المغرب: 95 تظاهرة تنديداً بالتهجير القسري في غزة وتدنيس الأقصى
استمع إلى الملخص
- نظمت وقفات احتجاجية في مدن مثل الدار البيضاء وطنجة ومراكش وفاس، مع توقع تنظيم وقفات أخرى، تحت شعار "ضد استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة"، لحشد الدعم الشعبي.
- دعت الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته، مشيدة بمواقف دولية مثل إلغاء إسبانيا لصفقات الأسلحة، مؤكدة على دعم الشعوب لغزة والأقصى.
تظاهر الآلاف في المغرب عقب صلاة الجمعة، أمام مساجد في مختلف أنحاء البلاد، نصرة لغزة والأقصى، وتنديداً بالتهجير القسري، ومشاهد النزوح الجماعي، وحرب الإبادة الجماعية التي يقترفها جيش الاحتلال بحق الفلسطينيين منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وللأسبوع الـ94 على التوالي، شهدت عشرات المدن المغربية وقفات شعبية تضامنية في ساحات المساجد، بعد أداء صلاة الجمعة، استجابة لنداء الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة (غير حكومية)، ضمن فعاليات "جمعة طوفان الأقصى"، التي رفعت هذا الأسبوع شعار: "يا أمة الإسلام غزة تُهَجَّر والأقصى يُدَنَّس فهل من ناصر؟".
ومن المدن التي عرفت تنظيم وقفات احتجاجية بعد صلاة الجمعة، الدار البيضاء، طنجة، مراكش، فاس، أغادير، تطوان، الحسيمة، الناظور، تازة، ابن جرير، العرائش، المضيق، تيفلت، بركان، سيدي بنور، آيت ملول، وغيرها. ويُرتقب تنظيم وقفات مماثلة في مدن أخرى بعد صلاتي المغرب والعشاء، ووقفة أمام مقر البرلمان المغربي بالرباط مساء اليوم، بدعوة من مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين (غير حكومية) تحت شعار: "ضد استمرار حرب الإبادة الجماعية في غزة.. ضد التخاذل الرسمي بوجه العدوان الصهيوني على عواصم المنطقة.. ضد استمرار التطبيع الرسمي العار".
إلى ذلك، رفع المشاركون في الوقفات الاحتجاجية المنظمة بعد صلاة الجمعة، الأعلام الفلسطينية، ورددوا شعارات منددة بالتهجير القسري، ومشاهد النزوح الجماعي، وبالقتل والتجويع في قطاع غزة، وبالاقتحامات الإسرائيلية للمسجد الأقصى، وكذلك بـ"التواطؤ الدولي المفضوح، والصمت المريب من المؤسسات الأممية، والتخاذل العربي والإسلامي الرسمي"، مطالبين بإنهاء اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل. وفيما كشفت مصادر مسؤولة في الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة لـ"العربي الجديد"، أن 56 مدينة أعلنت خروجها في 95 تظاهرة في جمعة طوفان الأقصى رقم 94، قال عضو المكتب المركزي للهيئة المغربية، سعيد مولاي التاج، إنه "انطلاقاً من واجب النصرة الشرعي والإنساني، دعونا جماهير الشعب المغربي والأمة الإسلامية إلى المشاركة القوية والواسعة في فعاليات جمعة طوفان الأقصى رقم 94، للتعبير عن رفضنا للتهجير والتدنيس، وللتأكيد أن قضية فلسطين هي قضية كل الأمة".
واعتبر مولاي التاج، في حديث مع "العربي الجديد"، أن فعاليات اليوم هي "مناسبة نناشد من خلالها المجتمع الدولي الذي يصدمنا صمته المريب، تحمّل مسؤولياته إزاء جرائم الحرب المتواصلة، وندعو كل المنظمات الحقوقية والإنسانية إلى التدخل العاجل لوقف نزيف الدم وحماية المدنيين. وكذلك هي مناسبة لتوجيه التحية إلى أحرار وأشراف العالم المشاركين في أسطول الصمود الذي يتجه في هذه الأثناء إلى غزة لكسر الحصار الصهيوني النازي الفاشي المتواصل منذ ما يقارب عقدين من الزمن، والذي يُعتبر خطوة إنسانية دولية نقدّرها عالياً، ونتمنى أن تكون بداية التململ في تعاطي أوروبا مع ما يقع في غزة. وبهذا الصدد نثمن أيضاً الموقف الإسباني بإلغاء صفقات الأسلحة".
وتابع: "وقفات اليوم هي مناسبة أيضاً لنعلن إقامة صلاة الجنازة على الأنظمة العربية والإسلامية، التي لم تستطع الخروج بخطوات عملية، رداً على العدوان والعلو والطغيان الصهيوني، وعلى رأسها قطع العلاقات السرية والعلنية مع الكيان الصهيوني، وإسقاط كل اتفاقات الذل والعار المسماة سلاماً وتطبيعاً"، مشدداً على أن "المسؤولية تقع الآن مباشرة على الشعوب، والنخب، والعلماء فرداً فرداً، لنصرة الأقصى، ودعم غزة، فغزة اليوم تُهجّر، والأقصى يُدنّس، وضمير الأمة مهدّد بالشلل التاريخي، إن لم يتحرك الآن بقوة وفاعلية وحيوية مصيرية".
ويأتي ذلك في وقت تواصل فيه الجبهة المغربية لدعم فلسطين ومناهضة التطبيع (تتكون من 15 تنظيماً سياسياً وحقوقياً ونقابياً) الحشد لتنظيم مسيرة شعبية وطنية كبرى في الرباط، يوم الأحد 5 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، تخليداً للذكرى الثانية لعملية "طوفان الأقصى". وتتواصل منذ 18 مارس/ آذار الماضي، احتجاجات المغاربة تنديداً باستئناف جيش الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة، إذ شهدت عشرات المدن في مختلف أنحاء البلاد تنظيم وقفات ومسيرات غاضبة ومنددة بالعدوان. ومنذ اليوم الأول لعملية "طوفان الأقصى"، شهد المغرب العديد من مظاهر التضامن والتأييد للشعب الفلسطيني، من خلال وقفات ومسيرات نُظمت يومياً تقريباً في مختلف أنحاء البلاد، كان عنوانها الرئيس دعم ومساندة الفلسطينيين والمقاومة، ورفض التطبيع.