الموريتاني القاسم واين مبعوثاً أممياً جديداً إلى مالي

الموريتاني القاسم واين مبعوثاً أممياً جديداً إلى مالي

16 مارس 2021
شغل واين العديد من المناصب القيادية في الاتحاد الأفريقي (ألبين لور جونز/ Getty)
+ الخط -

عيّن الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، أمس الإثنين، الدبلوماسي الموريتاني القاسم واين ممثلاً خاصاً جديداً له، ورئيساً لبعثة الأمم المتحدة المتكاملة لتحقيق الاستقرار في مالي "مينوسما"، ليدير بذلك إحدى أكبر عمليات حفظ السلام للمنظمة الأممية. وفي ظلّ خبرته الواسعة التي تمتد لربع قرن في مجال منع النزاعات والوساطة وحفظ السلام، ولا سيما عمله في هذا الشأن ضمن الاتحاد الأفريقي، تبرز تساؤلات اليوم حول الدور الذي يمكن أن يؤديه واين عبر منصبه الجديد في إطار الجهود الأممية للسلام في مالي بعدما فشلت "مينوسما" في تحقيق ذلك بعد نحو عقد من بدء مهماتها في مالي، ومدى إمكانية الحد من التوترات الأمنية الكبيرة في هذا البلد الذي عرف أخيراً توترات سياسية، أضيفت إلى تلك الأمنية الناتجة عن انتشار المجموعات المسلحة والمتطرفة.
ويخلف واين التشادي محمد صالح النظيف، الذي أمضى في المنصب 5 سنوات. وقد أعرب غوتيريس، وفق بيان صادر عن المتحدث الرسمي باسمه ستيفان دوجاريك، عن "امتنانه لمساهمة النظيف القيمة في جهود السلام والمصالحة في مالي".

يتمتع القاسم واين بخبرة 25 عاماً في مجال منع النزاعات

وقالت الأمم المتحدة إن القاسم واين يتمتع بخبرة 25 عاماً في مجال منع النزاعات والوساطة وحفظ السلام؛ وقد تولى خلال مسيرته المهنية مناصب في منظمات دولية، ولا سيما الاتحاد الأفريقي بين 2009 و2015 ومن ثم من 2017 إلى 2019 وفي قسم عمليات السلام في الأمم المتحدة، حيث شغل منصب مساعد الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام من 2016 إلى 2017. وفي الاتحاد الأفريقي، شغل منصب رئيس الأركان وكبير مستشاري رئيس مفوضية الاتحاد (2017-2019)، فضلاً عن شغله العديد من المناصب القيادية الأخرى في الاتحاد، بما في ذلك منصب مدير السلام والأمن بمفوضية الاتحاد الأفريقي ورئيس شعبة إدارة النزاعات، بعد أن ساهم في تطوير استراتيجية وسياسة الاتحاد الأفريقي الرئيسية بشأن منع النزاعات وحلها، وكذلك مشاركته في الوقاية من النزاعات، وعمليات الوساطة وبناء السلام في جميع أنحاء القارة.
وقد أجرى واين لحساب الأمم المتحدة في الأشهر الأخيرة، على رأس فريق، دراسة استراتيجية مستقلة لمهمة الأمم المتحدة للسلام في جنوب السودان، وهي من أكثر العمليات كلفة للمنظمة في العالم، وأوصى بخفض عديدها، إلا أن مجلس الأمن الدولي لم يأخذ بتوصيته هذه. وأوضحت الأمم المتحدة أن واين "معروف بولائه للاتحاد الأفريقي ودعمه حلولاً أفريقية للمشاكل الأفريقية".

وواين حاصل على درجة الماجستير في القانون العام الدولي والعلاقات الدولية، ودرجة الدراسات العليا في الدراسات الدولية والأوروبية، ويجيد اللغتين الفرنسية والإنكليزية.
وبينما يحلّ واين مكان وزير خارجية التشادي السابق محمد صالح النظيف، يرجح أن يتولى هذا الأخير إدارة مكتب الأمم المتحدة لغرب أفريقيا والساحل ومقره في دكار. وتضم بعثة الأمم المتحدة في مالي (مينوسما) نحو 14,500 عسكري وشرطي منتشرين في البلاد. وفي عهد إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، غالباً ما أخذت الولايات المتحدة على هذه البعثة، والتي يجدد لها سنوياً في يونيو/ حزيران، أنها ليست الأداة المناسبة لحل الأزمة في مالي.
وكانت قد أنشئت البعثة الأممية لتحقيق الاستقرار في مالي في 25 إبريل/ نيسان 2013، خلفاً لبعثة الدعم الدولي لمالي تحت القيادة الأفريقية. وقادها وقتها وزير الخارجية الهولندي الأسبق بيرت كوندرز (2013 – 2015)، ثم بعده الدبلوماسي التونسي منجي حامدي (2015 – 2016) ثم النظيف (2016 – 2021).

تضم بعثة الأمم المتحدة في مالي نحو 14,500 عسكري

وكان قد انطلق نشاط "مينوسما" رسمياً في 1 يوليو/ تموز 2013، ومنذ ذلك الحين تعرضت للكثير من الهجمات الدامية، لا بل إنها تعدّ من أكثر بعثات حفظ السلام تعرضاً للهجمات في العالم؛ وقد قتل 6 جنود منها على الأقل منذ بداية العام الحالي وأكثر من 200 من جنودها منذ إنشائها.
وتقتصر مهمة البعثة على حفظ السلام، وهي لا تملك تفويضاً بشنّ عمليات هجومية، في الوقت الذي تواصل فيه المجموعات المسلحة ولا سيما في المناطق الريفية في شن هجماتها التي تستهدف قوات الأمن المالية والزعماء الذين يخالفونها، بينما فشلت فرنسا، التي أطلقت عملية "برخان" العسكرية في مالي منذ 2014 بهدف القضاء على الجماعات المسلحة في منطقة الساحل والحدّ من نفوذها، في تحقيق ذلك. وأمام هذا الواقع، يعود الحديث عن الدور الذي يمكن أن تؤديه البعثة تحت قيادة واين لإحلال السلام في مالي، لا سيما مع تواتر الحديث في الفترة الأخيرة عن وجود نيّة سياسية للتفاوض مع بعض المجموعات المسلحة.
(العربي الجديد، فرانس برس، الأناضول)