المغرب يجري مناورات مع القوات البريطانية والفرنسية: التمارين والأهداف

18 أكتوبر 2025   |  آخر تحديث: 19:06 (توقيت القدس)
عناصر من الجيش المغربي خلال مناورات "الأسد الأفريقي"، 31 مايو 2024 (فاضل سنة/فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- كثفت القوات المسلحة الملكية المغربية مناوراتها العسكرية مع دول أوروبية، حيث اختتمت مناورات "جبل الصحراء" مع المملكة المتحدة لتعزيز التعاون العسكري وتبادل الخبرات.
- تزامنت هذه المناورات مع "الشرقي 25" بين المغرب وفرنسا، وركزت على تعزيز قدرات التنسيق العملياتي وتطوير مهارات التخطيط باستخدام سيناريوهات تكتيكية واقعية.
- أشار الباحث محمد شقير إلى أن المناورات تحمل رسائل سياسية خاصة في ظل التوترات مع الجزائر، وتركز على مواجهة التحديات الأمنية في منطقة الساحل باستخدام عتاد متطور.

في خطوة لافتة تأتي في سياق إقليمي ودولي يشهد تحولات متسارعة على مستوى التوازنات العسكرية والاستراتيجية، كثفت القوات المسلحة الملكية المغربية، خلال الأيام الماضية، مناوراتها العسكرية مع دول أوروبية. وأمس الجمعة، اختتمت مناورات "جبل الصحراء" العسكرية المشتركة بين المغرب والمملكة المتحدة في دورتها الخامسة والعشرين، التي كانت قد انطلقت في الأول من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في منطقة "رمرم" بضواحي مراكش، تعزيزًا للتعاون العسكري بين البلدين.

وعرف تمرين "جبل الصحراء 2025"، الذي انطلق لأول مرة عام 1989، تبادل الخبرات العملياتية والتكتيكية، وصقل مهارات التنسيق والجاهزية القتالية في بيئات تدريبية تحاكي تحديات الميدان الفعلية. في حين شارك في التمرين عدد من التشكيلات العسكرية المغربية والبريطانية، من بينها وحدات من الدرك الملكي، واللواء الأول والثاني للمشاة المظليين التابعين للقوات المسلحة الملكية، إلى جانب الفوج الملكي لجبل طارق من القوات المسلحة البريطانية.

وتأتي المناورات العسكرية المغربية - البريطانية أيّامًا قليلة بعد اختتام مناورات "الشرقي 25" في العاشر من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري، التي جمعت بين وحدات من القوات المسلحة الملكية المغربية والقوات البرية الفرنسية، بمشاركة عناصر من القوات الجوية والفضائية الفرنسية. وهدفت هذه المناورات المشتركة، التي استمرت ثلاثة أسابيع، إلى تعزيز قدرات التنسيق العملياتي بين القوات الصديقة، وتطوير مهارات التخطيط والتنفيذ في بيئات ميدانية متنوعة، إضافة إلى تبادل الخبرات في مجالات القيادة، والمناورة الجوية - البرية، والدعم اللوجستي.

وشهدت مناورات "الشرقي 25" تطبيق سيناريوهات تكتيكية واقعية، استخدمت فيها مروحيات ووحدات مدرعة ووسائل استطلاع حديثة، بما يعكس المستوى العالي من الجاهزية والتكامل بين القوات المشاركة. كما تضمنت تدريبات ضمن سيناريو يحاكي اعتداء على الأراضي المغربية، وفق بيان للقوات البرية الفرنسية. ودأب المغرب خلال السنوات الأخيرة على احتضان تدريبات مع عدد من الدول، من أبرزها تدريبات "الأسد الإفريقي"، وهي تدريب عسكري ضخم متعدد الجنسيات، ينظم بشراكة بين القيادة الأميركية في أفريقيا "أفريكوم" والقوات المسلحة الملكية.

إلى ذلك، اعتبر الباحث في الشؤون العسكرية والأمنية محمد شقير أن المناورات التي جرت خلال الأيام الماضية تدخل ضمن المناورات الاعتيادية للجيوش العصرية لاختبار وتجريب معداتها العسكرية قياديًا وميدانيًا، وكذلك ضمن بنود اتفاقيات التعاون العسكري بين المغرب والبلدين الأوروبيين. واعتبر شقير، في حديث مع "العربي الجديد"، أن تنظيم مناورات قرب الراشيدية (جنوب شرقي البلاد)، التي تدخل في نطاق المنطقة العسكرية الشرقية التي استُحدثت مؤخرًا على الحدود الشرقية مع الجزائر، يحمل رسالة سياسية خاصة بشأن أي مواجهة عسكرية محتملة مع الجارة الشرقية.

من جهة أخرى، أوضح الباحث المغربي أن المناورات تكشف أن التدريب الميداني لبعض مكونات الجيشين البريطاني والفرنسي ركز على مواجهة أي تحركات عسكرية بمنطقة الساحل، التي تعاني من عدم استقرار أمني بسبب نشاط التنظيمات الانفصالية والإرهابية بهذه المنطقة، خاصة بعد انسحاب الوجود الفرنسي منها إثر صعود أنظمة عسكرية جديدة تعادي الوجود الأوروبي الغربي، وبعد تزايد التمدد الروسي في دول الساحل، بما فيها مالي.

ورأى أن تنظيم هذه المناورات في منطقة صحراوية بالراشيدية أو بنواحي مراكش، تشبه في طوبوغرافيتها الجغرافية طوبوغرافية منطقة الساحل، وأن الاقتصار على نوعية خاصة من الفيالق العسكرية، من درك ومظليين، وأنواع خاصة من العتاد العسكري، بما فيها المروحيات ودبابات "أبرامز"، يعكس بوضوح هذا التوجه والاستعداد لكل المخاطر المتوقعة التي قد تأتي من منطقة الساحل.

المساهمون