المقاومة الفلسطينية تفي بوعدها لأبطال "نفق الحرية".. الزبيدي والعارضة يتنسمون عبق الحرية

25 يناير 2025
محمد العارضة بعد الإفراج عنه من سجون الاحتلال، 25 يناير 2025 (إكس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- عبر الأسير الفلسطيني المحرر محمد العارضة عن امتنانه للمقاومة الفلسطينية التي وفت بوعدها بتحريره ورفاقه من سجن جلبوع، مشيراً إلى أن العودة إلى بلدته عرابة كانت حلماً تحقق بفضل تضحيات أهل غزة والمقاومة.
- شقيق العارضة، أحمد، أشار إلى أن محمد اعتقل في 2002 وحكم عليه بخمس مؤبدات، مع إضافة خمس سنوات وغرامة مالية، وأعرب عن فرحته بعودة شقيقه إلى المنزل.
- أكد الزبيدي أن المقاومة الفلسطينية وفت بوعودها بتحرير الأسرى، مشيداً بانتصار غزة وتحرير أكثر من 290 أسيراً في عملية تبادل مع الاحتلال.

محمولاً على الأكتاف وسط الجموع الحاشدة، عبّر الأسير الفلسطيني المحرر اليوم السبت محمد العارضة عن امتنانه الشديد للمقاومة الفلسطينية التي وفت بوعدها له ولرفاقه الذين حرروا أنفسهم من سجن جلبوع قبل أن يعاود الاحتلال الإسرائيلي اعتقالهم، فيما بات يعرف بـ"نفق الحرية" بتاريخ 6 سبتمبر/أيلول 2021، في انتظار الإفراج عن بقية رفاقه في مراحل لاحقة.

وفي اتصال هاتفي مقتضب من خلال هاتف شقيقه أحمد، قال العارضة لـ"العربي الجديد": "الشكر لله ثم لتضحيات أهلنا في غزة والمقاومة التي لم تنسنا"، مضيفاً "العودة لبلدتي عرابة جنوب مدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة كان في فترة ما أشبه بالحلم. لكن الحمد لله أصبحت الآن واقعاً رغماً عن الاحتلال". أما شقيقه أحمد فقال لـ"العربي الجديد": "وفت المقاومة الفلسطينية بالوعد الذي قطعته على نفسها بأن تشمل أي صفقة تبادل مع الاحتلال الإسرائيلي الأسرى الستة الذين تمكنوا من تحرير أنفسهم من سجن جلبوع ومنهم أخي".

وأشار إلى أن العارضة اعتقل في 16 مايو /أيار 2002، وحكم عليه بالسجن خمس مؤبدات، وأضيف إلى حكمه خمس سنوات وغرامة مالية بقيمة 8 آلاف شيكل (عملة إسرائيلية) بسبب مشاركته في عملية "نفق الحرية"، لافتاً إلى أن فرحة العائلة كانت مضاعفة، كون قرار الإفراج جاء متضمناً عودة شقيقه إلى منزله، وليس النفي إلى الخارج. وقال أحمد العارضة: "أرفع قبعتي وأقبل جبين المقاومين، الذين وفوا بوعودها، نحن نعيش في زمن الرجال الذي وعد فيهم نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم".

وإضافة إلى العارضة، ورد اسم الأسير عضو المجلس الثوري لحركة فتح زكريا الزبيدي من مخيم جنين، الذي سيفرج عنه في دفعات لاحقة من الصفقة. وأكد شقيقه عبد الرحمن لـ"العربي الجديد"، أنهم مدينون لأهل غزة وللدماء الزكية التي لولاها ما تحقق هذا الوعد. وأضاف: "المخيم ينتظر زكريا، والمشاعر مختلطة بين الفرحة بتحرره، والحزن لأنه فقد خلال اعتقاله شقيقه الشهيد داود ونجله الشهيد محمد وعدد من أقاربه، لكن الألم الأكبر سيكون جراء حرب الإبادة التي شنها الاحتلال على قطاع غزة".

وتابع الزبيدي، "منذ اللحظة التي خرج بها أبو عبيدة وتحدث عن أن أخي والأبطال الذين كانوا معه سيخرجون في أي صفقة قادمة مع الاحتلال، ونحن على قناعة تامة أن هذا اليوم سيأتي عاجلاً أم آجلاً. والحمد لله وفت المقاومة بوعودها. ونحن أيضاً موقنون أن الأبطال الأربعة سيتنسمون الحرية قريباً". وأكدت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس في بيان لها في سبتمبر/ أيلول 2021 أن قرار قيادة القسام والمقاومة بأن صفقة تبادل قادمة لن تتم إلا بتحرير الأبطال الذي انتزعوا حريتهم من سجن جلبوع. وقال الناطق باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، حينها: "سيفتح لهم السجانون أبواب الزنازين بأنفسهم، وسيخرجون كما كانوا دوماً مرفوعي الرأس في صفقة جديدة لوفاء الأحرار بإذن الله وعونه".

وأشار الزبيدي إلى أنه "منذ اللحظة التي أعاد الاحتلال فيها اعتقال شقيقه ومن معهم، وهم يتعرضون لاعتداءات وانتهاكات مستمرة، حيث وضعوا لأشهر طويلة في الزنازين الانفرادية وحرموا من الزيارات، وزاد الأمر سوءاً بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023، حيث أكد لنا أسرى محررون أن السجانين كانوا يتعمدون ضرب وإهانة أخي ورفاقه بصورة دائمة".

أما أمجد قادري أحد أقارب الأسير يعقوب قادري فقد هنأ الأسرى المفرج عنهم والمنوي الإفراج عنهم، وقال لـ"العربي الجديد": "كما سيخرج زكريا وخرج محمد، سنفرح قريباً جداً بيعقوب وبقية إخوانه. نحن على ثقة تامة أن المقاومة إذا قالت فعلت، وقد وفت بوعدها لنا بأن يكون أبطال جلبوع في مقدمة المحررين". وأضاف قادري "صحيح أن يعقوب بقي في الأسر، لكننا نعيش اليوم هذه الفرحة الكبيرة بانتصار غزة ودحر العدو منها، وبتحرير أكثر من 290 أسيراً من المحكومين بالمؤبدات، وكافة النساء والأطفال".

وإضافة إلى الزبيدي والعارضة، يتبقى في سجون الاحتلال من أسرى "نفق الحرية" محمود عبد الله العارضة ويعقوب محمود قادري وأيهم فؤاد كممجي ومناضل انفيعات، وكلهم ينتمون إلى حركة الجهاد الإسلامي. وأفرجت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ظهر اليوم السبت، عن الأسرى الفلسطينيين في إطار عملية تبادل الأسرى مع المقاومة الفلسطينية، وذلك من سجن عوفر المقام على أراضي بلدة بيتونيا غرب رام الله وسط الضفة الغربية، في وقت سيُنقل فيه 70 من الأسرى ذوي المؤبدات والمحكوميات العالية إلى دول عربية وأوروبية.

المساهمون