كثفت فصائل المعارضة السورية العاملة في محافظة إدلب ومحيطها، اليوم الخميس، قصفها المدفعي والصاروخي على معسكرات وثكنات قوات النظام في ريف إدلب الجنوبي، وريف حماة الغربي، وذلك رداً على الغارات الجوية الروسية والمجازر المرتكبة بحق الأهالي ضمن المناطق التي تُسيطر عليها المعارضة السورية، شمال غربي سورية.
وسحبت مجموعات "الأمن العسكري"، وهي من أفرع النظام الأمنية، حاجزاً لها من بلدة قرفا بريف درعا الأوسط، تزامن ذلك مع استقدام قوات النظام تعزيزات عسكرية إلى محيط بلدة بصر الحرير، شرق المحافظة.
وقال النقيب ناجي المصطفى، المتحدث الرسمي باسم "الجبهة الوطنية للتحرير"، إحدى مكونات "الجيش الوطني" المعارض، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن مدفعية وراجمات الجبهة الوطنية للتحرير استهدفت، اليوم الخميس، مقرات قوات النظام والمليشيات الإيرانية في كلٍ من معسكر "جورين"، ضمن منطقة سهل الغاب بريف حماة الغربي، ومدن كفرنبل، ومعرة النعمان، وسراقب، وبلدات خان السبل، ومعرشورين، وحزارين، بريفي إدلب الجنوبي والشرقي.
وأكد تحقيق إصابات مباشرة ضمن المواقع المستهدفة ووقوع جرحى في صفوف عناصر قوات النظام، بالإضافة لتدمير بعض الآليات العسكرية، منها مدفع عيار 130.
وأشار النقيب المصطفى إلى أن "هذه الاستهدافات من قبل الجبهة الوطنية، تأتي رداً على المجازر التي ترتكبها قوات النظام وروسيا بحق أهالي جبل الزاوية، جنوب محافظة إدلب، بالإضافة للغارات الجوية الروسية التي تستهدف المناطق المحررة بشكلٍ يومي".
وكانت الطائرات الحربية الروسية قد جددت، اليوم الخميس، غاراتها الجوية مستهدفة تلال الكبانة في منطقة جبل الأكراد، شرق محافظة اللاذقية، وبلدة دوير الأكراد في منطقة سهل الغاب، غرب محافظة حماة، دون وقوع إصابات بشرية، ترافقت مع قصف مدفعي وصاروخي مكثف لقوات النظام طاول كلا من قرى المشيك، والزيارة، والقاهرة، والعنكاوي، والقرقور، والزقوم، والسرمانية، وزيزون، غرب محافظة حماة.
في سياق منفصل، قضى مدني وجرح آخر، بالإضافة لإصابة متطوع في فرق "الدفاع المدني السوري"، عصر الخميس، إثر استهداف مليشيا "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، سيارة مدنية وسيارة إسعاف للدفاع المدني في محيط منطقة حزوان، بالقرب من مدينة "الباب" ضمن مناطق "درع الفرات" التي يُسيطر عليها "الجيش الوطني"، شرق محافظة حلب. في حين أشارت مصادر إلى أنه لم يتم تحديد الجهة المسؤولة عن الاستهداف كونه جاء من منطقة تتقاسم السيطرة عليها كل من قوات النظام و"قسد".
وقال إبراهيم أبو الليث، المسؤول الإعلامي لـ "الخوذ البيضاء" في محافظة حلب، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الاستهداف جاء من مناطق سيطرة مشتركة لقوات سورية الديمقراطية وقوات النظام، دون تحديد الجهة التي استهدفت على وجه الدقة، وأضاف أبو الليث أن "صاروخاً موجهاً استهدف سيارة شحن (رافعة) مدنية ضمن الأراضي الزراعية المحيطة بقرية حزوان، شرق حلب، ما أدى لمقتل مدني وإصابة آخر، وتوجه عناصر الدفاع المدني لإخلاء الضحايا والجرحى، فتعرضوا لاستهداف آخر من ذات الجهة المستهدفة، ما أدى لإصابة متطوع في الدفاع المدني بجروح طفيفة، واحتراق سيارة الإسعاف بالكامل".
من جهة أخرى، أوضح الناشط أبو البراء الحوراني، عضو "تجمع أحرار حوران"، لـ"العربي الجديد"، أن قوات النظام السوري أرسلت تعزيزات عسكرية، بينها 5 دبابات من طرازات متنوعة، وعربة "BMB"، إلى الحاجز الواقع بين بلدتي إزرع - بصر الحرير بريف درعا الشرقي، وذلك عقب هجوم شنه مجهولون، صباح الخميس، بالأسلحة الخفيفة استهدف سيارة عسكرية لقوات النظام على طريق السويداء - إزرع، ما أدى إلى مقتل وجرح جميع العناصر فيها.
إلى ذلك، لفت الحوراني إلى أن حاجز "الأمن العسكري" التابع لقوات النظام الواقع في مدخل بلدة قرفا في ريف درعا الأوسط من جهة الأوتوستراد الدولي، سحب جميع عناصره وآلياته العسكرية، ظهر الخميس، باتجاه مدينة درعا.
وأضاف أن "المخابرات الجوية التابعة للنظام أخلت، في مطلع أغسطس/ آب الجاري، حاجزين لها في مدخل بلدة قرفا، وبذلك تكون بلدة قرفا خالية من الحواجز الأمنية التابعة لقوات النظام".
وأكد عضو "تجمع أحرار حوران" أن بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي شهدت، اليوم الخميس، انعداماً بالحركة الشعبية وإغلاق المحال التجارية، بعد تعرضها للقصف المدفعي من قبل قوات الأسد، والذي دفع عددا من العائلات للنزوح منها إلى مناطق أخرى من محافظة درعا.