المقاومة تسلّم الدفعة السادسة من المحتجزين الإسرائيليين: رسائل بكلّ اللغات
استمع إلى الملخص
- شهدت عملية التسليم توتراً بسبب تهديدات الرئيس الأمريكي ترامب، لكن الإفراج استمر بفضل جهود الوسطاء، مع دعوات من المفرج عنهم لحكومة نتنياهو للعمل على الإفراج عن جميع المحتجزين.
- أكدت حماس أن المفاوضات هي السبيل للإفراج عن المحتجزين، مشددة على ضرورة التزام الاحتلال بالاتفاقات، وأن القدس والأقصى خط أحمر.
سلّمت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم السبت، الدفعة السادسة من المحتجزين الإسرائيليين لديها منذ بداية عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، خلال عملية تسليم في مدينة خانيونس جنوبي القطاع.
وتخلل عملية التسليم هذا الأسبوع انتشار مكثف لعناصر كتائب القسام وسرايا القدس الذراعين العسكريين لحركة حماس والجهاد الإسلامي، حيث تم تسليم محتجز يحمل الجنسية الروسية، وهو ساشا ألكسندر تروبنوف، ومحتجز يحمل الجنسية الأميركية، وهو ساغي ديكل حن، بالإضافة إلى المحتجز الإسرائيلي يائير هورن.
#شاهد| لحظة إفراج المقاومة عن الأسرى الإسرائيليين الثلاثة وخروجهم إلى المنصة لاستكمال إجراءات التسليم للصليب الأحمر. pic.twitter.com/PCLLLE79Tb
— المركز الفلسطيني للإعلام (@PalinfoAr) February 15, 2025
وانتشر العناصر على مقربة من منزل رئيس المكتب السياسي السابق لحركة حماس يحيى السنوار، الذي استشهد في اشتباك مع قوات الاحتلال في أكتوبر 2024، في مدينة رفح، فيما بدا لافتاً حمل المقاومين أسلحة حصلوا عليها يوم عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023. وشهدت منصة التسليم سلسلة من الرسائل التي بدت لافتة هذا الأسبوع، حيث وُضعت صورة تحمل مشهد التحرير والدخول للقدس، وأعلام الدول العربيةـ مثل لبنان، ومصر، واليمن، والأردن، والسعودية، فيما كُتب فوق الأعلام باللغات الثلاث العربية والإنكليزية والعبرية: "يا قدس نحن جنودك".
وفي لافتة أخرى حملت رسالة للإدارة الأميركية، وتحديداً الرئيس دونالد ترامب، ظهرت صورة السنوار وهو يجلس لحظة استشهاده، فيما كان في الأمام طفل يحمل علم فلسطين وصورة المسجد الأقصى، كُتب عليها "لا هجرة إلا للقدس"، في رسالة واضحة لرفض مخططات التهجير التي يسعى ترامب لفرضها. وكان لافتاً وضع المقاومة الفلسطينية لافتة تحمل صوراً جوية لمستوطنات غلاف غزة، وعدد من المنشآت والقواعد العسكرية التي هاجمتها المقاومة يوم هجوم السابع من أكتوبر 2023، حيث وضع عليها "عبرنا مثل خيط الشمس"، في إشارة لسهولة عملية العبور التي نفذها مقاتلو "القسام" والفصائل الفلسطينية صباح ذلك اليوم.
تغطية صحفية | ردًا على مخططات ترامب ونتنياهو لتهجير أهالي غزة.. رفع لافتة بعنوان "لا هجرة إلا للقدس" على منصة تسليم أسرى الدفعة السادسة في خان يونس pic.twitter.com/RXfD7txrZJ
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) February 15, 2025
أما المشهد الذي كان مغايراً، فهو وضع مجسم صغير للأسير متان ووالدته عيناف تسنجأوكر على منصة التسليم مع عبارة "الوقت ينفد"، إلى جانب ساعة رملية، سُلّمت لأحد المحتجزين الإسرائيليين لينقلها لها بعد وصوله إلى الأراضي المحتلة عام 1948. وتُعتبر والدة الأسير متان المتحدثة باسم عوائل المحتجزين الإسرائيليين، ومن ضمن الفاعلين في حراك عوائل المحتجزين منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى، وسبق أن هاجمت الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نتنياهو عدة مرات على خلفية قتل المحتجزين، واستمرار الحرب.
ومع تسليم "القسام" و"سرايا القدس" لثلاثة محتجزين إسرائيليين، يكون الاحتلال قد تسلم 19 محتجزاً ومحتجزة إسرائيليين، فيما تبقى 6 محتجزين أحياء و8 محتجزين جثثاً سيتم تسليمهم خلال الأسابيع المقبلة في إطار اتفاق وقف إطلاق النار. وشهد الأسبوع الماضي، توتراً كبيراً في عملية التسليم، حين أعلن الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة تأجيل تسليم هذه الدفعة حتى إشعار آخر، بفعل الخروقات الإسرائيلية، وعدم تنفيذ البرتوكول الإنساني.
وتعقّد المشهد بشكل أكبر بعد إطلاق الرئيس الأميركي ترامب تهديدات كبيرة، من ضمنها أنه سيفتح أبواب الجحيم على غزة في حال لم تفرج المقاومة و"حماس" عن جميع المحتجزين الأحياء والجثث السبت، إلا أن اتصالات قام بها الوسطاء أفضت للإعلان عن استمرار عملية الإفراج عن الدفعة السادسة. وخلال عملية التسليم اليوم، تحدث المحتجزون الإسرائيليون الثلاثة في كلمات مقتضبة، حيث طلب المحتجز الإسرائيلي ساغي ديكل حن المفرج عنه، حكومة بنيامين نتنياهو بفعل كل شيء لاستمرار الصفقة، والإفراج عن جميع المحتجزين. أما المحتجز الإسرائيلي يائير هورن المفرج عنه، فقال إنه "يجب إعادة جميع المخطوفين إلى منازلهم ولا مزيد من الوقت لديهم"، فيما دعا المحتجز الإسرائيلي ساشا تروبنوف المفرج عنه إلى عدم نسيان بقية المحتجزين الإسرائيليين.
"حماس": المفاوضات الطريق الوحيد للإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين
إلى ذلك، قال الناطق باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع إن استئناف عملية التبادل جاء وفق التزام الحركة والمقاومة الفلسطينية مع الوسطاء، والحصول على ضمانات لإلزام الاحتلال بالاتفاق خلال الفترة المقبلة. وأضاف القانوع لـ"العربي الجديد"، أن حركة حماس تنتظر البدء بتنفيذ الاحتلال للبروتوكول الإنساني بناءً على وعد الوسطاء للحركة وضماناتهم لذلك، مشيراً إلى أن موقف الحركة وجهود الوسطاء أفضت لإلزام الاحتلال، والاتصالات مستمرة لمتابعة ذلك، واستعداداً لمفاوضات المرحلة الثانية.
وشدد الناطق باسم حركة حماس على أنه لا بدائل أمام الاحتلال للإفراج عن باقي أسراه إلا تنفيذ كامل بنود اتفاق وقف إطلاق النار، لافتاً إلى أن "اتفاق وقف إطلاق النار له ارتدادات تعصف بمستقبل حكومة نتنياهو كما معركة طوفان الأقصى.
من جهتها، قالت حركة حماس إن "حضور صورة القدس والأقصى، والحشود الجماهيرية في عملية تسليم أسرى العدو رسالة متجدّدة للاحتلال وداعميه أنهما خط أحمر"، لافتة إلى أن "إطلاق سراح الدفعة السادسة من أسرى العدو، تأكيدٌ أن لا سبيل للإفراج عنهم إلا بالمفاوضات، وعبر الالتزام باستحقاقات اتفاق وقف إطلاق النار". وتابعت: "نقولها للعالم أجمع: لا هجرة إلا للقدس، وهذا هو ردّنا على كل دعوات التهجير والتصفية التي أطلقها ترامب ومن يدعم نهجه من قوى الاستعمار والاحتلال.