المفاوضات الإيرانية الأميركية | الوفدان يعودان إلى بلديهما للتشاور والجولة القادمة ستعقد السبت

26 ابريل 2025
الجولة الثانية من المفاوضات عُقدت في روما بوساطة عُمانية، 19 إبريل 2025 (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- انتهت الجولة الثالثة من المفاوضات الإيرانية الأميركية في مسقط، حيث ركزت على الملف النووي ورفع العقوبات، مع تأكيد عباس عراقجي على جدية المفاوضات رغم الخلافات.
- أكد عراقجي على وجود إرادة مشتركة للتوصل إلى اتفاق، مع تفاؤل حذر حول إمكانية الوصول إلى اتفاق، ونفى مناقشة القدرات الدفاعية والصاروخية.
- أعربت الحكومة الإيرانية عن أملها في الوصول إلى نتيجة مناسبة، محذرة من محاولات إسرائيلية لإفشال المفاوضات، ومؤكدة على يقظة القوات الاستخباراتية والأمنية.

أفاد التلفزيون الإيراني، اليوم السبت، بانتهاء الجولة الثالثة من المفاوضات الإيرانية الأميركية في مسقط. وأوضح أن المفاوضات طاولت "تفاصيل مطالب كل من الطرفين من الآخر"، وسيعود الوفدان الأميركي والإيراني إلى عاصمتي بلديهما للتشاور. 

وقال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، في تصريحات نقلها التلفزيون الإيراني، إن "هذه الجولة التفاوضية كانت أكثر جدية من ذي قبل"، لكنه أشار إلى"خلافات في المواضيع الرئيسة والتفاصيل". وأضاف "انتقلنا بالتدرج من الخطوط العريضية إلى القضايا الأكثر تفصيلا وأتوقع أن يشارك خبراء منظمة الطاقة النووية الإيرانية في الجولة المقبلة".

ولفت إلى أن مواضيع المفاوضات تقتصر على الملف النووي ورفع العقوبات ولن نقبل بطرح أي موضوع آخر. وتابع "الجولة الرابعة من المفاوضات ستعقد السبت المقبل وأن مسقط ستحدد مكانها ". وأشار إلى أن خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية قد يشاركون في الجولة التالية من المحادثات غير المباشرة.

ومضى عراقجي قائلاً إن "هناك إرادة مشتركة للتوصل إلى النتيجة، لكنها أحياناً لا تكفي وحدها ولا تضمن الاتفاق، فيمكن أن تكون هناك خلافات جادة لدرجة تمنع التوصل إلى الاتفاق"، مشيراً إلى أن "النجاح رهين بتحقيق مطالب الطرفين ووصولهما إلى مستوى راضٍ للوصول إلى النتيجة، وهذا يأخذ وقتاً".

ولفت إلى أن "بعض الخلافات (بين الطرفين الإيراني والأميركي) جادة للغاية وبعضها أقل جدية وبعضها لها تعقيداتها الخاصة". وأعرب عن أمله في المضي قدماً إلى الأمام بسرعة. وأكد أن المفاوضات حتى الآن مضت إلى الأمام بـ"شكل جيد"، قائلاً "إنني راضٍ عن مسار المفاوضات وسرعتها وأجوائها جيدة وجادة وهناك إرادة لدى الطرفين،, لكن هل ممكن أن نصل إلى اتفاق؟ أنا متفائل لكن بحذر".

وانطلقت الجولة الثالثة من المفاوضات الإيرانية الأميركية في العاصمة العُمانية مسقط، ظهر اليوم السبت، بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الخاص للرئيس الأميركي ستيف ويتكوف، بواسطة وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي، على ما أفاد به التلفزيون الإيراني.

ووصل عراقجي إلى مسقط، أمس الجمعة، إذ التقى نظيره العماني مرّتين، لإجراء مباحثات بشأن "الترتيبات التنفيذية" للجولة الثالثة من المفاوضات، وفق التلفزيون الإيراني. وتتميز هذه الجولة ببدء المباحثات الفنية الأولى بين وفدَين فنيَّين، إيراني وأميركي، إذ سترفع مخرجات هذه المباحثات إلى المفاوضات بين عراقجي وويتكوف لبحثها. وكان يفترض عقد المباحثات الفنية الأربعاء الماضي، لكنّ الخارجية الإيرانية أعلنت عشية عقدها، في بيان، أن جلسة المباحثات الفنية تأجلت إلى اليوم السبت، مضيفة أن التأجيل جاء باقتراح عُماني، وموافقة إيرانية أميركية.

ونفى المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إسماعيل بقايي صحة تقارير غربية تحدثت عن مناقشة القدرات الدفاعية والصاروخية الإيرانية في المفاوضات مع الجانب الأميركي، قائلاً إن هذا الموضوع "ليس مطروحاً" على طاولة التفاوض، وفقاً لما أورده التلفزيون الإيراني.

إلى ذلك، قال المستشار السياسي للمرشد الإيراني علي شمخاني، اليوم، في مقال بصحيفة إيران الإيرانية الرسمية إنّ مفاوضات مسقط تمضي قدماً في الملف النووي في شق سياسي وتقني، و"يمكن أن تتحول إلى نقطة عطف في السجل السياسي للرئيس الأميركي" دونالد ترامب، مضيفاً أن "اتفاقاً ناجحاً يرتكز على المبادئ الثلاثة: التوازن، والشفافية، والقانون، من شأنه أن يعوّض عن جزء من إخفاقات ترامب خلال مائة يوم أولى في رئاسته، فضلاً عن تحقيق مكسب استراتيجي لإيران في الدفاع عن مصالحها القومية".

وأكد شمخاني أن بلاده أظهرت أنها "لاعب نشيط في الدبلوماسية"، قائلاً إن "المفاوضات تُعتبر مشروعة عندما تحافظ على العزة والاستقلال والمصالح الوطنية"، مشدداً على أن المشاركة في مفاوضات مسقط "ليست لأجل تقديم تنازلات"، وموضحاً أن الهدف منها "رفع مؤثر لجميع العقوبات، مقابل تعهدات فنية، وضمان عدم حرف الأنشطة النووية الإيرانية".

ومنذ الثاني عشر من شهر إبريل/ نيسان الحالي، باتت تعقد كل سبت جولة تفاوضية بين الطرفَين، وصلت حتى اليوم إلى ثلاث جولات، في تطور غير مسبوق، إذ لم تشهد المفاوضات الإيرانية الأميركية التي سبقت إبرام الاتفاق النووي عام 2015، هذا الحراك المتتالي المكثف. وُوصفت أجواء المفاوضات بجولتيها السابقتين بأنها "إيجابية وبنّاءة"، وسط تفاؤل حذر بشأن آفاقها.

وتُعقد الجولة الثالثة بعدما نجح الطرفان في التوصل إلى "تفاهم أفضل على مجموعة مبادئ وأهداف"، من دون تسميتها، وفق تصريحات لعراقجي بعيد انتهاء المفاوضات، السبت الماضي، إذ قال إنّ الجولة الثانية للمفاوضات استغرقت أربع ساعات، والمفاوضات "ماضية إلى الأمام". وعشية مفاوضات اليوم، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريحات للصحافيين في البيت الأبيض، أمس الجمعة، توقعاته الإيجابية حولها، قائلاً: "أعتقد أن الأوضاع مع إيران تسير على ما يرام. سنرى ما سيحدث"، وذكر مسؤول أميركي، وفق وكالة رويترز، أن المناقشات أحرزت "تقدماً جيداً جداً". ورداً على سؤال في المقابلة عمّا إذا كان منفتحاً على لقاء المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي أو الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، قال ترامب: "بالتأكيد". ورداً على سؤال عمّا إذا كان يخشى من أن يجرّ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة إلى حرب مع إيران، قال ترامب: "لا".

وفي ظل تقدم المفاوضات، باتت تنتاب الجانب الإيراني مخاوف من محاولات إسرائيلية لإفشالها، إذ حذر من ذلك وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الأربعاء الماضي، قائلاً في منشور عبر منصة إكس، إن "محاولات الكيان الصهيوني وجماعات منتفعة خاصة، لحرف الدبلوماسية عبر تكتيكات مختلفة، واضحة بالكامل للجميع"، وأضاف أن "قواتنا الاستخباراتية والأمنية، بالنظر إلى حالات سابقة، على يقظة كاملة للتصدي لأي تخريب وعمليات اغتيال بهدف إجبارنا على الرد المشروع".

في غضون ذلك، أعربت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية فاطمة مهاجراني، أمس الجمعة، عن أملها في أن تُفضي المفاوضات إلى النتيجة في زمان مناسب، مؤكدة أن طهران تخوض "أي تفاوضٍ بثقة، وتفعل ما يلزم لأجل المصالح الوطنية"، مشيرة إلى أنها "حذرة حول النيّات الحقيقية للإدارة الأميركية، وتريد حواراً من دون ضغط وتهديد"، وأكدت مهاجراني في مقابلة تلفزيونية أن المفاوضات النووية تقتصر على الملف النووي فحسب، مشددةً على رفض بلادها "أي محاولة لتوسيع ملفات التفاوض".

في السياق، عزا وزير الدفاع الإيراني عزيز نصيري نيا، أمس الجمعة، دخول الإدارة الأميركية في مفاوضات مع طهران، إلى "القوة الرادعة" الإيرانية، قائلاً إن هذه القوة "جلبت العدو إلى طاولة التفاوض"، مضيفاً أن "القدرات العسكرية سندٌ حقيقي للدبلوماسية".