استمع إلى الملخص
- أكد المسؤولون العراقيون والإيرانيون على أهمية التعاون المشترك لمواجهة التحديات الإقليمية، مع التركيز على الحوار البناء لحل الأزمات، وتقوية التواصل والحوارات المشتركة إقليمياً ودولياً.
- تناولت المباحثات دور العراق في صياغة علاقات إيران مع المحيط العربي وسورية، وضبط الفصائل المسلحة العراقية، وأهمية التعاون في تثبيت دعائم السلام والاستقرار في المنطقة.
قال مسؤولون عراقيون، إنّ مباحثات نائب الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية محمد جواد ظريف مع المسؤولين العراقيين، خلال زيارته إلى بغداد التي بدأها أمس الخميس وتستمر ثلاثة أيام، ركّزت على العلاقة مع سورية، وملف الفصائل العراقية المرتبطة بإيران. ولم تعلن بغداد عن وقت وصول ظريف، الذي التقى الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، ورئيس الوزراء محمد شياع السوداني، وزعيم تيار الحكمة عمار الحكيم، فضلاً عن مسؤولين آخرين من بينهم ممثل بعثة الأمم المتحدة في العراق محمد الحسان.
ووفقاً لمصدر سياسي عراقي مطلع، فإنّ "الملف السوري، وقضية الفصائل العراقية والإجراءات الأخيرة للإدارة الأميركية الجديدة، هيمنت على مباحثات ظريف مع المسؤولين العراقيين". وقال المصدر لـ"العربي الجديد"، مشترطاً عدم ذكر اسمه، إنّ "ظريف استعرض مع السوداني تأثيرات سقوط نظام بشار الأسد، وخطورة الوضع الأمني وإمكانية تجدد نشاط داعش"، مشدداً على ضرورة استمرار التعاون العراقي الإيراني بهذا الصدد.
وأشار إلى أنّ "المسؤول الإيراني أكد للسوداني حرص إيران على إعادة علاقات بلاده مع سورية، وأن يكون للعراق دور في ذلك"، مبيناً أنّ "ظريف أكد للسوداني حساسة الظرف الحالي، وأنّ العراق وإيران بحاجة إلى الحفاظ على الهدوء والاستقرار بالمنطقة، وأنّ هناك ضرورة لضبط الفصائل المسلحة العراقية والتزامها بالهدنة مع واشنطن وعدم استفزازها بأي هجمات"، لافتاً إلى أنّ "الخطاب الإيراني الحالي، يركّز على الهدوء في جميع الاتجاهات، وأن إيران تطمح مستقبلاً لأن يلعب العراق دوراً في صياغة علاقاتها مع المحيط العربي ومع سورية تحديداً، فضلاً عن واشنطن، وفقاً للمصالح المتبادلة".
من جانبه، أكد المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء العراقي، في بيان، أمس الخميس، أنّ لقاء السوداني مع ظريف، شهد "بحث العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز الشراكة في مختلف المجالات، فضلاً عن بحث آخر التطورات على المستوى الإقليمي، وأهمية تنسيق المواقف والخطوات بما يصبّ في دعم الأمن والاستقرار الدوليين". وأكد السوداني، بحسب البيان، "أهمية تعزيز التعاون المشترك، والتنسيق إزاء ما تشهده المنطقة من تحديات وتطورات، وتقوية التواصل والحوارات المشتركة إقليمياً ودولياً، لإيجاد حلول مستدامة للقضايا والأزمات التي تعاني منها المنطقة، وضمان حقوق الشعوب".
رئيس مجلس الوزراء السيد محمد شياع السوداني يستقبل نائب رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية للشؤون الستراتيجية السيد محمد جواد ظريف والوفد المرافق له.
— المكتب الإعلامي لرئيس الوزراء 🇮🇶 (@IraqiPMO) February 6, 2025
وجرى استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، وسبل تعزيز الشراكة في مختلف المجالات، فضلاً عن البحث في آخر التطورات على المستوى… pic.twitter.com/ksuu2H3BPq
وبحسب بيان آخر صادر عن مكتب الرئيس العراقي، فإنّ محمد جواد ظريف التقى الرئيس عبد اللطيف رشيد، وأشار البيان إلى أنّ الرئيس أكد "أهمية اعتماد الحوار البنّاء والمنتج في حل القضايا والأزمات التي تواجه دول المنطقة"، مشيراً إلى أنّ "العراق يرتبط بعلاقات جيدة مع دول الجوار والعالم، وانطلاقاً من دوره المحوري، فقد سعى إلى تعزيز فرص السلام وتقريب وجهات النظر بين الأطراف الإقليمية".
من جانبه، أشار نائب الرئيس الإيراني إلى "عمق العلاقات العراقية الإيرانية، وأن الأواصر الدينية والجغرافية والاجتماعية والتاريخية تربط الشعبين الجارين"، وفق البيان، مؤكداً على "الدور المهم للبلدين في تثبيت دعائم السلام والاستقرار عربياً وإقليمياً"، وجدد دعم بلاده لـ"العراق في الدفاع عن أمنه وحماية سيادته واستقلاله". كما التقى محمد جواد ظريف مع رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم، وقد أكد الأخير، وفق بيان لمكتبه، أمس الخميس، أهميةَ أن "تضطلع دول المنطقة بصياغة الحلول للتوترات التي تشهدها"، مشدداً على "أهمية أن يحظى الشعب السوري بفرص عادلة في التعبير عن إرادته وتكوينه الديمغرافي وكتابة دستوره".
استقبلنا معاونَ الرئيس الإيراني للشؤون الاستراتيجية، وزيرَ الخارجية الإيرانية الأسبق الدكتور محمد جواد ظريف، والوفدَ المرافقَ له، وتداولنا في تطورات المشهد السياسي في المنطقة، فضلاً عن العلاقات الثنائية بين بغداد وطهران.
— Ammar Al-Hakim | عمار الحكيم (@Ammar_Alhakeem) February 5, 2025
أكدنا أهميةَ أن تضطلع دولُ المنطقة بصياغة الحلول للتوترات… pic.twitter.com/RV0lQlYDQw
وكان مصدر مسؤول في وزارة الخارجية العراقية، قد أكد، لـ"العربي الجديد"، أول أمس الأربعاء، أنّ ظريف سيبحث في بغداد مع المسؤولين العراقيين والقيادات السياسية من مختلف المكونات العراقية ملفات سياسية وأمنية مشتركة وأخرى تتجاوز نطاق البلدين، كما سيبحث مع قادة الفصائل المسلحة، القريبة من طهران تهدئة الأوضاع والتأكيد على ضرورة الالتزام بتوجهات الحكومة العراقية.
وتأتي زيارة ظريف بعد يومين فقط من زيارة أجراها رئيس البرلمان العراقي محمود المشهداني إلى طهران، بحث خلالها عدداً من الملفات المشتركة بين البلدين، وبعد زيارة أجراها رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني إلى طهران، مطلع الشهر الماضي، وبحث خلالها تطورات المنطقة، فضلاً عن الجوانب الأمنية والاقتصادية، وفق البيانات الرسمية.