المغرب يحذر إسبانيا بسبب زعيم "البوليساريو"

المغرب يحذر إسبانيا بسبب زعيم "البوليساريو"

22 مايو 2021
السفيرة المغربية في إسبانيا كريمة بنيعيش (فيسبوك)
+ الخط -

حذر المغرب، الجمعة، السلطات الإسبانية من تفاقم الأزمة المستمرة بين البلدين في حال اختيارها إبعاد زعيم جبهة "البوليساريو"، إبراهيم غالي، "بنفس الغموض" الذي دخل به إلى الأراضي الإسبانية.

وقالت سفيرة المغرب في مدريد، كريمة بنيعيش، اليوم الجمعة، إنه في حالة اختارت إسبانيا إبعاد إبراهيم غالي عن أراضيها بنفس "الغموض" الذي دخل به "فهي تختار إذاً تدهور العلاقات الثنائية" مع المغرب، ذلك "لن يزيد الأزمة الدبلوماسية بين البلدين إلا تفاقماً".

واعتبرت بنيعيش أنّ واقعة غالي "اختبار لاستقلال القضاء الإسباني الذي نثق فيه تماماً، لكنه أيضاً اختبار آخر لمعرفة ما إذا كانت إسبانيا تختار تعزيز علاقاتها مع المغرب أو تفضل التعاون مع أعدائه".

وأوضحت بنيعيش، في تصريح لوسائل إعلام إسبانية، أنّ الأزمة الدبلوماسية الأخيرة بين مدريد والرباط على خلفية استقبال زعيم الانفصاليين على التراب الإسباني، ابراهيم غالي، بشكل سري وبهوية منتحلة، تعد اختباراً لقياس مدى موثوقية وصدق الخطاب السائد منذ سنوات بشأن حسن الجوار والشراكة الاستراتيجية بين البلدين.

ولفتت سفيرة المغربية إلى أن مدريد "اختارت للأسف التعتيم من أجل العمل من وراء ظهر المغرب من خلال استقبال هذا المجرم والجلاد وحمايته، لدواع إنسانية، وبالتالي الإساءة إلى كرامة الشعب المغربي".

وشددت على أن المغرب، وفي ظل الأزمة الخطيرة التي يعيشها مع إسبانيا، "لا يبحث عن أي مجاملة أو محاباة، بل يطالب فقط باحترام روح الشراكة الاستراتيجية التي تجمعه مع إسبانيا وبتطبيق القانون الإسباني".

ويأتي التحذير المغربي بالتزامن مع استمرار المسؤولين الإسبان في التصعيد على خلفية موجة الهجرة غير المسبوقة التي عرفتها مدينة سبتة المحتلة انطلاقا من الأراضي المغربية، حيث كان لافتاً اليوم اعتبار وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، في تصريح صحافي، أن دخول الآلاف من المغاربة إلى مدينة سبتة، لا يمثل "أزمة هجرة"، وإنما "انتهاك للحدود" من قبل الرباط، معتبراً أنه لن يسمح بأي "هجوم" على الحدود من حكومة المغرب. ودافع وزير الداخلية الإسباني عن قرار حكومة إسبانيا استضافة زعيم جبهة "البوليساريو"، معتبراً أنها "لفتة إنسانية".

وكان وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، قد اتهم، أمس، إسبانيا بمحاولة استغلال ما حدث في سبتة كـ"مطية للهروب من النقاش الحقيقي" حول الأزمة المغربية- الإسبانية، المتعلقة باستقبال مدريد لإبراهيم غالي، المتابَع بتهم ارتكاب جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، والاغتصاب، وانتهاكات لحقوق الإنسان.

وتعيش العلاقات المغربية الإسبانية على وقع أزمة مكتومة مستمرة منذ أشهر بين المغرب وإسبانيا، أشعلها، أخيراً، استقبال مدريد لزعيم "البوليساريو"، بهوية جزائرية مزيفة، للعلاج بعد إصابته بفيروس كورونا. وزاد تدفق المهاجرين من الأراضي المغربية إلى مدينة سبتة المحتلة الاثنين الماضي من حدة الأزمة.

وتجمع الرباط ومدريد مصالح عديدة وملفات تعاون في المجال الأمني ومحاربة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، وترسيخ تعاون تسليم المجرمين وقضايا الأسرة والأحوال الشخصية، والتبادل التجاري والاستثمارات والصيد البحري.

وإلى جانب ذلك، يمثل المغرب الشريك الأول لإسبانيا في مجال محاربة الهجرة غير النظامية، وهو ما ساهم في خفض نسبة المهاجرين الذين استطاعوا العبور نحو إسبانيا بنسبة 45 في المئة، حسب ما أكد وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، في لقاء سابق جمعه بنظيره المغربي. غير أن توقف قنوات الاتصال بين البلدين بفعل أزمة استقبال إبراهيم غالي، وإرجاء القمة الاستثنائية التي كان مقرراً عقدها أواخر العام الماضي، جراء الموقف الإسباني المناهض للاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء، أثرا سلباً وعطلا الحوار حول العديد من القضايا الأمنية والاستراتيجية، وعلى رأسها التنسيق الأمني والهجرة غير النظامية.

المساهمون