جدّد النظام السوري قصفه المدفعي والصاروخي على مناطق متفرقة في شمال غرب البلاد، في وقت توعّد تركيا، التي تنوي شن عملية عسكرية في شمال سورية ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد).
وقال الناشط مصطفى المحمد، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري جددت، اليوم الأربعاء، قصفها المدفعي والصاروخي على مناطق متفرقة في جبل الزاوية بريف إدلب الجنوبي ومناطق في ريف حلب الغربي.
وذكر الناشط أن القصف أدى إلى إصابة شخص بجروح في منطقة كفرتعال غربي حلب، وتحدث أيضا عن وفاة طفلة وإصابة اثنين آخرين جراء حريق اندلع في مخيم الكنائس بمدينة إدلب الخاضعة لسيطرة "هيئة تحرير الشام"، وذكر نقلا عن مصادر أن الحريق ناجم عن تماس كهربائي.
وفي الشأن ذاته، ذكر الدفاع المدني السوري، في بيان له، أن الحريق مجهول السبب، مؤكدا أنه قام بإخماد الحريق الذي التهم عددا من خيم النازحين وقام بتبريد المنطقة ونقل المصابين والضحية إلى الطبابة الشرعية.
النظام يهدد تركيا
من جهتها، نقلت وكالة أنباء النظام الرسمية "سانا" بيانا لقوات الأخير جاء فيه أن "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" تؤكد أن "الجيش العربي السوري على أتم الاستعداد للتصدي لأي عدوان محتمل من قبل النظام التركي على أراضي الجمهورية العربية السورية"، بحسب لغة البيان.
ونقلت الوكالة أيضا أن قوات النظام أجرت تدريبا على القفز المظلي الليلي مع القوات الروسية، وذلك في إطار التنسيق والتعاون والتدريب المشترك بين "الجيشين الصديقين السوري والروسي" على مختلف أنواع المعارك.
وتأتي تدريبات قوات النظام المشتركة مع روسيا والتصريحات من جيش النظام بالتزامن مع تهديدات تركية بشن عملية عسكرية ضد "قسد" في الشمال السوري، كما تأتي بالتزامن مع عمليات تعزيز تقوم بها قوات النظام في مناطق "قسد"، وعمليات تمشيط بري في البادية ضد خلايا "داعش".
إلى ذلك، قالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن دوي انفجارات عنيفة سمع في محيط قاعدة الشدادي التابعة للتحالف الدولي ضد "داعش" جنوب محافظة الحسكة. وذكرت المصادر أن الانفجارات تزامنت مع إطلاق قنابل ضوئية في محيط القاعدة إضافة لتحليق مكثف من طائرة مروحية.
ولم يتبين، وفق المصادر، وقوع هجوم على القاعدة، أو إذا كانت عملية تدريب تحاكي التصدي لهجوم على القاعدة من خلايا تنظيم "داعش". وكانت قوات التحالف قد أجرت سابقا العديد من التدريبات بالتعاون مع "قسد" في المنطقة.
تجدد القصف التركي وتخوف من اقتحام في درعا
في المقابل، أعلنت تركيا، الأربعاء، مقتل وجرح عناصر من مليشيات "قسد" في شمال سورية، فيما شنت طائرة مسيرة يرجح أنها تركية غارة على منطقة تل رفعت التي تتقاسم "قسد" فيها السيطرة مع قوات النظام السوري.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان اليوم، إن قوات الكوماندوز التركية حيدت 25 من عناصر "حزب العمال الكردستاني" و"وحدات حماية الشعب" في عمليات بمناطق "درع الفرات" و"غصن الزيتون" شمالي سورية.
وتعهد الجيش التركي بـ"مواصلة دفن الإرهابيين في الخنادق التي حفروها" وذلك بعد مقتل جنديين تركيين بنيران مدفعية "قسد" مساء أمس الثلاثاء حيث استهدفت قاعدة للجيش التركي في قرية كلجبرين جنوب مدينة أعزاز بريف حلب الشمالي.
وظهر اليوم، قصفت طائرة مسيرة يُرجح أنها تابعة للجيش التركي منطقة في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، وتزامن ذلك مع قصف مدفعي وصاروخي على مناطق في محيط تل رفعت أيضا، ولم يتبين وقوع خسائر بشرية، وفق ما ذكرت مصادر لـ"العربي الجديد".
وجاء التصعيد الأخير عقب تصريحات من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قال فيها إن مناطق "قسد" "بؤرة للإرهاب" واتهم الولايات المتحدة بتدريب "إرهابيين" وتزويدهم بالسلاح في شرق الفرات، في إشارة منه إلى مليشيات "قسد" التي تعتبرها واشنطن شريكة في الحرب على تنظيم "داعش".
وفي هذا الشأن، قالت وكالة أنباء هاوار المقربة من "قسد" إن 6 أشخاص أُصيبوا مساء أمس بجروح في قصف مدفعي تركي طاول قرى وبلدات في ناحية تل رفعت بريف حلب الشمالي مضيفة أن المصابين هم 3 نساء و3 قاصرات.
من جانب آخر، ذكرت مصادر محلية أن عمالا عثروا على مقبرة جماعية تضم رفات عدة أشخاص خلال عمليات حفر للصرف الصحي في مدينة منبج الخاضعة لسيطرة "قسد"، وأضافت أن الرفات الذي عثر عليه كان لأشخاص مكبلين ومعصوبي الأعين، ما يرجح أنهم كانوا معتقلين لدى تنظيم "داعش" سابقا.
في شأن متصل، قالت مصادر مقربة من "قسد" لـ"العربي الجديد" إن الأخيرة اعتقلت ثلاثة أشخاص من عائلة واحدة كانوا قد وصلوا إلى مناطقها بعدما جاؤوا من مخيم الركبان للنازحين في البادية عند الحدود السورية الأردنية. وذكرت المصادر أن الاعتقال جرى في بلدة المنصورة بريف الرقة وكان بهدف تجنيد الثلاثة إجباريا في صفوفها.
تخوف من اقتحام:
وفي الجنوب، قال الناشط "محمد الحوراني" لـ"العربي الجديد" إن هناك حالة تخوف في مدينة طفس بريف درعا من عملية اقتحام قد تنفذها قوات النظام السوري بعد نشر قوات وآليات ثقيلة وقطع طرقات في محيط المدينة. وتحدث الناشط عن انتشار إشاعات تقول إن النظام ينوي اقتحام المدينة وتفتيشها.
وذكر الناشط أن القوات التي جلبها النظام تابعة لـ"الجيش، الفروع الأمنية"، وتضم دبابات وآليات أخرى ثقيلة وأغلقت طريق طفس درعا، موضحا أن الأنباء تفيد بأن النظام يريد اقتحام مناطق معيّنة في المدينة ومحيطها من أجل تفتيشها بحثا عن مطلوبين له.
وبحسب الناشط، يتذرع النظام بوجود مطلوبين له في المدينة من أجل اقتحامها والسيطرة عليها كليا، فيما يرفض معظم الأهالي وضع حواجز ونقاط عسكرية للنظام ضمن المدينة، وهو ما تريده اللجنة الأمنية العسكرية التابعة للنظام. ولفت إلى أن بعض المطلوبين للنظام كانوا قد اُعتقلوا سابقا وأُطلق سراحهم من فروع الأمن.
وكان النظام قد بسط سيطرته على كامل درعا نظريا بعد دخول معظم المناطق فيها في عملية تسوية برعاية روسية خلال السنوات الثلاث الماضية.