الناطق الرسمي باسم "النهضة" التونسية: الحركة بحاجة إلى مراجعات

الناطق الرسمي باسم "النهضة" التونسية: الحركة بحاجة إلى مراجعات

02 سبتمبر 2021
الحركة بصدد مراجعة مواقفها (Getty)
+ الخط -

قال الناطق الرسمي باسم حركة "النهضة" التونسية فتحي العيادي، اليوم الخميس، إنه "بعد القيام بقراءة في ما حصل في تونس، وتحديدا يوم 25 يوليو/ تموز، فإنه لا بد من ضرورة الانتباه لمطالب الشعب ومطالب أبناء حركة النهضة"، وذلك في إشارة إلى ما يُعرف بـ"القرارات الاستثنائية" التي أعلن عنها الرئيس التونسي قيس سعيّد يوم 25 يوليو الماضي، والقاضية بتجميد عمل البرلمان، وإقالة رئيس الحكومة هشام المشيشي. 

وأكد العيادي، في تصريح لـ"العربي الجديد"، أن "الحركة في حاجة إلى مراجعات، وهذه المراجعات يتم التدرج نحوها من خلال بعض النقاط، ومنها إنجاز المؤتمر في وقته (نهاية العام الحالي)، والحرص على الانفتاح على الشباب على أن يكون الشباب في مؤسسات الحركة القيادية"، مشيرا إلى أن "الحركة مستعدة للبحث عن تسويات سياسية وتغليب الحس الوطني لحل المشاكل العالقة".

وأفاد العيادي بأن "حركة النهضة مقبلة على مراجعات مهمة خلال المرحلة القادمة وقد انطلقت بالمكتب التنفيذي لكي يتلاءم والسياقات الحالية ومع ما تعيشه تونس"، مشدداً بالقول "الوضع تغير وكانت تركيبة المكتب التنفيذي واسعة وحاولت تغطية كل المناصب في الحركة ولكن اليوم هناك وضع جديد ولا بد من الانسجام معه، والحركة بصدد البحث عن المتطلبات الجديدة التي تحتاجها البلاد وتحتاجها حركة النهضة لكي تستعيد ثقة الشعب فيها".

وأكدت حركة "النهضة"، في بيان لها مساء أمس الأربعاء، خلال الاجتماع الأخير لمكتبها التنفيذي المنحل، أنها تتحمل المسؤولية إلى جانب الأطراف الذين حكمت معهم وذلك بحسب حجمها في المشاركة في الحكم وإدارة البلاد.

وبينت "النهضة" أنها تتفهم غضب الشارع ومستعدة للتقييم الجدي والموضوعي وإجراء مراجعات عميقة خلال مؤتمرها القادم بما يحقق التجديد في الرؤية والبرامج وفتح الآفاق أمام الشباب لتطوير الحركة.

وفي تصريحه لـ"العربي الجديد"، بيّن العيادي أن "الثقة حاليا مهتزة في جميع الأحزاب، ومن باب المسؤولية أن تقوم الأحزاب بالمراجعات المناسبة"، مؤكدا أن "النهضة تتحمل جزءا من المسؤولية، وهناك أطراف أخرى أيضا مسؤولة عما آل إليه الوضع".

وتابع قائلا "رئيس الجمهورية يتحمل بدوره جزءا من المسؤولية، لأنه عطل عمل مؤسسات الدولة، ولم تتمكن هذه المؤسسات من العمل بالشكل المطلوب، وخاصة رئاسة الحكومة، التي عانت حالة من الشلل وأصبحت عاجزة عن القيام بأي تغيير، فلو نتواضع ونعترف جميعا بالمسؤولية، كل حسب مساهمته في إدارة الحكم، فإنه يمكن المضي قدما".

وأضاف الناطق الرسمي باسم "النهضة" أنه "يمكن استغلال هذه الفرصة لتجديد الحياة السياسية وتطوير الأحزاب وترك المجال للشباب والاهتمام بقضايا الوطن والتركيز على تحقيق مطالب التونسيين وتحقيق جزء من الرفاه لهم، وهي قضية أساسية يجب أن تشتغل عليها الأحزاب مستقبلا".

وأشار إلى أن "الوضع الحالي مقلق للجميع وليس للأحزاب فقط، لأنه لا يمكن للبلاد أن تسير دون مؤسسات ودون حكومة ورئاسة حكومة، فهي جزء من هذه المؤسسات، وبالتالي لا بد من إعلان تشكيل الحكومة في أقرب وقت، على أن يراعي هذا وضع البلاد، وخاصة أن إدارة الدولة بهذه الطريقة غير مفيدة وأن أكثر ما يخشى هو تفكك مؤسسات الدولة".

المساهمون