رفعت النيابة العامة في ليبيا دعوى ضد مرتكبي الهجمات المسلحة التي استهدفت العاملين في مجمع محاكم مدينة مصراتة، ونقاط تمركز عناصر الجهات النظامية في قرية تمنهنت، وبلدة واحة الفقهاء، وتقع الأخيرتان في الجنوب الليبي.
وبحسب الصفحة الرسمية لمكتب النائب العام، على "فيسبوك"، فقد "تمّم وكيل النيابة العامة بمكتب النائب العام أمس الإثنين إجراءات التحقيق الابتدائي في واقعة انضمام سبعة متهمين إلى جماعة تنظيم (داعش) وما صاحب هذه الواقعة من نشاط ضارّ بكيان الدولة، ووحدة التراب الوطني، والسلم الاجتماعي، باعتماد المتهمين للعنف والعمل المسلح طريقاً يمكنهم من إدراك غرض استبدال شكل الحكم والنظم الأساسية في البلاد، ورد مؤسسات الدولة والسلطات العامة".
هذا وقد أسفرت التحقيقات مع العناصر السبعة في إثبات تورط المتهمين في أعمال تخريب وقتل أربعة أشخاص من العاملين في مجمع محاكم مدينة مصراتة، والشروع في قتل ثمانية وثلاثين شخصاً آخرين.
كذلك أسفرت التحقيقات عن صحة التهم الموجهة إلى أحد المتهمين بقتل ثلاثة عشر مجنياً عليه، إضافة إلى الشروع في قتل عدد من عناصر الهيئات النظامية العاملين في منطقتي تمنهنت، وواحة الفقهاء.
واستندت النيابة العامة في ذلك لرفع الدعوى الجنائية إلى القضاء، موضحة أن الدعوى "تضمنت الكيوف والأوصاف الواردة فيه بياناً لكل عناصر الجرائم المبينة سلفاً".
وشنّ التنظيم هجمات عدة ونفّذ تفجيرات انتحارية أبرزها الهجوم على مقر كلية الشرطة بمدينة زليتن شرق طرابلس في يناير/ كانون الثاني 2016، ما أسفر حينها عن مقتل ما لا يقل عن 50 متدرباً وإصابة 127 آخرين، إضافة إلى الهجوم على مقر المفوضية العليا للانتخابات في طرابلس، في مايو/ أيار 2018، ووزارة الخارجية في طرابلس في ديسمبر/ كانون الأول 2018، ومقر مفوضية الانتخابات بطرابلس، بالإضافة إلى جهات متعددة في بنغازي ومناطق متفرقة من شرق البلاد.
وفي الرابع من أكتوبر/ تشرين الأول عام 2017، فجّر انتحاريان يتبعان لـ"داعش" نفسيهما داخل مقر مجمع المحاكم بمدينة مصراتة شرق طرابلس أثناء محاولة تهريب عناصر من التنظيم كانوا يخضعون للمحاكمة في المجمع، وقامت عناصر أخرى من التنظيم بإطلاق النار على المقر عقب التفجير، مما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 38 آخرين.
وتعد جريمة ذبح عناصر "داعش" قرابة عشرين قبطياً مصرياً، في سرت عام 2015، من أبرز جرائم التنظيم.
وشهدت ليبيا خلال السنوات السبع الأخيرة وجوداً لعناصر تنظيم "داعش" الذي اتخذ مدينة سرت وسط شمال البلاد عاصمة له، قبل طرده عام 2016 على يد القوات التابعة لحكومة الوفاق الوطني.
وعقب ذلك تمكّن التنظيم من إيجاد ملجأ له في أودية وشعاب جبال الجنوب الليبي، مستغلّاً الفوضى الأمنية والاحتراب الذي عاشته البلاد لسنوات، وشنّ هجمات عدة على مقرات أمنية متفرقة، منها مطار تمنهنت في سبها، وواحة الفقهاء التي سيطر عليها التنظيم لساعات عام 2018، كما قام بحرق مركز الشرطة ومنازل عدة، وتمكّن في هجوم آخر على بوابتها من قتل 11 شخصاً، بينهم 9 من المنتمين لقوات حفتر.