النظام السوري يصعّد القصف ويحاول اقتحام درعا البلد

النظام السوري يصعّد القصف ويحاول اقتحام درعا البلد

31 اغسطس 2021
النظام عاود القصف بعد هدوء نسبي في درعا البلد(محمد أبازيد/فرانس برس)
+ الخط -

صعّدت قوات النظام السوري من عمليات القصف على درعا البلد مستخدمة صواريخ أرض أرض شديدة الانفجار في ظل محاولات اقتحام من عدة محاور بعد تهديد لأعضاء اللجنة المركزية المفاوضة، ومحاولة النظام فرض شرط الاعتراف برئاسة بشار الأسد، في وقت تعاني منه درعا البلد أزمة على مستوى علاج المصابين من القصف.
وقالت مصادر مطلعة، لـ"العربي الجديد"، إن الفرقة الرابعة التابعة لقوات النظام حاولت اقتحام أحياء درعا المحاصرة من محاور البحار والجمرك القديم وسط تمهيد ناري كثيف حيث تدور اشتباكات مع مسلحي المعارضة في المنطقة.
وأضافت المصادر أن عمليات القصف مستمرة منذ الصباح، حيث استخدمت قوات النظام صواريخ أرض أرض شديدة الانفجار ما تسبب بسقوط جرحى من المدنيين.
وتعاني المنطقة المحاصرة بحسب المصادر، من واقع صحي سيئ نتيجة الحصار المفروض من قوات النظام، وهناك صعوبات كثيرة في تأمين لوازم علاج الجرحى، إضافة إلى وجود نقص في الأطباء والكادر الصحي. وتحاصر قوات النظام المنطقة منذ قرابة شهرين ونصف الشهر وتمنع دخول المساعدات الغذائية والطبية إليها.
وفي الشأن، قال الناشط محمد الحوراني إن النظام السوري يهين وفد أعضاء اللجنة المركزية الممثلين الذين شاركوا في الجولات الأخيرة من التفاوض وآخرها، مساء أمس، بحضور قياديين من اللواء الثامن، مضيفاً أن الإهانة بالكلام حيث لمح ضباط النظام إلى إمكانية ملاحقتهم وقتلهم أيضاً، مؤكداً تعرض الأعضاء سابقاً لمحاولات تصفية واغتيال نتيجة رفضهم مطالب النظام.
وذكر الناشط أن النظام متمسك بالشروط التي يريد تحقيقها، وأضاف إليها شروطاً جديدة من بينها الاعتراف برئاسة بشار الأسد لكل سورية، وقال إن النظام وأثناء تقديم هذا الشرط نصب المدفعية بجانب مقر المفاوضات ونفذ عمليات قصف على درعا البلد وريف درعا الغربي.

وأكدت الناشط أن النظام يريد معاقبة درعا على عدم سماحها بالانتخابات الرئاسية التي أجراها النظام، إذ إن النظام يتعامل مع الوفود بعدم احترام في ظل صمت حليفه الروسي الراعي لعملية التفاوض، وطلب من الأعضاء كممثلين عن المنطقة في آخر جولات التفاوض رفع علم النظام فوق كل المناطق بدرعا، إضافة إلى تنفيذ الشروط القديمة وهي تسليم السلاح وتهجير الرافضين لسلطته من أبناء درعا.
وقابلت اللجنة المركزية كل طلبات النظام بالرفض، في حين حذر الائتلاف الوطني المعارض في بيان له من مغبة ما يقوم به النظام في درعا ومحاولته فرض شروط تعجيزية منها الاعتراف بشرعية رأس النظام.
وقال الائتلاف في بيان له: "الائتلاف الوطني يحذر المجتمع الدولي من التخلي عن مسؤولياته تجاه حماية المدنيين في درعا، وينبّه إلى ما يخطط له النظام والإيرانيون وأنهم يرتكبون ويحضّرون لارتكاب المزيد من الجرائم لإخضاع أهالي حوران رغم كل ما قدموه من مبادرات واستعداد للقبول بحل معقول".
وأضاف أن: "المجتمع الدولي مسؤول عما يخطط له النظام ورعاته، ولا يمكن فهم الصمت الدولي إلا كشراكة في الجريمة، وعليه لا بد من موقف دولي عاجل وفوري وصارم، يشمل رسائل واضحة بضرورة رفع الحصار ووقف القصف بشكل فوري، والعودة لاحترام الاتفاقات التي تم إبرامها في المنطقة مسبقاً".
وحذر الائتلاف الوطني كل دول المنطقة "من تمكين المشروع الإيراني الخبيث في الجنوب السوري، ويؤكد أن أي سكوت عن إبادة وتهجير أهالي درعا هو موافقة ضمنية على هذا المشروع بل هو شراكة فعلية في تمكين المليشيات الطائفية الإرهابية في حوران".


وفي شمالي البلاد، قصف طيران حربي، يرجح أنه روسي، أطراف قرية الإسكان في ناحية عفرين بريف حلب، ضمن منطقة عمليات "غصن الزيتون" الخاضعة للنفوذ التركي. وذكرت مصادر لـ"العربي الجديد" أن القصف تسبب بأضرار مادية في المنطقة فقط. مضيفة أنها المرة الأولى من نوعها التي تتعرض فيها تلك المنطقة لقصف جوي.
وبحسب المصادر، فإن المنطقة المستهدفة تضم معسكراً لـ"فيلق الشام" المدعوم من تركيا والمنضوي في صفوف "الجيش الوطني السوري"، ولم يتبين وقوع خسائر بشرية بسبب الغارة.
وذكرت مصادر، لـ"العربي الجديد"، أن تلك الغارة سبقها قصف من قبل المعارضة على موقع لقوات النظام السوري في محور الفوج 111 بريف حلب الغربي، وأسفر عن وقوع خسائر بشرية من عناصر النظام. وذكرت المصادر أن القصف كان رداً على محاولة النظام إنشاء نقاط متقدمة في المنطقة الخاضعة لوقف إطلاق النار.
في غضون ذلك، وقعت اشتباكات بين الجيش الوطني و"قوات سورية الديمقراطية"(قسد) على محور قرية خفية السالم غربي ناحية تل أبيض بريف الرقة الشمالي الغربي.
وكانت وزارة الدفاع التركية قد أعلنت، مساء أمس، تحييد سبعة من عناصر "قسد" في سورية.

وقالت مصادر، لـ"العربي الجديد"، إن موقعاً لـ"قسد" عند مبنى مديرية الزراعة في بلدة أبوحردوب بريف دير الزور الشرقي تعرض لهجوم من مجهولين أوقع أضراراً مادية، في المقابل اعتقلت "قسد" ثلاثة أشخاص في حملات شنتها بمدينتي الشعفة والشحيل شرق دير الزور.
إلى ذلك، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن مليشيات "فاطميون" التابعة للحرس الثوري الإيراني طردت مدنيين من منازلهم في مدينة العشارة قرب نهر الفرات شرق دير الزور، وحولت منازلهم إلى مقرات عسكرية ومستودعات أسلحة تابعة لها. وذكرت المصادر أن المليشيات استولت على المنازل بقوة السلاح.
ويذكر أن المليشيات المدعومة من إيران تستولي على منازل المدنيين المهجرين كما تستولي على منازل المدنيين بعد طردهم وتقوم بإخفاء مقراتها في مناطق المدنيين بغية حمايتها من القصف الجوي الذي تتعرض له من طائرات التحالف وإسرائيل.