النظام يقصف إدلب والأسد يعتبر الاتفاق الروسي - التركي غير فعّال

النظام يقصف إدلب والأسد يعتبر الاتفاق الروسي - التركي غير فعّال

09 أكتوبر 2020
يتزامن القصف مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية (عزالدين إدلبي/فرانس برس)
+ الخط -

قصفت قوات النظام السوري مجدداً مناطق ريف إدلب الجنوبي، ما تسبب في وقوع قتلى وجرحى بين المدنيين، فيما اعتبر رئيس النظام بشار الأسد أن التفاهمات الروسية - التركية حول إدلب "غير فعالة".

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن قوات النظام قصفت بالمدفعية صباح اليوم بلدة الفطيرة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي، فيما ردّت فصائل المعارضة بقصف مماثل استهدف مواقع قوات النظام في مدينة سراقب ومحيطها بريف إدلب.

وكان أحد المدنيين قتل ليلة أمس الخميس، وأصيب أربعة من أفراد عائلته بينهم امرأة وطفل، نتيجة قصف قوات النظام لبلدة كنصفرة بجبل الزاوية جنوبي إدلب، وفق مصادر محلية.

من جهته، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن القتيل هو قائد عسكري في لواء "صقور الجبل" ضمن "الجيش الوطني"، وقد أصيبت زوجته وأطفاله، وذلك جراء قصف صاروخي مكثف من قِبل قوات النظام طاول بلدة كنصفرة ومناطق أُخرى من جبل الزاوية جنوب إدلب.

ويتزامن القصف مع تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع الروسية والإيرانية في أجواء المنطقة التي تعمل على رصد وتصوير التحركات المدنية والعسكرية في المنطقة.

إلى ذلك، قال رئيس النظام السوري بشار الأسد إن التعاون بين روسيا وتركيا والولايات المتحدة في إدلب بات غير فعال، معتبراً أنه لو كان عكس ذلك، لما تطلب الأمر خوض معارك في عدد من مناطق الشمال السوري.

وأضاف الأسد في تصريحات لوكالة "نوفوستي" الروسية أمس الخميس: "لا أعتبر التعاون فعالاً لسبب واحد بسيط، لو كان فعالاً لما اضطررنا إلى تنفيذ أعمال قتالية أخيراً في العديد من مناطق حلب وإدلب، لأن النظام التركي كان عليه إقناع الإرهابيين بمغادرة المنطقة وتمكين الجيش السوري والحكومة والمؤسسات السورية من السيطرة عليها، لكنهم لم يفعلوا ذلك"، على حد قوله.

واتهم الأسد تركيا بعدم الوفاء بالتزاماتها وبأنها تأخذ على عاتقها تعهدات في كل مرة من دون أن تفي بأي منها. وأضاف: "لذلك لا يمكنني القول إن هذا التعاون كان فعالاً، ولكن دعونا نرى، فلا تزال لديهم فرصة للضغط على الإرهابيين لمغادرة المناطق الواقعة شمال الطريق السريع (إم 4) في إدلب، وهذا هو آخر التزاماتهم بموجب الاتفاق مع الجانب الروسي، لكنهم لم ينفذوه يوماً، فلننتظر ونرَ".

وكانت القوات التركية كثفت بالفترة الأخيرة إرسال التعزيزات العسكرية إلى شمال غرب سورية، حيث تدخل عشرات الآليات التركية والمعدات اللوجستية، وذلك خشية من أي عملية عسكرية للنظام وروسيا جنوب إدلب.

وتخضع محافظة إدلب للاتفاق الموقع بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان والروسي فلاديمير بوتين في 5 مارس/ آذار الماضي، والذي نص على إنشاء "ممر آمن" على الطريق (إم 4) وتسيير دوريات مشتركة روسية - تركية، على أن يكون جنوب الطريق تحت إشراف الروس، وشماله تحت إشراف الأتراك.

غير أن فريق "منسقو الاستجابة" وثق أكثر من 2793 خرقاً للاتفاق من جانب النظام وروسيا، تسببت في سقوط 29 ضحية من المدنيين لغاية 21 سبتمبر/ أيلول الماضي.

"الجيش الوطني" يحبط تفجيراً ويداهم مخيماً

إلى ذلك، أحبط "الجيش الوطني السوري" في شمال البلاد عملية تفجير دراجة نارية مفخخة واعتقل سائقها، فيما داهمت القوى الأمنية التابعة لهذا الجيش مخيماً في ريف حلب الشمالي بحثاً عن مطلوبين لها.

وذكر المكتب الأمني التابع لـ"لواء صقور الشمال"، العامل ضمن "الجيش الوطني"، أن عناصره ضبطوا، أمس الخميس، الدراجة النارية على حاجز "أم عشبة" في ريف رأس العين شمال الحسكة، شرقي سورية.

وأوضح أن الدراجة المفخخة قادمة من "مناطق سيطرة مليشيات الحماية الكردية شمال شرقي سورية، وكانت معدة للتفجير بين المدنيين في المنطقة".

وكان الجيش الوطني السوري أعلن قبل أيام القبض على خليتين تعملان لحساب المليشيات الكردية في رأس العين، متورطتين بتنفيذ 14 هجوماً في مناطق سيطرة الجيش الوطني شمالي البلاد، وذلك بعد مداهمة مواقع الخليتين في قريتي قاطوف وتل ذياب، حيث تدار هذه الخلايا من قبل عناصر تابعة لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي.

وتتعرض المناطق الخاضعة لسيطرة "الجيش الوطني" والقوات التركية في شرق الفرات، الممتدة من رأس العين إلى تل أبيض شمال الرقة، لهجمات بالسيارات المفخخة والدراجات النارية والعبوات الناسفة بشكل مستمر، تسببت بمقتل وإصابة العشرات، جلهم من المدنيين.

بالموازاة، داهمت القوى الأمنية التابعة لـ"الجيش الوطني" مخيماً في ريف حلب الشمالي بحثاً عن مطلوبين لها.

ووفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإن المداهمة جرت اليوم في مخيم "شمارخ" بريف حلب الشمالي، حيث أطلق عناصر القوى الأمنية النار بشكل عشوائي وفي الهواء. وأضاف المرصد أن اشتباكات جرت، أمس الخميس، بالأسلحة النارية بين مدنيين في قرية شمارخ جراء خلاف على توزيع الإغاثة، حيث تدخلت الشرطة المدنية لفض النزاع، وتسببت الاشتباكات بمقتل أحد عناصر الشرطة وإصابة عدد من المدنيين بجروح.

من جهة أخرى، اختطفت قوات "الأسايش" التابعة للإدارة الذاتية الكردية فتاة قاصراً من بلدة الدرباسية، بمدينة القامشلي، أقصى شمال شرقي سورية.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إن الفتاة روان عمران عليكو، وهي طالبة في الصف الحادي عشر، خطفت أمس بحسب تأكيد ذويها خلال دوامها المدرسي، حيث تأكدوا من وجودها في مركز "أسايش المرأة" في قرية هيمو، والمعروفة بـ"أسايش مقاطعة الجزيرة" مقابل صالة الروابي، لكن المسؤولين في المركز نفوا وجود الفتاة لديهم.

 جدير بالذكر أن اختطاف القصر مستمر على الرغم من تعهد "قوات سورية الديمقراطية" للمنظمات الدولية بإنهاء الملف وإعادتهم إلى ذويهم، ومنع حالات الخطف.

المساهمون