المغرب: بومبيو يعلن بدء إقامة القنصلية الأميركية في الصحراء

المغرب: بومبيو يعلن بدء إقامة القنصلية الأميركية في الصحراء

24 ديسمبر 2020
إعلان بومبيو بعد يومين على توقيع إعلان مشترك بين المغرب وأميركا وإسرائيل (فرانس برس)
+ الخط -

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، الخميس، عن بدء إقامة قنصلية بلاده في مدينة الداخلة، ثاني أكبر حواضر الصحراء، في خطوة أخرى لتفعيل المرسوم الرئاسي القاضي باعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء.

وقال بومبيو، في تغريدة على "تويتر" مساء الخميس: "يسعدني الإعلان عن بدء إقامة قنصلية أميركية في الصحراء الغربية. حضوري في الافتتاح الافتراضي عن بعد، ويبدأ سريان الاستعداد على الفور"، مشيرا إلى أنه يتطلع إلى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وإشراك شعوب هذه المنطقة بها.

ويأتي إعلان وزير الخارجية الأميركي بعد يومين فقط على توقيع الإعلان المشترك بين المغرب والولايات المتحدة الأميركية وإسرائيل، وهو الإعلان الذي ثمن المرسوم الرئاسي القاضي بـ"الاعتراف بسيادة المملكة المغربية على الصحراء الغربية".

وقالت الدول الثلاث، في الإعلان المشترك، إنه "تيسيراً للعمل من أجل بلوغ هذه الغاية، ستشجع الولايات المتحدة التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في إقليم الصحراء الغربية، وستقوم، لهذا الغرض، بفتح قنصلية في جهة الصحراء الغربية، في مدينة الداخلة، من أجل تعزيز الفرص الاقتصادية والاستثمارية لفائدة المنطقة".

ويعتبر بدء عملية تشييد القنصلية الأميركية خطوة ثالثة وأخيرة في مسار تفعيل الاعتراف الأميركي بسيادة المغرب على الصحراء، فيما تراهن الدبلوماسية المغربية على أن تكون التمثيلية الدبلوماسية الأميركية في مدينة الداخلة دافعا لدول أخرى لإعلان اعترافها بسيادة الرباط على الصحراء وافتتاح قنصليات أخرى.

وفي ظل انسداد واضح كاد أن يشعل نار الحرب مجددا في منطقة الصحراء، بعد إقدام محسوبين على جبهة "البوليساريو" على إغلاق معبر الكركرات الحدودي بين المغرب وموريتانيا، وتدخل الجيش المغربي لتأمينه في 13 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يبدو الاعتراف الأميركي بمغربية الصحراء وفتح تمثيلية قنصلية في مدينة الداخلة مؤشرين إلى بداية "مرحلة جديدة" قد يكون لها ما بعدها في ملف دخل منذ استقالة المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة هورست كوهلر في 21 مايو/ أيار 2019 مرحلة الجمود.

كما يشكل الاعتراف، لأول مرة، ترجيحاً لكفة المغرب في نزاع الصحراء وتكسيراً لقاعدة التوازن التي كانت تسلكها الإدارات الأميركية المتعاقبة بهذا الشأن، وكذلك دعما له في مجلس الأمن، كما بدا واضحا خلال جلسة الأمن الدولي المنعقدة بداية الأسبوع، حينما لم تصدر أية إدانة لقرار ترامب خلافا لما كانت تعمل عليه جبهة "البوليساريو".

وفي انتظار معرفة كيفية تعامل إدارة جو بايدن مع ملف الصحراء في ضوء قرار ترامب، كان اعتراف واشنطن بسيادة المغرب على الصحراء، الذي أعلن عنه الرئيس الأميركي دونالد ترامب في 10 ديسمبر/كانون الأول الحالي؛ قد دخل منعطفاً جديداً، بعد أن وجهت المندوبة الدائمة للولايات المتحدة الأميركية لدى منظمة الأمم المتحدة كيلي نايت كرافت، الأسبوع الماضي، رسالة إلى رئيس الجمعية العامة للمنظمة الأممية، تخبره فيها بالإعلان الرئاسي القاضي بالاعتراف بمغربية الصحراء.

واستبقت واشنطن خطوة إخبار الأمم المتحدة بالاعتراف بسيادة المغرب على الصحراء بنشر المرسوم الرئاسي، الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب، في السجل الفيدرالي.

وجاء في المرسوم الرئاسي أن الولايات المتحدة "تعتقد أن قيام دولة صحراوية مستقلة ليس خياراً واقعياً لحل النزاع، وأن الحكم الذاتي الحقيقي تحت السيادة المغربية هو الحل الوحيد الممكن".

وحثت واشنطن "الطرفين على الانخراط في مناقشات من دون تأخير، انطلاقاً من مخطط الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب كإطار العمل الوحيد للتفاوض على حل مقبول للطرفين". 

ولتسهيل التقدم نحو هذا الهدف، "ستشجع الولايات المتحدة الأميركية التنمية الاقتصادية والاجتماعية مع المغرب، بما في ذلك في أراضي الصحراء الغربية، ولهذا الغرض ستفتح قنصلية في أراضي الصحراء الغربية، في الداخلة، من أجل تعزيز الفرص الاقتصادية والتجارية في المنطقة".

المساهمون