استمع إلى الملخص
- شهدت التظاهرات مشاركة واسعة واعتقال 1418 متظاهراً، مع إصدار أحكام بالسجن على 173 شخصاً، وسط تحذيرات من وزير الداخلية بعدم الإخلال بالنظام.
- عبّر الرئيس أردوغان عن رفضه لاستغلال الأحداث، بينما أعربت الولايات المتحدة عن قلقها وشجعت على تعزيز الشراكة الاقتصادية.
اختتمت المعارضة التركية، الثلاثاء، تظاهراتها أمام بلدية إسطنبول في ميدان ساراج هانة، بعد أسبوع من الاحتجاج على اعتقال وسجن رئيس بلدية إسطنبول أكرم إمام أوغلو ومسؤولين حزبيين آخرين. وقررت المعارضة إجراء تجمع جماهيري السبت المقبل في ميدان مالتبه على الطرف الآسيوي من إسطنبول في مرحلة جديدة من التظاهرات المطالبة بالإفراج عن رئيس بلدية إسطنبول الذي اختير في الحزب مرشحاً رئاسياً للانتخابات الرئاسية المقبلة.
وتجمع الآلاف من أنصار المعارضة في ميدان ساراج هانة في ساعات المساء عقب الإفطار، وألقى رئيس حزب الشعب الجمهوري أوزغور أوزال كلمة للمتظاهرين اعتبر فيها أنه بفضلهم سيجري إجراء انتخابات في مجلس بلدية إسطنبول الأربعاء. وأضاف: "غداً بفضلكم في هذا المبنى ستكون هناك انتخابات، مَن سجن أمام أوغلو كان يفكر في تعيين وصي أيضاً على البلدية، ومن سيكون وكيلاً عن إمام أوغلو سيجري اختياره بفضلكم".
وأوضح أنه موجود منذ أسبوع في مبنى البلدية في مناوبة للحفاظ على البلدية، تماماً كالمتظاهرين لأن إسطنبول كانت في أمانة إمام أوغلو، ولهذا اعتباراً من الأربعاء ستتحول التجمعات في ساحة ساراج هانة إلى شكل آخر". ودعا أوزال المتظاهرين للاختيار بين ميدانين للتظاهر في إسطنبول السبت، عبر تصوير الحاضرين بكاميرا درون، فصوت أغلبهم للتظاهر في ميدان منطقة مالتبه. وأضاف مخاطباً الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: "إن كانت لديك الشجاعة، اجعل القناة الرسمية TRT تنقل مباشرة الدعاوي المرفوعة بحق إمام أوغلو وهي جميعها مجرد مؤامرات من قبلك".
وفي السياق ذاته، تجمع طلاب متظاهرون في إسطنبول بمنطقة بشكيتاش، ومنها ساروا إلى بلدية منطقة شيشلي التي عزل رئيس بلديتها رسول إمره شاهان، وعين وصي بدلاً عنه، واستمرت التظاهرة ساعتين وتفرق بعدها الطلاب. وشهدت مدينة ريزة على البحر الأسود تظاهرة شارك بها مئات من أنصار المعارضة احتجاجاً على سجن إمام أوغلو، فضلاً عن تظاهرات في ولايات أخرى منها ولاية قونيا.
وأعلن وزير الداخلية التركي توقيف 1418 متظاهراً في ستة أيام من التظاهرات التي جرت في عموم تركيا، عرض منهم 478 على القضاء اليوم الثلاثاء، متوعداً بأنه لن يجري السماح بإخلال النظام والهجوم على الشرطة، واستهداف رموز البلاد. وقالت قناة "خلق تي في" المعارضة إنه من بين 206 أشخاص عرضوا على القضاء، صدرت أحكام بسجن 173 من الموقوفين، من بينهم 7 صحافيين، فيما فرض السجن المنزلي على 31 آخرين، فيما أفرج عن اثنين مع منعهما من السفر.
من ناحيته، جدد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعدم السماح باستغلال ما يجري من قبل المعارضة لتحويل الشوارع إلى ميادين للمواجهة مع قوى الأمن، في كلمة ألقاها خلال برنامج إفطار في أنقرة، الثلاثاء. وقال أردوغان "لا مكان لمن ينشر الرعب في الشوارع ويريد تحويل هذا البلد إلى مكان للحريق، الطريق الذي يسلكونه هو طريق مسدود، أود أن أذكركم مرة أخرى بأننا لن نسمح لشبابنا بأن يكونوا هدفاً للفاسدين واللصوص الذين يحولون السياسة إلى وسيلة للربح".
وأضاف: "من يظنون أنهم يستطيعون مهاجمة الشرطة بالحجارة أو الأسيد أو قنابل المولوتوف أو الفؤوس، ولا يستطيع أحد التدخل بممارساتهم، فإننا لا نستطيع التعامل مع هذا في إطار الحقوق والحريات، لم نسمح لأحد قط بأن يتربص بإرادة الشعب، ولن نفعل ذلك مستقبلاً". ودعا الجميع إلى معرفة حدودهم، وعدم تجاوز حدود الإهانة والتخريب، من خلال المطالبة بحقوقهم.
قلق أميركي إزاء الاحتجاجات في إسطنبول
إلى ذلك، قالت متحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير ماركو روبيو عبّر خلال اجتماعه مع نظيره التركي هاكان فيدان، الثلاثاء، عن قلقه إزاء الاعتقالات والاحتجاجات التي شهدتها تركيا في الآونة الأخيرة. وأضافت المتحدثة تامي بروس أن روبيو "أشار أيضاً إلى التطورات الأخيرة في التجارة الثنائية، وشجع على تعزيز الشراكة الاقتصادية من الآن فصاعداً".