المنسق الأوروبي إلى فيينا لاستئناف مفاوضات النووي ووفد إيران يتبعه

المنسق الأوروبي إلى فيينا لاستئناف المفاوضات النووية ووفد إيران يلتحق به خلال ساعات

03 اغسطس 2022
إنريكي مورا منسق مفاوضات فيينا النووية (فرانس برس)
+ الخط -

أكد نائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، إنريكي مورا، الذي يتولى تنسيق مفاوضات فيينا النووية بين طهران والمجموعة الدولية، أنه في طريقه إلى العاصمة النمساوية للتباحث بشأن العودة إلى الاتفاق النووي.

وقال مورا في تغريدة: "في طريقي إلى فيينا لبحث خطة العمل المشتركة الشاملة (الاتفاق النووي) لأجل العودة إلى تنفيذها الكامل على أساس نص المنسق المقترح في 20 يوليو/تموز". وختم تغريدته بالقول: "ممتن للغاية للسلطات النمساوية".

من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، في إفادة صحافية، إن الوفد الإيراني المفاوض برئاسة كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، سيتوجه خلال الساعات المقبلة إلى فيينا للمشاركة في المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي.

وأضاف كنعاني أن "هذه الجولة من المفاوضات ستجري كالسابق مع منسق الاتحاد الأوروبي"، مشيرا إلى أنها ستبحث "الأفكار المطروحة من قبل الأطراف، منها الأفكار التي طرحتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية".

وأكد كنعاني أن بلاده لديها "العزم والإرادة للتوصل إلى اتفاق مستدام يضمن حقوق الشعب الإيراني ومصالحه"، معربا عن أمله في أن "تتخذ الأطراف الأخرى القرارات اللازمة وتركز بشكل جاد على حل القضايا المتبقية وتحضر الظروف لتقدم المباحثات بشكل مؤثر".

وكان كنعاني، قد أعلن، الإثنين الماضي عن أن الجولة القادمة من المفاوضات النووية قد تنعقد خلال الفترة المقبلة، متوقعاً أن يتم تحديد موعدها قريباً.

في 20 يوليو/تموز الماضي، اقترحت الممثلة العليا للسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، مسودة اتفاق على الطرفين الإيراني والأميركي، لكنهما لم يعلنا عن رأيهما فيها رسميا.

وقال كنعاني خلال مؤتمره الصحافي الإثنين الماضي إن طهران درست بـ"دقة" المقترح الذي قدمه مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مضيفا: "قدمنا تعليقاتنا عليه".

وأكد المتحدث الإيراني أن بلاده ترحب بأي أفكار ومقترحات تهدف إلى التوصل إلى اتفاق.

والسبت الماضي، كشفت مصادر مقرّبة من المفاوضات النووية غير المباشرة بين إيران والولايات المتحدة، الجارية بوساطة الاتحاد الأوروبي وأطراف خليجية، عن أن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان وبوريل بحثا خلال اتصالهما الهاتفي الأسبوع الماضي، استئناف المفاوضات النووية.

وأشارت المصادر خلال حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن عبد اللهيان وبوريل بحثا كذلك عقد مباحثات حضورية بين كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني ونائب مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا.

وقالت المصادر نفسها إن وزير الخارجية الإيراني، أبلغ بوريل، "تحفظات" بلاده بشأن المقترح الأوروبي، و"انفتاحها" في الوقت ذاته على مقترحات وأفكار تهدف إلى إتمام المفاوضات النووية والتوصل إلى اتفاق، مطالبا إياه بإجراء المزيد من النقاش بشأن الأفكار الأوروبية وما تطرحه طهران أيضاً للوصول إلى حلول مشتركة للقضايا العالقة.

والأحد الماضي، قال كبير المفاوضين الإيرانيين، علي باقري كني، إن بلاده قدمت "أفكاراً جديدة" إلى الأطراف الأخرى بمفاوضات فيينا النووية، مضيفا أن هذه الأفكار تهدف إلى تمهيد الطريق لإتمام المفاوضات.

وأضاف باقري كني في تغريدة: "قدمنا أفكاراً مقترحة شكلا ومضمونا إلى الأطراف الأخرى لأجل تمهيد الطريق لإتمام مفاوضات فيينا بشكل سريع"، مؤكدا أن هذه المفاوضات "تهدف إلى إصلاح الظروف المعقدة الضارة الناجمة عن الانسحاب الأحادي الأميركي غير القانوني" من الاتفاق النووي.

وتستأنف المفاوضات النووية على وقع سجال جديد بين طهران وواشنطن، بعد فرض الأخيرة عقوبات جديدة على إيران، استهدفت كيانات وشركات تساعد الحكومة الإيرانية في بيع النفط والالتفاف على العقوبات، إذ ردت إيران على الخطوة الأميركية، بتشغيل المئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة في منشأة "نطنز" النووية في أصفهان.

وقال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، الثلاثاء، إن تشغيل بلاده المئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة عبر ضخ الغاز إليها، كان رداً على العقوبات الأميركية الجديدة ضد شركات في الإمارات وسنغافورة والصين على صلة بإيران.

وأكد لوسائل الإعلام الإيرانية، أن واشنطن "لن تحصل على تنازلات" على طاولة التفاوض عبر هذه الإجراءات، داعياً إياها إلى "ترك مطالبها المبالغ فيها". وأضاف وزير الخارجية الإيراني أن طهران "جادة" في التوصل إلى اتفاق "قوي"، مهدداً بأنها "لن تقف مكتوفة الأيدي إذا واصل الطرف الأميركي هذا المسار".

وانطلقت مفاوضات فيينا النووية في إبريل/ نيسان 2021، لكنها ما زالت تراوح مكانها، منذ أن توقفت في 11 مارس/ آذار الماضي. ومنذ ذلك الحين، تستمر بصيغة مفاوضات غير مباشرة عن بعد بين طهران وواشنطن، عبر ممثل الاتحاد الأوروبي إنريكي مورا، المكلف بتنسيق شؤون المفاوضات وأطراف إقليمية أخرى.

وأواخر يونيو/ حزيران الماضي، أجرى الوفدان الإيراني والأميركي مفاوضات غير مباشرة في الدوحة من خلال المنسق الأوروبي، وفيما تؤكد إيران أنها كانت "إيجابية"، عبّرت الإدارة الأميركية عن خيبة أملها من نتائجها.