النظام السوري يتلاعب بأهالي مخيم اليرموك والحجر الأسود

النظام السوري يتلاعب بأهالي مخيم اليرموك والحجر الأسود

16 ديسمبر 2021
يستمر النظام السوري بالمماطلة في إعادة مهجري اليرموك والحجر الأسود (Getty)
+ الخط -

تواصل سلطات النظام السوري التلاعب بالأهالي في جنوب دمشق، عبر الإعلانات المتكررة عن السماح لهم بالعودة إلى منازلهم التي هُجّروا منها، لكن في الوقت نفسه تصطنع العراقيل عند محاولتهم العودة فعلاً.

وفي هذا السياق، نقلت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، أمس الأربعاء، عن مصادر في مخيم اليرموك قولها، إنّ طلبات عودة الأهالي إلى منازلهم باتت ممكنة من خلال بلدية اليرموك، و"يمكن لكل من يملك عقارا داخل المخيم زيارة مبنى البلدية مصحوباً بأوراق الملكية مصدقة أصولاً مع صورة الهوية الشخصية، ودفتر العائلة، والكرت الأبيض (بطاقة اللاجئ الصادرة عن أونروا)، تمهيداً لأخذ الموافقة بالدخول والخروج".

مخيم اليرموك: ابتزاز باسم عودة مزعومة

ويقول عدد من أبناء المخيم إنهم أخذوا موافقات دخولهم عن طريق الحاجز التابع للأمن العسكري الموجود في شارع 30، وعند سؤالهم عناصر الحاجز عن اعتماد بلدية اليرموك لأخذ الموافقات أجابوا بعدم وصول أي قرار يؤكد لهم ذلك.

ويعاني أهالي مخيم اليرموك النازحون عن منازلهم منذ سنوات من مماطلة الجهات الأمنية التابعة للنظام في منح موافقات الدخول، ناهيك عن قيام عناصر الحواجز الأمنية بابتزاز الأهالي وطلب مبالغ باهظة لقاء السماح لهم بالدخول، وتفقد منازلهم أو تنظيفها، رغم الحصول على الموافقة الأمنية.

وقال الناشط أبومحمد القاعود، المقيم على أطراف مخيم اليرموك، لـ"العربي الجديد"، إنه حاول مرات عدة العودة إلى منزله شبه المدمر في مخيم اليرموك، وحصل على الموافقات المطلوبة ودفع الرسوم المقررة، لكن حتى الآن لم يسمحوا له سوى بالدخول والخروج، دون السماح لأحد بإدخال أي مواد تتصل بإعادة تأهيل المنازل المدمرة والمنهوبة على مدار السنوات الماضية.

وأضاف: "في كل مرة نصل فيها إلى حواجز النظام على أطراف المخيم نتعرض للابتزاز والمحاولات المتكررة من عناصر الحواجز لتحصيل أي مكسب من المُهجّر المنهك أساساً مادياً ومعنوياً، وبعد دخولنا يكون نصيبنا الحسرة على بيوتنا المهدمة وأثاثنا المنهوب".

الحجر الأسود: وعود عبر بوابة أمنية

في سياق متصل، أصدرت سلطات النظام موافقات لنحو 200 عائلة من أهالي منطقة الحجر الأسود المجاورة لمخيم اليرموك، تتيح لها العودة إلى منازلها قريباً.

وذكر موقع "صوت العاصمة" المحلي، أنّ محافظة ريف دمشق، أبلغت الأهالي الحاصلين على الموافقات الأمنية باقتراب إصدارها، موضحة أنّ العودة ستبدأ مع بداية العام المقبل، مشيراً إلى أنّ مجلس المحافظة سلّم 25 عائلة من أهالي الحجر الأسود، موافقات تتيح لها العودة الفورية إلى منازلها، وإعادة تأهيلها والسكن فيها.

وأفاد بأنّ موافقات جديدة ستصدر، مطلع يناير/كانون الثاني المقبل، وتشمل معظم العائلات التي تقدّمت بطلبات الحصول على الموافقات الأمنية للعودة، ممن قدّموا وثائق الملكية ودفعوا رسوم الطلب.

ويقول الأهالي، إنّ الأجهزة الأمنية النابعة للنظام حرمت جميع العائلات التي صدرت برقية اعتقال بحق أحد أفرادها من الأفرع الأمنية أو "محكمة الإرهاب"، من العودة إلى المنطقة، إضافة إلى حرمان المعتقلين السابقين بقضايا "الإرهاب" من الموافقة الأمنية. وتشير مصادر إلى أن معظم الموافقات الأمنية الصادرة عن "فرع فلسطين"، تعود لعائلات عناصر النظام والمليشيات المحلية التابعة لـ"الفرقة الرابعة".

وكان مجلس محافظة ريف دمشق، قد بدأ منذ مطلع سبتمبر/أيلول الفائت، باستقبال طلبات أهالي منطقة الحجر الأسود الراغبين بالعودة إلى منازلهم، للحصول على موافقات أمنية تتيح لهم العودة وإعادة ترميم المنازل، شرط تقديم بيان ملكية المنازل أو العقارات مصدّقة من الجهات المعنية، إضافة لبيان عائلي وصور للبطاقات الشخصية، غير أنه فعلياً، لم تتم أية عودة للأهالي حتى الآن، حيث تشير معطيات إلى أنّ نسبة التدمير الكلي أو الجزئي للممتلكات الخاصة والعامة في المنطقة تتجاوز 80%، بينما لم يتم رفع الردم والأنقاض إلا من الشوارع الرئيسية.

وكانت قوات النظام السوري قد سيطرت على منطقتي مخيم اليرموك والحجر الأسود في ربيع العام 2018. ويقول ناشطون إنّ تلك القوات دمّرت بالطائرات والدبابات والمدفعية عمداً المنطقتين خلال المعارك الوهمية مع تنظيم "داعش" آنذاك، والذي كان يسيطر على المنطقة، وتم ترحيل عناصره الـ 350 إلى ريف محافظة السويداء بعد صفقة مع قوات النظام.

المساهمون