الهجري في إجابة عن اللأسئلة العالقة: لا انفصال ولا تدوير للفاسدين

17 فبراير 2025
الشيخ حكمت الهجري خلال تلاوة بيانه، 17 فبراير 2025 (لقطة شاشة)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- أكد الشيخ حكمت سلمان الهجري على أهمية وحدة سورية ورفض الانفصال، داعياً إلى إدارة مدنية تكنوقراطية خالية من الانتماءات العرقية أو الدينية أو السياسية، وضرورة تغيير التفكير لتحقيق التقدم.

- حذر الهجري من فقدان البوصلة الوطنية بعد سقوط نظام الأسد، مشدداً على محاسبة المخطئين وعدم تدخل الفصائل المسلحة في الشؤون المدنية، مع التأكيد على سيادة القانون والأخلاق.

- دعا الهجري إلى حوار وطني شامل تحت إشراف دولي للوصول إلى حكومة انتقالية تمثل جميع أطياف المجتمع، مؤكداً على وحدة النسيج السوري ورفض الفتنة والانقسام.

أكد الرئيس الروحي للمسلمين الموحدين في سورية الشيخ حكمت سلمان الهجري المبادئ الأساسية المعلنة بخصوص وحدة سورية أرضاً وشعباً، وأنه "لا انفصال، ولا انتماء لغير الوطن والأهل"، مشيراً في بيان مصور مساء اليوم الاثنين إلى أن العلاقة مع الحكومة المؤقتة تتسم بالتواصل والتعاون. وأعرب عن رفضه بشكل قاطع إعادة تدوير الفاسدين والعابثين في مؤسسات الدولة، مطالباً بتطبيق القانون، وأن "نسير بنهج إدارة مدنية تكنوقراطية لا تسيّرها أيّ انتماءات عرقية أو دينيّة أو سياسيّة".

وفي البيان الذي نشرته صفحة الرئاسة الروحية مساء اليوم، أجاب الهجري عن عدد من الأسئلة: "ماذا بعد التحرير، كيف سنستمر بإصرار على البناء والتقدم والاحتفاظ بكرامتنا وخيراتنا لأهلنا"؟ وقال إنه حين تحدث عن التسامح؛ لم يقصد التدوير أو إعطاء فرص جديدة للعابثين في القيادات السابقة، كما لم يقصد قطع لقمة عيش عن أحد، بل قصد عدم تدوير الفساد، "فمن يريد البناء لا يقوم بتدمير المؤسسات والدوائر بإفراغها من طاقاتها دون دقة وحذر، بل يجب أن نسير بنهج إدارة مدنية تكنوقراطية لا تسيّرها أيّ انتماءات عرقية أو دينيّة أو سياسيّة، فالمطلوب تغيير التفكير وأسلوب العمل، ونظافة الكف، والمهنيّة والاختصاص، وعدم تغوّل أي جهة على موقع عام"، كما قال.

 كما حذر الهجري من فقدان البوصلة الوطنية، خاصة بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/ كانون الأول الماضي، "يجب أن ننتبه إلى البوصلة الوطنية السليمة، فإن سقط النظام البائد، يتوجب ألا نترك رواسبه تكمل الإفساد الذي انتهجه، وعلينا التنبيه لوقف التدمير والانتقام". وتابع "لذلك فالشعب السوري الحر لا يقبل بسياسات الأمر الواقع وذلك أن الثورة كانت على طغمة حاكمة تم طردها وهربت لتتركنا متوقعة أن نحترق".

وأشار إلى أن "الشعب لا يحمل ضغائن على بعضه، وكل من أخطأ يتوجب أن يُحاسَب ضمن الأصول والأعراف وتحت ظل القانون السائد، ولن يقبل الشعب أن يحاسب الجناة خارج المحاكم والقوانين السورية العادلة". وتطرق الهجري إلى التسليح والفصائل المسلحة مشيراً إلى أن على المنتمين للفصائل المسلحة عدم الانحراف عن الأصول، وعدم التدخل بالحالات المدنية، وألا ينساقوا لاستغلال الخلافات الشخصية، أو الانتقام والأذى، كي لا يكونوا وسيلة إرهاب كالتي كانت.

وشدد على أن "السيادة للقانون والأخلاق والأعراف المتداولة، ولا محل للترهيب والتهديد بالسلاح"، داعياً إلى توحيد الصفوف. وطلب أن ينكفئ السلاح إلى مواقعه؛ "فنحن أول من طلب هيكلة الدولة وهيبتها على أسسها السليمة، وحين تتعافى وتظهر، فمن المؤكد أن أبناءنا الذين يحملون السلاح سينضمّون لجيش دولتهم النظامية وبأي صفة داعمة تحت ستائر القانون والتنظيم".

وأهاب الهجري بجميع السوريين عدم خرق القوانين والأعراف، مما يهدم العلاقات، "مثل الإخلاءات العشوائية تحت فرض القوة والتهديد، ولا حل المشاكل بالقوة بحجة أن السلطة غائبة، فكل الأمور تنظمها القوانين، وتحميها الأخلاق، بما فيها من صيانة للأرزاق وعدم التعدي على أمن وأمان بعضنا". وتطرق الهجري إلى العلاقة مع الحكومة المؤقتة الحالية في دمشق معتبراً أنها "علاقة شراكة وتواصل، آملين التجاوب دوماً، مع منح الثقة للمختصين، ونأمل إيلاء الثقة من كل الجهات، والتعاون مع شركاء المصير بعيداً عن الاستقلالية، وألا يكون هناك تعتيم على أي جواب، فالوضوح سبيل إلى الوصول السليم، والبناء القويم".

وبارك الهجري في بيانه كل الخطى الوطنية الصحيحة التي يجرى اتخاذها، وقال: "أيدينا مفتوحة للتعاون مع الحكومة المؤقتة التي وعدت أنها ستقف عند مهامها تحت ظل القوانين المحلية والدولية، وأنها لن تتجاهل وتستأثر بسلطة ولا بقرار". وتطرق أيضاً الشيخ الهجري (وإن لم يسمه) إلى مؤتمر الحوار الوطني، حيث أكد أنه في مرحلة التأسيس، تتعين دعوة المجتمع المدني السوري بأطيافه وألوانه كلها دون إقصاء لأي مكون للحوار والعمل بعيداً عن أي تبعية، وأن يكون ذلك تحت الغطاء الوطني والدولي، ومخاطبة دول العالم للإشراف والمتابعة وإبداء الرأي، للوصول إلى حكومة انتقالية تمثِل أطياف وتلاوين المجتمع السوري كلها".

الهجري: الولاء لله وللوطن

وأضاف: "نؤكد أن الشعب لا يريد تكرار المعاناة كالولاء مقابل الغذاء، فالولاء لله وللوطن، ومصلحة الأهل والوطن هي الأساس، ولا تخوين، ولا فتنة، ولا تجيير للكلام بغير مضمونه، ولا ترحيل مسؤوليات، فالإرادة الشعبية هي الأساس، وأن يبقى خير الوطن لأهله، فالشعب لن يقبل بالخروج من سطوة أمنية وتسلط وفساد، إلى ما يشبه ذلك من نهج آخر بأسماء ومصطلحات جديدة". وأكد الهجري المبادئ الأساسية المعلنة في وحدة سورية أرضاً وشعباً، وأن "لا انفصال، ولا انتماء لغير الوطن والأهل".

وأنهى الشيخ الهجري بيانه متوجهاً إلى أبناء العشائر بعد الحوادث التي جرت خلال الأيام القليلة الماضية في محافظة السويداء جنوبي البلاد، والتي سببت بتوتر كبير ووقوع ضحايا، مؤكداً أنه لن "نقبل أن نكون لونين في هذا الوطن، لأننا لون واحد من النسيج السوري المتكامل، ولا يزايد علينا أحد في تآخينا وترابطنا وعيشنا الهانئ المشترك". ويعد الهجري الرئيس الأول بين ثلاثة رؤساء لمشيخة عقل طائفة الموحدين الدروز في سورية، التي تنتشر بمعظمها في محافظة السويداء، بالإضافة إلى الجولان المحتل وبعض قرى القنيطرة، وريف دمشق، وجبل سماق بريف إدلب شمالي البلاد.

المساهمون