النظام السوري يحشد في الساحات لدعم انتخاباته رغم مخاطر انتشار كورونا

النظام السوري يحشد في الساحات لدعم انتخاباته رغم مخاطر انتشار كورونا

19 مايو 2021
الانتخابات مجرد مسرحية للتجديد للأسد (فرانس برس)
+ الخط -

يواصل النظام السوري منذ بداية الأسبوع الجاري حشد الطلاب والسكان والموظفين والعمال في مناطق مختلفة للخروج عبر مسيرات ترفع الأعلام وتؤيد رئيس النظام، بشار الأسد، في الانتخابات الرئاسية التي سيجريها الأربعاء المقبل، والتي ينظر لها كمحطة للتجديد للأسد لولاية رئاسية رابعة مدتها سبعة أعوام.

وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ النظام السوري بعد أن أجبر الأهالي أمس على الخروج في مسيرة مؤيدة له في الساحة الرئيسية بحي بابا عمرو في مدينة حمص، لجأ اليوم إلى إجبار الطلاب في جامعة تشرين باللاذقية على الخروج في مسيرة جديدة.

وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ جمع الناس في بابا عمرو، وهو أحد أشهر الأحياء المعارضة للنظام السوري في مدينة حمص وسط البلاد، تم عن طريق أمناء الفرق الحزبية التابعة لحزب "البعث"، وعن طريق مدراء المدارس ومدراء مؤسسات الدولة، حيث جرى تهديد كل من لا يشارك بالمساءلة.

ووفق المصادر، التي اشترطت عدم ذكر اسمها، فقد لجأ السكان في الحي إلى إشراك الأطفال في المسيرات تخوفاً من المساءلة التي قد يتعرضون لها، وهرباً من التعرض لهم لاحقاً من قبل أمن النظام.

وعمد النظام إلى حشد الناس في الساحة العامة دون الأخذ بعين الاعتبار أي إجراءات احترازية ضد فيروس كورونا المنتشر في عموم المناطق التي تخضع لسيطرته، كما أنه لم يراعِ الأجواء الحارة التي من المحتمل أن تؤثر على كبار السن.

ويعد حشد السكان في بابا عمرو رسالة من النظام السوري إلى معارضيه لما يحمله الحي من رمزية في الثورة السورية ضد النظام في مدينة حمص خاصة وفي عموم سورية.

وفي جامعة تشرين بمدينة اللاذقية قام أمناء فرق حزب "البعث" بالتعاون مع الفروع الأمنية بحشد الطلاب في الساحة الرئيسية وسط الجامعة حيث حشد ما يقارب ألف طالب في الساحة أيضا من دون أخذ أي إجراءات احترازية ضد فيروس كورونا، وبقي الطلاب تحت أشعة الشمس الحارقة يسمعون الخطابات.

بدورها نشرت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" صوراً ومقاطع فيديو من مناطق عديدة في سورية من بينها بانياس، وبابا عمرو، وتدمر، وطرطوس، واللاذقية، وحلب، وحماة وزعمت أنها "تجمعات شعبية في عدد من المحافظات تأكيداً على أهمية الاستحقاق الرئاسي في مواجهة الضغوط الخارجية بكل أشكالها".

وبحسب مصادر "العربي الجديد"، فإنّ فروع الأمن وجهت لبعض المسؤولين الحزبيين في العديد من المناطق طلباً بأن تكون بعض المسيرات مؤيدة للانتخابات وعدم إظهار أنها مؤيدة لبشار الأسد، وذلك للزعم بأنّ هذه المسيرات مؤيدة للاستحقاق في خطوة تأتي ضمن مسرحية الانتخابات التي يجريها النظام.

ويلجأ النظام السوري منذ عهود إلى عمليات الحشد عن طريق مؤسسات الدولة مثل المدارس والجامعات والمشافي والوزارات بتهديد الموظفين والعاملين وإجبارهم على الخروج في المسيرات تحت طائلة التهديد بالفصل أو الملاحقة الأمنية.

المساهمون