركة لجان العمال الكبرى.
- دعت عيناف تسنغاؤوكير إلى "شلّ الدولة" احتجاجاً على سياسات الحكومة، ورحب "مجلس 7 أكتوبر" بمخرجات الاجتماع، فيما سينظم طيارو الاحتياط تظاهرة في تل أبيب.

التقى رئيس الهستدروت (اتحاد النقابات العمالية الإسرائيلية)، أرنون بار دافيد، اليوم الاثنين، مع مسؤولين كبار في القطاع التجاري، وممثلين عن هيئة عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، في ضوء دعوة الأخيرة إلى إضراب عام وشل الاقتصاد في إسرائيل، الأحد المقبل، للضغط على الحكومة. عقب الاجتماع أصدرت الهيئة بياناً، قالت فيه إنّ "رئيس الهستدروت والمُشغلين سيدعمون إظهار التضامن من جانب الموظفين والموظفات في يوم الأحد القريب، لدعم عائلات المختطفين وسعيهم لإعادة كل مختطف ومختطفة".

من جهتها، لفتت "الهستدروت" إلى أنه خلال الاجتماع أوضح بار دافيد أسباب امتناعه عن اتخاذ قرار بالإضراب العام، معبراً عن خشيته من أن دخول منظمته الإضراب في هذا التوقيت قد يوجه الخطاب العام حول إعادة المختطفين إلى اتجاهات سياسية، وزعم بار دافيد أنه "لو كان الإضراب، ليس ليوم واحد حتّى وإنما أكثر، سينهي المسألة، يوقف الحرب ويعيد المختطفين، لكنت بادرت إليه بكل قوة". ولئن أقرّ بار دافيد بأن منظمته لن تنضم للإضراب بطريقة منظمة، لفت إلى أنه سيدعو الهيئات واللجان العمالية لأن تسمح لمن يرغب بالمشاركة في فعاليات الاحتجاج التصرف "بناءً لضمائرهم، من دون المسّ بحقوقهم كعمال". إضافة إلى ما تقدّم، تعهد بار دافيد وكبار المسؤولين في القطاع التجاري بدعم أنشطة هيئة العائلات والمساعدة في توجيه الموارد لكي تواصل عملها، بينها وضع مسؤولين مهنيين ولوجستيين في الهستدروت تحت تصرف الهيئة، فضلاً عن دعمها بتبرعات ماليّة كبيرة.

وعلى الرغم مما سبق، شكك موقع "واينت" في أن تشارك لجان ومنظمات العمال الكبرى في السوق، مثل الصناعات العسكرية، وسلطة المطارات، وسكك الحديد الإسرائيلية، في الاحتجاج، أو تسمح لموظفيها الذين سيتوقفون عن العمل بالمشاركة في الاحتجاجات، والإضراب.

وفي السياق، لفتت عائلات الأسرى في بيانها إلى أن "القرار باجتياح غزة واستمرار الحرب سيؤدي إلى أضرار اقتصادية واجتماعية بالغة للاقتصاد الإسرائيلي"، معتبرةً "أن الهستدروت تأسست على مبدأ التضامن المتبادل، ومع ذلك قرّرت عدم إعلان الإضراب في هذه المرحلة". واستدركت بالقول إن "التوقعات من الهستدروت وأرباب العمل هي الانخراط في المجهود الوطني واسع النطاق للحؤول دون الخطر الفوري والمحدق على حياة الأسرى، ولمنع التخلي عن الجنود، ومنع الإضرار بالنسيج الاقتصادي والاجتماعي في إسرائيل".

يُشار إلى أنه في سبتمبر/ أيلول من العام الماضي، أعلن بار دافيد عن إضراب عام، بعد مقتل ستة أسرى في رفح، وعلى خلفية ما وصفه حينها بـ"تأخير صفقة لإعادة الأسرى لدوافع سياسية"، لكن محكمة العمل الإسرائيلية أمرت "الهستدروت" بإنهاء الإضراب في الساعة 14:30 في يوم الإضراب، بعد أن قبلت التماس الدولة، معتبرةً أن الإضراب ليس ذا خلفية اقتصادية.

في غضون ذلك، دعت عيناف تسنغاؤوكير، والدة الجندي الأسير لدى حماس، متان تسنغاؤوكير، عقب حضورها الاجتماع، إلى "شلّ الدولة"، ولفتت المرأة التي تُعد رأس الحركة الاحتجاجية ضد حكومة بنيامين نتنياهو، وكانت حماس قد اختارتها لتعطيها "هدية" بمثابة ساعة رملية لتذكيرها بأن الوقت ينفذ ولدفعها للاستمرار بنضالها، إلى أنه "انتهينا من انتظار حكومة تُعرقل الصفقة. فمن يريد إعادة الأسرى لا يجتاح غزة! من الآن، الأمر علينا، على الشعب. نحن فقط سنعيد متان وجميع المختطفين، في صفقة شاملة وقابلة للتطبيق، ونحن فقط سنُنهي هذه الحرب الملعونة. يوم الأحد نبدأ بإيقاف الدولة، لا يمكن بطريقة أخرى. يجب إيقاف جنون هذه الحكومة".

أمّا "مجلس 7 أكتوبر" الذي يضمّ أكثر من 1500 عائلة ثكلى، وعائلات أسرى، ومطلق سراحهم من الأسر وجرحى من هجوم "طوفان الأقصى"، الذي أعلن الإضراب أمس، فقد رحّب من جهته بمخرجات الاجتماع مع "الهستدروت". وفي بيان صدر عنه قال المجلس إنه "يوم الأحد القادم، سيتمكّن كل مواطن ومواطنة من اختيار أخذ يوم عطلة، للنضال من أجل المختطفين أحياءً وقتلى، ومن أجل حياة جنود الجيش الإسرائيلي، وهم يعلمون أن الهستدروت وكبار المسؤولين في القطاع العام يقفون خلفهم".

مئات من طيّاري الاحتياط يحتجون غداً في تل أبيب

وفي سياق غير بعيد، أفادت القناة 12 الإسرائيلية بأنّ مئات من طياري سلاح الجو في الاحتياط سينظمون، غداً الثلاثاء في السابعة مساء بتوقيت القدس، تظاهرة أمام "معسكر هيئة الأركان" أو ما يُعرف بـ"معسكر رابين" أو "الكرياة" في تل أبيب، وذلك في احتجاج على قرار الحكومة احتلال مدينة غزة. وبحسب القناة، فإنّ الطيارين سيعبرون من خلال مظاهرتهم هذه عن دعمهم لرئيس الأركان، أيال زامير، المعارض لخطة احتلال المدينة، والمؤيد في المقابل لخطة تطويق الأخيرة ومخيّمات الوسط والاشتغال على نحوٍ متدرج بهدف إخضاع حماس، بطريقة لا تشكل خطراً على المختطفين، وتمنح جنوده فترات عُطل وراحة بعد كل ثلاثة أشهر قتالية، وهو ما يضمن بحسبه تقليل المخاطر التي قد يتعرضون لها. وخلال وقفتهم، سيدعو الطيارين، وفقاً للقناة، إلى "التوصل لصفقة فورية وإعادة المختطفين وإنهاء الحرب".

المساهمون