استمع إلى الملخص
- أوضحت مصادر أمنية أن الأوامر جاءت شفهية من القيادات العليا لتنظيم قوائم المطلوبين للخدمة العسكرية، مما يعكس تصعيداً في عمليات التجنيد القسري.
- اعتبرت الناشطة الحقوقية سلام عباس أن هذه الاعتقالات تمثل انتهاكاً لحقوق الإنسان، محذرة من المشاكل الكبيرة التي قد تنجم عن هذه العمليات.
أفادت مصادر محلية من دمشق، بقيام النظام السوري بتنظيم عمليات تعبئة بالإكراه في أحياء ومدن العاصمة وأريافها، منذ الصباح الباكر لليوم الأربعاء، حيث بدأت دوريات تابعة لقوات النظام، وعلى رأسها وحدات الفرقة الرابعة التي يقودها ماهر الأسد، شقيق رأس النظام، باعتقال الشبان بين سني الثامنة عشرة والخمسين من الطرقات بقوة السلاح، لزجهم في معارك الشمال السوري.
وقالت تسجيلات صوتية مسربة لناشطين، استطاع "العربي الجديد" الاطلاع عليها وسماعها، إن هذه الدوريات تقوم بالتعبئة لشبان مدنيين وآلياتهم المدنية، سواء كان الشخص وحيداً لأهله أو غير وحيد، أو أنه قد دفع بدل خدمة أو لم يدفع، أو أنه حاصل على تأجيل أم لم يحصل، أو طالب جامعة، متجاهلة كل تلك الأمور.
وأشار أحد المتحدثين في تلك التسجيلات، إلى أن مسافات قصيرة تفصل بين تلك الدوريات، بحيث لا تتعدى المسافة بين دورية وأخرى أكثر من مائتي متر في كل شارع. فيما قال متحدث في تسجيل صوتي آخر، إن دوريات بحوزتها ثلاث حافلات كبيرة وقفت عند مفترق طرق جديدة عرطوز قطنا، تقوم باعتقال الشبان وتعبئتهم بتلك الحافلات. وأشار متحدث آخر من مدينة صحنايا بريف دمشق، إلى أن الدوريات تملأ الطرقات على مفترقات الطرق التي تصلها بالمناطق الأخرى، محذراً شبان المدينة من الخروج منها إلا للضرورة القصوى.
كما أكد مصدر أمني من دمشق، في حديث خاص مع "العربي الجديد"، أن أوامر شفهية وردت عبر وسائل التواصل من القيادات العليا للألوية والفرق في الجيش السوري ومن قيادات الأفرع الأمنية، طالبت شعبة التجنيد العامة بتنظيم أسماء المطلوبين لخدمة العلم الذين أصبحوا في سن الخدمة والمطلوبين الاحتياطيين، وإرسالها إلى شُعب التجنيد في المحافظات، بغية حشد أكبر عدد ممكن لزجهم في المواجهات.
وأشار المصدر أيضاً إلى أن فرع الاستخبارات العسكرية أرسل توجيهات شفهية لقادة العصابات التابعة له في محافظتي درعا والسويداء للتحرك وفق خطة كانت قد رسمت قبل أسابيع، وفق المصدر، من دون معرفة طبيعة هذه التحركات، كاشفاً عن أن الأوامر تقضي بتحرك هذه المجموعات ليلاً وفق توجيهات رؤساء أفرع هذه المحافظات.
وكانت دوريات تابعة للفرقة الرابعة قامت، أول من أمس الاثنين، بحملات مداهمة واعتقال لشبان في سن الخدمة في بلدات الغوطة الشرقية، أبرزها عربين، وزملكا، وعين ترما، حيث اعتقلت نحو 432 شاباً، منهم جامعيون مؤجلون، من دون أي اعتبار لوثائق التأجيل، وفق مصادر "العربي الجديد".
وفي السياق، قالت الناشطة الحقوقية سلام عباس لـ"العربي الجديد"، إن ما تقوم به قوات النظام السوري من اعتقالات تعسفية بهدف زج الشبان في مواجهات الشمال، يُعتبر "انتهاكاً صارخاً لحقوق الإنسان"، وعلى وجه التحديد من هم دون الثامنة عشرة، معتبرة أن النظام بعد انتهاجه سياسة الأرض المحروقة ضد المدنيين في المناطق "المحررة"، أصبح يعمل على حرق ما تبقى من الطاقات الشابة ضمن مناطق سيطرته، ليضمن إفراغ هذه المناطق من الشباب، واحتمالية مقتل عدد كبير منهم في المعارك، الأمر الذي سيضمن له "شد عصب" المدنيين ضد فصائل المعارضة، والتسويق لنفسه على أنه "مخلص للبلاد من الإرهاب".
وناشد "نسر الجبل"، وهو أحد الناشطين في العمل المدني في السويداء، عبر صفحته الشخصية، شبان السويداء، عدم التوجه إلى دمشق خلال هذه الفترة، لأن التعبئة التي تنتهجها الأفرع الأمنية سوف تجعلهم هدفاً دون أي اعتبار، خاتماً حديثه بعبارة واضحة على طريقة أهالي محافظة السويداء "لا تجهدوا بلانا" كناية عما تخلفه هذه الأعمال من مشاكل لا حصر لها.