النظام السوري يستنجد بأبناء العشائر لتعويض خسائره في البادية

النظام السوري يضم 300 عنصر من العشائر لـ"الدفاع الوطني"

03 مايو 2021
خسائر فادحة للنظام في البادية السورية (ديلان كولينز/فرانس برس)
+ الخط -

ضم النظام السوري 300 عنصر من أبناء العشائر العربية في دير الزور إلى مليشيات "الدفاع الوطني" التابعة له، قبيل نقلهم إلى جبهات القتال على محاور مختلفة في البادية السورية ضد تنظيم "داعش".
وذكرت مصادر، اليوم الاثنين، لـ"العربي الجديد"، أن مليشيات "الدفاع الوطني"، وبالتعاون مع مجموعة من الشيوخ والوجهاء التابعين للنظام السوري،قامت بتجنيد 300 شخص من أبناء العشائر العربية في المليشيات.
ويسعى النظام إلى تجنيد المزيد من أبناء العشائر بهدف دعم قواته التي تتعرض إلى خسائر فادحة بشكل شبه يومي.

ولفتت المصادر إياها إلى أن قائد "الدفاع الوطني" في دير الزور فراس الجهام ومجموعة من شيوخ القبائل والعشائر العربية كثفوا خلال الأسابيع الأخيرة من دعواتهم للتجنيد في مناطق سيطرة النظام، بالإضافة إلى حملات التجنيد القسري التي يتبعها النظام في المنطقة.
وأوضحت المصادر أن الشباب في المنطقة، وفي ظل تردي الواقع الاقتصادي والأمني، يجدون في الانخراط في مليشيات "الدفاع الوطني" ملاذاً من الاعتقال ومصدراً للأموال أيضاً، وهي الإغراءات ذاتها التي يقوم قائد الدفاع والوجهاء والشيوخ بنشرها في المنطقة.
وبحسب المصادر، فإن مليشيات "الدفاع الوطني" قامت، منذ بداية إبريل/نيسان الماضي وحتى اليوم، بتجنيد قرابة ألف شخص من أبناء العشائر والقبائل العربية وزجهم في جبهات مختلفة، وبخاصة في البادية السورية حيث تدور مواجهات مع خلايا تنظيم "داعش".
ووفق المصادر، فإن النظام لم يعد قادراً على تغطية كافة الجبهات بسبب الخسائر المستمرة في قواته وفرار العشرات منها أيضا، لذلك يلجأ إلى التجنيد الطوعي أو القسري.
وتجرى معظم عمليات التجنيد في مليشيات "الدفاع الوطني" في الوقت الحالي بدعم روسي أو إيراني، حيث تنقسم مليشيات "الدفاع الوطني" بين الطرفين من حيث الدعم المالي المقدم لها، وبالتالي تنقسم في ولائها أيضاً.

تقارير عربية
التحديثات الحية

ويعتمد النظام السوري على فراس الجهام، المعروف بـ"فراس العراقية"، في عمليات التجنيد بالمنطقة، وهو قائد "مركز الدفاع الوطني في دير الزور"، ومتهم من قبل الأهالي بارتكاب انتهاكات بحقهم، وكان النظام قد اعتقله عدة مرات بهدف التحقيق، إلا أنه كان يخرج ويعود لمنصبه.
وتشير المصادر إلى أن الجهام يتعرض للتوقيف بدافع من جهات تدعمها روسيا، حيث يعد الذراع الأكبر لإيران في مدينة دير الزور ومحيطها، وهو من يقوم بالإشراف على حفلات التخريج التي يجريها للمنتسبين الجدد إلى مليشيات "الدفاع الوطني"، ويقوم بالإشراف على معسكرات التدريب وتوزيع الأسلحة، كما يوجه الشيوخ والوجهاء أيضاً.
ولفت المصادر إلى أن الأخير لم يكن من ضباط الجيش سابقاً، إنما كان من أصحاب السوابق وأمضى معظم حياته بين السجن وعمليات السرقة والتهريب، قبل أن يضعه النظام قائداً للعصابات المحلية التي تسمي نفسها "دفاع وطني"، ومع اتساع قوته وسيطرته بات ذراعا لإيران.
وتخضع مدينة دير الزور ومحيطها لمليشيات "الدفاع الوطني" والمليشيات المدعومة من قبل الحرس الثوري الإيراني، كما يخضع قسم منها للمليشيات المدعومة من روسيا، وتتنافس جميع الأطراف على تجنيد أبناء العشائر والقبائل في صفوفها.