استمع إلى الملخص
- الغارات الإسرائيلية ألحقت أضرارًا كبيرة بالبنية التحتية الحدودية، مما أدى إلى قطع حركة التنقل عبر جسور حيوية، وبدأت أعمال إعادة تأهيل الطريق الدولي بين معبر جديدة يابوس ومعبر المصنع.
- الهجمات الإسرائيلية استهدفت معابر شرعية وغير شرعية، مما أدى إلى مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين، وسط تهديدات إسرائيلية مستمرة باستهداف نقل الأسلحة.
بعد ساعات من إعلان بدء سريان وقف إطلاق النار في لبنان، باشرت سلطات النظام السوري في إعادة تأهيل بعض الجسور على الحدود مع لبنان التي تضررت نتيجة الغارات الإسرائيلية الأخيرة. ونقلت إذاعة "شام إف إم" عن حسان حسن، الأمين العام بمحافظة طرطوس، قوله إنه سيُباشَر بأعمال إعادة تأهيل جسر معبر العريضة الحدودي يوم غدٍ الخميس، ليعود للخدمة بأسرع وقت ممكن، حيث تعرّض الجسر لأضرار جسيمة تسببت في تدميره بالكامل، من الركائز إلى بلاطات الجسر، إضافة إلى تدمير الجسر القديم الموازي له.
ويؤمّن الجسر حركة النقل بين طرفي النهر الكبير الجنوبي، والربط بين محافظة طرطوس والحدود اللبنانية لتبادل حركة تنقّل المدنيين والشحن والنقل البري. وتسببت الغارات الإسرائيلية الأخيرة على المعبر في إصابة 24 شخصاً، وفق وسائل إعلام النظام السوري. كذلك تفقد محافظ حمص، نمير مخلوف، معبر الدبوسية الحدودي وجسر قمار بريف حمص الغربي بعد القصف الإسرائيلي الذي استهدفهما فجر اليوم. وذكرت صحيفة "الوطن" المقربة من النظام أن المحافظ اطلع على حجم الأضرار الكبيرة التي لحقت بالمعبر والجسر وأدت إلى خروجهما عن الخدمة، بسبب تدمير جسريه البيتوني والحديدي، والنقطة الطبية والدوائر الحكومية في المعبر.
وطلب المحافظ توجه الآليات والورشات فوراً للقيام بعمليات التنظيف وإزالة آثار القصف، وتقدير الأضرار التي لحقت بالدوائر الحكومية وأقسام معبر الدبوسية، مشددًا على ضرورة إعادة المعبر إلى وضعه السابق. ووفق وكالة "سانا" التابعة للنظام السوري، فقد ألحق العدوان الإسرائيلي الليلة الماضية أضراراً جسيمة ودماراً كبيراً بجسور الدبوسية وجسر قمار والجوبانية بريف حمص الغربي، والعريضة في طرطوس على الحدود السورية اللبنانية وخروجها عن الخدمة.
وأوضح مدير فرع المؤسسة العامة للمواصلات الطرقية في حمص نبيل عقول، في تصريح للوكالة، أن العدوان الإسرائيلي تسبب بتدمير جسور الدبوسية ومعبر جسر قمار، والجوبانية، التي تُعَدّ جسوراً حيوية للربط بين محافظة حمص والحدود اللبنانية، وبالتالي قطع حركة تنقل المواطنين والسيارات عبر هذه الجسور التي تعتبر شرايين اقتصادية واجتماعية. وأوضح أنه يجري حالياً الكشف عن الأضرار على تلك الجسور تمهيداً لوضع المعالجة المناسبة.
كذلك بدأت آليات مديرية الخدمات الفنية في محافظة ريف دمشق صباح اليوم، بأعمال إعادة تأهيل الطريق الدولي الواصل بين معبر جديدة يابوس ومعبر المصنع على الحدود السورية اللبنانية، وردم الحفر الناجمة عن القصف الإسرائيلي عليه، وفق وكالة "سانا". ونقلت الوكالة عن محافظ ريف دمشق أحمد خليل قوله إنه جُلبَت الآليات اللازمة لإنجاز ذلك، مؤكدًا أن الأعمال ستستمر على مدار 24 ساعة حتى يُعاد فتح الطريق بأسرع وقت.
وبعد القصف الإسرائيلي المتكرر للمعبر، باتت الحركة عليه محدودة، حيث توجد حفرة كبيرة قرب المعبر تمنع مرور السيارات، وبالتالي يضطر المسافرون قبيل الوصول إلى الحفرة، إلى النزول من السيارة وإكمال الطريق سيرًا على الأقدام. وشنّ طيران الاحتلال الإسرائيلي هجوماً جوياً فجر اليوم من اتجاه الأراضي اللبنانية، مستهدفاً المعابر الحدودية بين سورية ولبنان بريف حمص الغربي وطرطوس، وأدى القصف إلى مقتل ستة أشخاص، بينهم عسكريان اثنان والباقون مدنيون، وإصابة اثني عشر آخرين بجروح، منهم أطفال ونساء وعاملون بالهلال الأحمر العربي السوري، ووقوع أضرار مادية كبيرة، وفق ناطق عسكري باسم قوات النظام السوري.
وذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن الغارات طاولت إلى جانب معابر الدبوسية والعريضة وجوسيه، معابر غير شرعية، في منطقة جرود قوسايا، وجرود النبي شيت، القريبة من مدينة سرغايا، والزبداني، في ريف دمشق، ومعابر غير رسمية في وادي خالد، في ريف حمص، وثلاثة جسور على النهر الكبير الفاصل بين سورية ولبنان.
وهناك ستة معابر شرعية تربط بين سورية ولبنان، وهي معبر جديدة يابوس بريف دمشق، والدبوسية وجوسية وتل كلخ ومطربا بريف حمص، والعريضة بريف طرطوس، ويضاف إليها العديد من المعابر غير الشرعية التي يقدَّر أن عددها يصل إلى 17 معبراً. وتأتي محاولات إصلاح المعابر وسط تهديدات إسرائيلية متواصلة باستهداف أية محاولة لنقل أسلحة من سورية إلى لبنان، وكان آخر ذلك تهديد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، خلال كلمة له مساء أمس، في معرض حديثه عن التوصل إلى وقف إطلاق نار في لبنان.