استمع إلى الملخص
- شهدت دمشق وحمص احتفالات واسعة بعد سيطرة المعارضة، حيث انسحب الجيش السوري بشكل مفاجئ، وتم تحرير آلاف المعتقلين من سجون حمص.
- دعا أحمد الشرع القوات العسكرية لعدم الاقتراب من المؤسسات العامة، وأكد رئيس الوزراء السابق استعداده لدعم تصريف شؤون الدولة، بينما واصلت المعارضة عملياتها في الريف المحيط بدمشق.
أعلنت الفصائل المعارضة في رسالة بثّتها عبر التلفزيون الرسمي السوري صباح الأحد، إسقاط بشار الأسد، وإطلاق سراح كل المعتقلين، داعية المواطنين والمقاتلين للحفاظ على ممتلكات الدولة. وأطلت مجموعة من تسعة أشخاص عبر شاشة التلفزيون الرسمي من داخل استوديو الأخبار. وتلا أحدهم بياناً نسبه إلى "غرفة عمليات فتح دمشق"، أعلن فيه "تحرير مدينة دمشق وإسقاط الطاغية بشار الأسد وإطلاق سراح جميع المعتقلين المظلومين من سجون النظام".
وبدوره، قال الجيش السوري إنّ حكم الرئيس بشار الأسد انتهى، وذلك مع إبلاغ قيادة الجيش الضباط والجنود الحكوميين بأنهم لم يعودوا في الخدمة، وفقاً لما علمته وكالة الأنباء الألمانية من مصادر عسكرية سورية. وقال ضابط سوري لوكالة رويترز إنّ قيادة الجيش أبلغت الضباط بأنّ حكم الرئيس بشار الأسد انتهى. سبق ذلك تصريح نقلته ذات الوكالة عن ضابطين في جيش النظام قولهما، إن الأسد غادر دمشق على متن طائرة إلى وجهة غير معلومة اليوم الأحد، فيما أعلنت قوات المعارضة دخولها العاصمة دون وجود أي مؤشر على انتشار الجيش.
وذكر شهود أن الآلاف من السوريين في سيارات وعلى الأقدام تجمعوا في ساحة رئيسية في دمشق وهتفوا للحرية. وأشارت بيانات من موقع فلايت رادار إن طائرة تابعة للخطوط الجوية السورية أقلعت من مطار دمشق في نفس الوقت الذي وردت فيه أنباء عن سيطرة مقاتلين على العاصمة. وكانت الطائرة قد حلقت في البداية باتجاه المنطقة الساحلية السورية، لكنها بعد ذلك غيرت مسارها فجأة وحلقت في الاتجاه المعاكس لبضع دقائق قبل أن تختفي عن الخريطة.
ووجه أحمد الشرع الملقب بالجولاني، رئيس "هيئة تحرير الشام"، وقائد العمليات العسكرية للمعارضة السورية نداء جاء فيه: "إلى كافة القوات العسكرية في مدينة دمشق، يُمنع منعًا باتًا الاقتراب من المؤسسات العامة، والتي ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء السابق (الجلالي) حتى يتم تسليمها رسمياً، كما يُمنع إطلاق الرصاص في الهواء". وقال رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي إنه مستعد لدعم استمرار تصريف شؤون الدولة وللتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري. في حين أعلن رئيس الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية هادي البحرة، اليوم الأحد، أن دمشق أصبحت الآن "بدون بشار الأسد".
وتحرك المقاتلون في الأيام الأخيرة ضمن هجوم منسق وعلى نحو خاطف وسريع، إذ نجحوا بالاستيلاء على المناطق تباعاً دون أي مواجهة تذكر حتى وصلوا إلى دمشق، وسط تخبط وفرار عناصر الجيش السوري الذي ظل لسنوات يقمع ويقتل السوريين. وقبل ساعات من وصولها إلى دمشق، أعلنت قوات المعارضة السورية سيطرتها الكاملة على مدينة حمص المهمة في وقت مبكر اليوم الأحد بعد يوم واحد فحسب من القتال لتهدد بذلك حكم بشار الأسد الذي امتد 24 عاماً.
وخرج الآلاف من سكان حمص إلى الشوارع بعد انسحاب الجيش من المدينة، ورقصوا وهتفوا "رحل الأسد، حمص حرة" و"تحيا سورية ويسقط بشار الأسد". وأطلق مقاتلو المعارضة أعيرة نارية في الهواء للاحتفال، ومزق شبان صوراً لرئيس النظام السوري الذي انهارت سيطرته على البلاد مع الانسحاب الصادم للجيش على مدى أسبوع. ومنح سقوط حمص مقاتلي المعارضة السيطرة على قلب سورية الاستراتيجي ومفترق طرق رئيسي، مما أدى إلى فصل دمشق عن المنطقة الساحلية التي تعد معقل الطائفة العلوية التي ينتمي إليها الأسد حيث يوجد لحلفائه الروس قاعدة بحرية وأخرى جوية.
وحرر مقاتلو المعارضة آلاف المعتقلين من سجن المدينة. وغادرت قوات الأمن على عجل بعد حرق وثائق لها. وقال حسن عبد الغني القائد في إدارة العمليات العسكرية للمعارضة في بيان في وقت مبكر من صباح اليوم الأحد، إن العمليات مستمرة "لتحرير" الريف المحيط بدمشق بالكامل وإن قوات المعارضة تتطلع نحو العاصمة.
وخرج سكان العديد من أحياء دمشق للاحتجاج على الأسد مساء أمس السبت، وكانت قوات الأمن إما غير راغبة أو غير قادرة على قمعهم. وفي إحدى الضواحي، تم إسقاط تمثال للرئيس الراحل حافظ الأسد وتحطيمه. وقام سوريون باسقاط التمثال الواقع في ساحة عرنوس، قبل أن يقوموا بتحطيمه والدوس عليه وضربه بالعصي، وفق ما أظهر فيديو انتشر عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
(فرانس برس، رويترز، العربي الجديد)