المفاوضات الأفغانية في الدوحة: لجنة من 14 شخصاً للاتفاق على الأجندة

المفاوضات الأفغانية في الدوحة: لجنة مشتركة من 14 شخصاً للاتفاق على الأجندة

17 يوليو 2021
عبد الله عبد الله: كل الجهود يجب أن تتركز على إنهاء الحرب (فرانس برس)
+ الخط -

اتفق وفدا الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان"، في جولة المفاوضات الافتتاحية التي انطلقت اليوم في الدوحة برعاية قطرية، على تشكيل لجنة مشتركة من 14 شخصاً من الطرفين للاتفاق على أجندة المفاوضات.

وتبحث اللجنة المشتركة، وفق مصادر أفغانية مشاركة في المفاوضات، ثلاث قضايا أساسية، هي: وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح السجناء والمعتقلين من حركة "طالبان"، وشكل النظام السياسي الجديد. وهو ما يمكن أن يؤدي، وفق مراقبين، إلى تسوية سياسية تنهي العنف في البلاد.

وقال رئيس المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، والذي يرأس الوفد الحكومي في مفاوضات الدوحة، عبد الله عبد الله، في كلمة ألقاها في افتتاح مفاوضات السلام، إن الأفغان يمرون بأيام صعبة، فالاشتباكات العنيفة جارية ومستمرة، والضحايا هم الشعب.

وأضاف أن الشعب الأفغاني هو الخاسر من استخدام الحكومة للقوة ومحاولة حركة "طالبان" السيطرة بالقوة العسكرية، مطالباً بتسريع عملية المفاوضات للوصول إلى حل يرضي الجميع.

ولفت إلى أنه تم عقد اجتماعات شاملة بين السياسيين الأفغان وقادة الحكومة قبل اجتماع الدوحة، وكان لكل منهم رسالة واحدة تمثلت في أن "مشكلة أفغانستان ليس لها حل عسكري".

كما شدد على أن كل الجهود يجب أن تتركز على إنهاء الحرب وتحقيق تسوية سياسية، وأنه لتحقيق السلام، "فإن هناك حاجة إلى المرونة من الجانبين". وأكد عبدالله عبدالله أن الشعب الأفغاني يريد استمرار دعم المجتمع الدولي لعملية السلام وتوفير البيئة الإقليمية والدولية لذلك.

وقال رئيس المكتب السياسي لحركة "طالبان"، عبد الغني برادر، في الجلسة الافتتاحية، "على الرغم من عدم إحراز تقدم في المفاوضات الأفغانية الداخلية في الدوحة، هناك حاجة للحفاظ على الأمل"، مؤكداً أنهم سيبذلون جهودًا لإنجاح المحادثات.

وأضاف "لضمان ازدهار أفغانستان، فإن هناك حاجة إلى نظام إسلامي مركزي ومستقل"، ولتحقيق ذلك "يجب أن نتجاهل مصالحنا الشخصية".

وأكد برادر "أن أفغانستان موطن مشترك لجميع الأفغان، وأنه علينا تجاهل التفاصيل إذا أردنا تحقيق أهداف أكبر". وقال "يجب أن نضع حدا لانعدام الثقة وبذل جهود من أجل وحدة الأمة".

وكان برادر قد رحب بما تقوم به دولة قطر من الجهود الحثيثة لحلحلة القضية الأفغانية، داعياً الأطراف الأفغانية إلى التنازل والتحمل، من أجل الوصول إلى ما وصفه بالهدف المنشود، وهو تشكيل حكومة ونظام إسلامي يشمل جميع الأطياف الأفغانية.

وعبّر عن شكره لأمير دولة قطر، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، ووزير خارجية دولة قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومساعد وزير الخارجية مطلق بن ماجد القحطاني، على مساعيهم الحثيثة من أجل حلحلة القضية الأفغانية، لافتاً إلى أن دولة قطر قدمت كل ما في وسعها من أجل حل القضية الأفغانية.

وحول مستقبل البلاد، قال الملا برادر إن "الشعب الأفغاني ضحية ما يجري في البلاد؛ لذا لا بد من إعطاء الرفاهية لهذا الشعب، ولا بد من تشكيل حكومة ونظام يجمع جميع القبائل والعرقيات، كما أن علينا جميعا أن نعمل من أجل تقدم ورقيّ شعبنا، كي نتخلص من احتياج الآخرين، وكي نعمر بلادنا بأنفسنا، لأن الأجانب لن يعمروا بلادنا، وهذا ما نعرفه".

وحول المفاوضات الأفغانية، قال برادر "مضت عشرة أشهر على المفاوضات الأفغانية الأفغانية، لكن مع الأسف لم نحرز تقدما منشودا، وثمة بعض المشاكل، ومع ذلك لن نيأس، لقد شكلت حركة طالبان فريقاً قادراً على التفاوض، وهي مصممة على المضي قدما إلى الأمام على هذا المنوال".

ويسعى الوفد الحكومي المشارك في المفاوضات إلى وقف العنف في البلاد، إذ من المرجح، وفق مصادر أفغانية، أن تنتهي هذه الجولة بإعلان هدنة خلال أيام عيد الأضحى المبارك الذي يبدأ الثلاثاء المقبل.

وقال المتحدث باسم حركة "طالبان"، محمد نعيم، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، على هامش المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار "إن المطلوب إطلاق سراح معتقلي حركة "طالبان"، وفق ما تنص عليه اتفاقية الدوحة للسلام في أفغانستان التي وُقعت العام الماضي مع واشنطن" وأقرها مجلس الأمن الدولي، ولم يلتزم بها الطرف الآخر، قبل الحديث عن وقف إطلاق النار.

وحول إمكانية إعلان "هدنة"، خلال أيام عيد الأضحى، قال نعيم "سبق وأن أوقفت الإمارة الإسلامية (حركة طالبان)، القتال خلال الأعياد في السنوات الماضية، ومن الممكن أن يجري إعلان مماثل بهذا الشأن.

المساهمون