المعارضة السورية تسيطر على قريتين شمالي الرقة

المعارضة السورية تسيطر على قريتين شمالي الرقة

18 ديسمبر 2020
هجوم عنيف شنه الجيش الوطني شرقي سورية (عمر الحاج قدور/فرانس برس)
+ الخط -

أعلن "الجيش الوطني السوري" المدعوم من تركيا، اليوم الجمعة، السيطرة على قريتين في مدخل بلدة عين عيسى شمالي الرقة، شرقي سورية، وذلك إثر هجوم عنيف شنه اعتباراً من الليلة الماضية ضد "قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، في ظل تعزيزات عسكرية للمنطقة من الطرفين، ووسط توقعات أن تطاول العمليات العسكرية بلدة عين عيسى نفسها.
وذكرت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، أن "الجيش الوطني، سيطر الليلة الماضية وفجر اليوم، على قريتي المشيرفة والجهبل عند مدخل عين عيسى الشمالي بعد اشتباكات مع قوات قسد، خلفت قتلى وجرحى، في حين قتل مدنيان في قرية الجهبل بسبب انفجار لغم أرضي زرعه عناصر قسد" قبل انسحابهم من القرية"، مشيرة إلى أن "الجيش الوطني يعمل على استقدام كاسحات ألغام لتمشيط القريتين وتثبيت نقاطه فيهما". 

إلى ذلك، تشير المصادر إلى أن الوحدات الكردية استقدمت تعزيزات تضم 30 عربة محملة بالعناصر إلى عين عيسى انطلاقاً من الفرقة 17 شمالي الرقة، بعد خروجها من المشيرفة والجهبل، في حين نزحت عائلات المسؤولين بتلك الوحدات من بلدة عين عيسى.
وفي السياق، ذكر "المرصد السوري لحقوق الإنسان" أن قوات "قسد" عمدت، صباح الجمعة، إلى استقدام تعزيزات عسكرية إلى مواقعها في منطقة عين عيسى، وذلك وسط تحليق لطيران استطلاع تركي في أجواء المنطقة. 
وكان المرصد أشار إلى استقدام القوات التركية والجيش الوطني تعزيزات عسكرية إلى قرى أبو خرزة وسلوم ورمانة المقابلة لقريتي الهوشان والخالدية المحاذية لطريق حلب-الحسكة شرقي عين عيسى، تتألف من دبابات ومدافع ثقيلة وعربات جند، وسيارات رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة.
وحتى الساعة، لم يصدر أي تعليق رسمي من الجيشين التركي والوطني السوري، وكذلك "قسد" على هذه التطورات، باستثناء مقطع مصور ينسب المتكلم فيه نفسه إلى فصيل "أحرار الشرقية" بـ"الجيش الوطني"، ويؤكد السيطرة على القريتين المشيرفة والجهبل. غير أن مصدراً عسكرياً في "الجيش الوطني"، فضل عدم الكشف عن اسمه، قال لـ"العربي الجديد"، إن ما جرى "عملية محدودة" لغايات عسكرية، مستبعداً أن تمتد إلى بلدة عين عيسى نفسها في الوقت الحالي. 

ويأتي هذا التطور بعد أيام من تفاهمات جرت بين "قسد" وروسيا، قضت بإقامة نقاط مراقبة مشتركة في محيط بلدة عين عيسى، فيما شهدت البلدة في الآونة الأخيرة حركة نزوح كثيفة للأهالي تسبب بها القصف المتبادل بين "قسد" و"الجيش الوطني"، وسط مخاوف من عملية عسكرية أوسع.
وحسب المصادر، فإن القوات الروسية سحبت النقاط العسكرية الثلاث التي أنشأتها قبل أيام حول البلدة واتجهت ليلاً إلى داخل قاعدة اللواء 93 شمالي الرقة.
وتعتبر عين عيسى منطقة استراتيجية للقوى المنتشرة شرقي نهر الفرات، فهي بمثابة نقطة وصل رئيسية وعقدة مواصلات بين الحسكة والرقة على الطريق الدولي (إم4) كما أنها النقطة الأهم من الناحية العسكرية للدفاع عن مدينة الرقة.
وتستخدم "قسد" البلدة وريفها للقيام بعمليات عسكرية وأمنية ضد مناطق سيطرة الجيشين الوطني السوري والتركي، إذ يوجد فيها أنفاق تستخدم لتمرير المتفجرات، بحسب المصادر، فيما تحاول قوات "قسد" بشكل مستمر التسلل إلى تلك المناطق، كما ينسب لها القيام بتفجير مفخخات بين المدنيين والعسكريين في هناك. وكانت تركيا هددت أكثر من مرة بشن عمل عسكري في المنطقة ضد تلك "قسد".

المساهمون