المغرب لدي ميستورا: الحكم الذاتي الحل الوحيد لنزاع الصحراء

24 مارس 2025
وزير خارجية المغرب مع دي ميستورا في الرباط، 5 سبتمبر 2023(Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- المغرب يعيد تأكيد مقترح الحكم الذاتي كحل وحيد لنزاع الصحراء، خلال مباحثات بين وزير الخارجية المغربي والمبعوث الأممي ستافان دي ميستورا، وسط دعم دولي متزايد للمبادرة المغربية تحت قيادة الملك محمد السادس.

- زيارة دي ميستورا للرباط تأتي قبل جلسة مغلقة لمجلس الأمن، حيث يواصل تكثيف مشاوراته الدبلوماسية، رغم فتور العلاقات بعد اقتراحه تقسيم الصحراء، الذي رفضته جميع الأطراف.

- الملك محمد السادس يدعو الأمم المتحدة لتحمل مسؤولياتها، مميزًا بين الواقع الذي يمثله المغرب في صحرائه وعالم متجمد بعيد عن التطورات.

جدد المغرب، اليوم الاثنين، تأكيده مقترح الحكم الذاتي الذي قدمه في عام 2007، باعتباره الحل الوحيد للنزاع حول الصحراء، وذلك قبيل المشاورات غير الرسمية المرتقبة لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة منتصف إبريل/نيسان المقبل.

جاء ذلك خلال مباحثات أُجريت في الرباط بين وزير الخارجية المغربي، ناصر بوريطة، والمبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء، ستافان دي ميستورا، والذي وصل إلى المغرب في زيارة غير معلنة، ضمن جولة إقليمية تمهيداً للاستحقاقات الدبلوماسية المقبلة.

وذكرت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الأفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، في بيان صدر مساء الاثنين، أن اللقاء تم بحضور السفير الممثل الدائم للمملكة المغربية لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، واستعرض الوفد المغربي الدينامية الدولية المتزايدة الداعمة لمغربية الصحراء ولمبادرة الحكم الذاتي، وذلك تحت قيادة العاهل المغربي الملك محمد السادس.

كما جدد الجانب المغربي تأكيد دعم المملكة لجهود الأمين العام للأمم المتحدة ومبعوثه الشخصي، الرامية إلى التوصل لحل سياسي واقعي، عملي ومستدام، على أساس المبادرة المغربية للحكم الذاتي، وفي إطار احترام السيادة والوحدة الترابية للمغرب.

وتأتي زيارة دي ميستورا إلى الرباط قبل أسابيع من انعقاد جلسة مغلقة لمجلس الأمن حول قضية الصحراء، بينما يواصل المبعوث الأممي تكثيف تحركاته ومشاوراته الدبلوماسية استعداداً لتقديم تقريره الرسمي حول مستجدات النزاع.

وتُعقد هذه المباحثات في ظل فتور في العلاقات بين المغرب والمبعوث الأممي منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حينما اقترح دي ميستورا تقسيم الصحراء بين المغرب وجبهة "البوليساريو"، بحيث تُقام دولة مستقلة في الجنوب، بينما يُدمج الشمال بالمغرب مع اعتراف دولي بسيادته عليه. وهو مقترح سبق رفضه من الأطراف كافة، واعتُبر غير قابل للتطبيق.

وكان دي ميستورا قد أشار، خلال إحاطته الأخيرة أمام مجلس الأمن، إلى أن الطرفين لم يقبلا بمقترحه، داعياً إلى ضرورة إعادة النظر في جدوى دوره مبعوثاً إذا لم يتم تحقيق أي تقدم في غضون ستة أشهر.

وفي هذا السياق، جدّد العاهل المغربي، الملك محمد السادس، خلال خطابه بمناسبة الذكرى الـ49 للمسيرة الخضراء في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، دعوته للأمم المتحدة لتحمّل مسؤولياتها، مؤكداً ضرورة التمييز بين "العالم الحقيقي والشرعي الذي يمثله المغرب في صحرائه، وبين عالم متجمّد، بعيد عن الواقع وتطوراته".

يُذكر أنه منذ تعيينه في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2021، لم يتمكن دي ميستورا من جمع أطراف النزاع إلى طاولة المفاوضات عبر آلية "الموائد المستديرة"، التي قوبلت برفض الجزائر، الداعية إلى مفاوضات مباشرة بين المغرب و"البوليساريو"، وهو ما ترفضه الرباط، معتبرة أن الجزائر طرف رئيسي في النزاع.