المغرب يستدعي سفيرته في برلين للتشاور

المغرب يستدعي سفيرته في برلين للتشاور

06 مايو 2021
بوريطة وميركل عندما زارت مراكش عام 2019 (إيمانويل كونتيني/Getty)
+ الخط -

أعلن المغرب، اليوم الخميس، عن استدعاء سفيرته في برلين زهور العلوي من أجل التشاور، وذلك في إشارة جديدة إلى الأزمة الصامتة التي تمر بها العلاقات بين البلدين في الأسابيع الأخيرة. 

وكشفت وزارة الخارجية المغربية، في بيان لها، أنّ قرار استدعاء السفيرة المغربية ببرلين استند إلى "ما راكمته ألمانيا من مواقف عدائية تنتهك المصالح العليا للمملكة"، لافتة إلى أنّ "هذا البلد سجل موقفاً سلبياً بشأن قضية الصحراء المغربية، إذ جاء هذا الموقف العدائي في أعقاب الإعلان الرئاسي الأميركي، الذي اعترف بسيادة المغرب على صحرائه"، وهو "ما يعتبر موقفاً خطيراً لم يتم تفسيره لحد الآن".

وفضلاً عن الموقف السلبي من قضية الصحراء، اتهمت الخارجية المغربية السلطات الألمانية بـ"التواطؤ مع مدان سابق بارتكاب أعمال إرهابية، ولا سيما من خلال الكشف عن معلومات حساسة قدمتها إليها أجهزة الأمن المغربية إلى نظيرتها الألمانية "، في إشارة إلى المعتقل السابق، محمد حاجب، الذي قضى 7 سنوات بالسجون المغربية إثر اعتقاله سنة 2010 بعد عودته للمغرب قادماً إليها من ألمانيا، حيث كان متورطاً في أعمال إرهابية بدولة باكستان.

ويتهم حاجب بـ"استهداف المغرب وصورة رموزه ومؤسساته الأمنية"، وبـ" تحريض" الشباب المغاربة على الإرهاب، من خلال قناته على موقع يوتيوب، مستغلاً في ذلك وجوده في أوروبا وخاصة ألمانيا التي يحمل جنسيتها وأيرلندا التي تنحدر منها زوجته.

 واعتبرت مصادر من المرصد المغربي لنبذ الإرهاب والتطرف، طلبت عدم ذكر اسمها، أن "صمت السلطات الألمانية طوال الأشهر الماضية على الخطاب التحريضي الذي يروجه محمد حاجب انطلاقا من أراضيها، دون تحريك المساطر القانونية والقضائية في شأنه، يثير أكثر من علامة استفهام"، لافتة، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أنه" في الوقت الذي يفترض فيه أن تتخذ برلين باعتبارها بلداً متشدداً مع المتطرفين إجراءات ضد تحريض حاجب المغاربة على اللجوء إلى العنف بما في ذلك من تهديد للمغرب، نجدها تغض الطرف وتستخدمه كورقة ضغط لتحقيق مآرب سياسية".

إلى ذلك، اتهمت الرباط برلين بـ"محاربة مستمرة لا هوادة فيها للدور الإقليمي الذي يلعبه المغرب، وتحديداً دور المغرب في الملف الليبي، وذلك بمحاولة استبعاد المملكة من دون مبرر من المشاركة في بعض الاجتماعات الإقليمية المخصصة لهذا الملف، كتلك التي عقدت في برلين”.

وأشارت الخارجية المغربية إلى أنه "تأسيساً على ما سبق، وبسبب هذا العداء المستمر وغير المقبول، قررت المملكة المغربية استدعاء سفيرة صاحب الجلالة لدى برلين للتشاور".

ويأتي استدعاء الرباط سفيرتها في برلين بعد شهرين على قرار المغرب تعليق جميع الاتصالات مع السفارة الألمانية في الرباط، ومع كل المؤسسات الألمانية التابعة لها، في خطوة مفاجئة أثارت أكثر من علامة استفهام بشأن توقيتها ودواعيها.

وبينما ربطت الخارجية المغربية القرار بوجود "خلافات عميقة" بين الرباط وجمهورية ألمانيا الاتحادية حول عدد من القضايا المصيرية بالنسبة للمملكة، وجه وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة مختلف القطاعات الوزارية وجميع الهيئات التي تعمل تحت وصايتها بوقف أي اتصال أو تفاعل أو تعاون، سواء مع السفارة الألمانية بالمغرب، أو مع منظمات التعاون الألماني والمؤسسات المرتبطة بها.

كما قررت الخارجية المغربية، بحسب وثيقة كانت قد وجهتها إلى رئيس الحكومة سعد الدين العثماني وباقي أعضاء حكومته، وقف أي اتصال مع السفارة الألمانية في الرباط.

وتبقى العلاقات السياسية والاقتصادية بين الرباط وبرلين دون المستوى، عكس تلك التي تجمعها مع باريس. ولم يسبق للمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل القيام بزيارة رسمية إلى المغرب، سوى إلى مراكش في عام 2019، في إطار قمة دولية، ولم تلتقِ خلالها الملك محمد السادس. وكانت تخطط لزيارة الرباط، لكن لم تتلقَ رداً مغربياً يحدد التاريخ وأجندة العمل.

كما سادت أزمة صامتة بين المغرب وألمانيا بعد استبعاد الرباط من المشاركة في مؤتمر برلين حول حل النزاع في ليبيا في يناير/ كانون الثاني 2020، إذ احتجت الرباط، عبر بيان شديد، على الخارجية الألمانية، متهمة إياها بتهميشها.

ويغيب المغرب في السياسة الألمانية، ولكنه بدأ يحضر أخيراً فقط على مستوى ملفات شائكة، وهي مبادرات لصالح جبهة "البوليساريو" في نزاع الصحراء، ثم ملف الهجرة الذي يؤرق الحكومة الألمانية.