توفي رئيس الوزراء المصري السابق كمال الجنزوري عن عمر ناهز 88 عاماً، اليوم الأربعاء، إثر احتجازه منذ أيام في مستشفى القوات الجوية بالقاهرة، جراء معاناته من بعض الأمراض المزمنة، فيما لم تعلن أسرته حتى الآن ما إذا كانت الوفاة ناتجة عن إصابته بفيروس كورونا من عدمها.
ولد الجنزوري في 12 يناير/ كانون الثاني عام 1933 بقرية جروان، التابعة لمركز الباجور في محافظة المنوفية، وشغل العديد من المناصب الهامة في الدولة خلال عهدي الرئيسين الراحلين أنور السادات، والمخلوع حسني مبارك، ومنها مدير معهد التخطيط القومي، ومحافظ الوادي الجديد، ومحافظ بني سويف، ووزير التخطيط، ونائب رئيس الوزراء.
شغل الجنزوري منصب رئيس الوزراء في مصر مرتين، الأولى في عهد مبارك خلال الفترة من يناير/ كانون الثاني عام 1996 حتى أكتوبر/ تشرين الأول عام 1999، والثانية في أعقاب ثورة 25 يناير (فترة حكم المجلس العسكري)، في الفترة من نوفمبر/ تشرين الثاني 2011 حتى يوليو/ تموز 2012.
واجه اختياره في منصب رئيس الحكومة عام 2011 رفضاً واسعاً من القوى الثورية، آنذاك، باعتباره أحد رموز نظام حكم مبارك، والحزب الوطني الحاكم في عهده، في وقت تجاهل فيه المجلس العسكري تسمية هذه القوى ثلاثة مرشحين للمنصب للاختيار من بينهم، وهم عبد المنعم أبو الفتوح، ومحمد البرادعي، وحمدين صباحي.
وأعلنت قوى شبابية من قلب ميدان التحرير (أيقونة الثورة)، أن الجنزوري ليس ضحية نظام مبارك، كما يقدم نفسه لوسائل الإعلام، لأنه مسؤول عن المشروعات الكبرى الفاشلة خلال السنوات الأربع التي تولى فيها رئاسة الحكومة، وعلى رأسها مشروع مفيض توشكى، فضلاً عن إهداره أراضي الدولة بتوزيعها على رجال الأعمال، الأمر الذي جسد انتهاكاً صارخاً للدستور.
وقعت أحداث مؤسفة بعد ساعات فقط من توليه منصب رئيس الوزراء للمرة الثانية، ففي صباح اليوم التالي من تكليف الحكومة، دهست سيارات الشرطة الشاب أحمد سرور (19 عاماً)، في محاولة لفض اعتصام المتظاهرين ضد تكليفه أمام مبنى مجلس الوزراء، وبعدها وقعت أحداث مجلس الوزراء التي راح ضحيتها 16 مصرياً، وأنكر الجنزوري استخدام الأمن للعنف حينها.
في الأول من فبراير/ شباط 2012، وقعت أحداث مذبحة استاد بورسعيد، التي راح ضحيتها ما يزيد على 74 مشجعاً، وعشرات المصابين، بعد اعتداء مسلحين بالأسلحة البيضاء على مشجعي النادي الأهلي في مباراته لكرة القدم أمام النادي المصري، وسط اتهامات لأجهزة الأمن بـ"التواطؤ" في المذبحة.
عينه الرئيس المؤقت السابق، عدلي منصور، مستشاراً له للشؤون الاقتصادية من دون صلاحيات معلنة، عقب انقلاب الجيش على الرئيس المنتخب الراحل محمد مرسي، في 3 يوليو/ تموز 2013، وأعلن تأييده لاحقاً لترشح قائد الجيش عبد الفتاح السيسي في منصب رئيس الجمهورية، والذي طالما دعاه لحضور المناسبات والاحتفالات الرسمية خلال السنوات الماضية، بوصفه أحد رجال الدولة.